إلى الشارع الهادئ نزل ( منصور ) يتبعه ( سعيد ) حاملين حقيبتهما . متجهين الى المدرسة . و رغم الاذدياد النسبي في كمية الواقفين و المارة في ذلك الوقت . إلى ان الشارع ظل شبه خالي .
من بين الواقفين كانت هناك فتاه صغيرة ضئيلة الجسد تقف امام مدخل البناية محتضنه حقيبتها المدرسية . بيضاء الوجه خضراء العينين ذات ضفائر سوداء طويلة . ملامحها الجميلة رسمت بوضوح رغم حدائة سنها الذي يقل يعام واحد عن سن ( منصور ) الذي توقف ليحييها بإبتسامة واسعة قائلا :
- صباح الخير يا ( أميمة ) .
- صباح النور يا منصور .
تلك هي (أميمة ) ابنه ( لطفي ) أفندي الذي يقطن في الطابق الخامس . كانت أبتسامة ( اميمة ) الواسعة تشف عن روحها الرقيقة المرحة . و سعادتها بلقاء ( منصور ) في نفس الوقت اما ( سعيد ) فقد كان خجولا مطرق الراس كعادته . لذا ( أميمة ) هي من بدأته بالتحية قائلة :
- ازيك يا سعيد ؟
- الحمد الله
قالها ( سعيد ) بإبتسامة مرتبكة و ووجه محمر كعادته كلما خاطبته فتاه . لم يكن من عادته الأختلاط بأقرانه الإناث او حتى الذكور لخجله و انطوائه الشديد . على عكس ( منصور ) الذي كان اجتماعيا يحب اللعب و الاندماج . خصوصا مع ( عادل ) صديقه( اميمة ) التي جمعه بها حب طفولي و صداقة بريئة منذ انتقلت مع اسرتها الى البناية منذ ثلاث اعوام .
- باب امبارح اشترالي كيس بلي جديد حلو اوي . اللبلي الي فيه كبير جدا اكبر .. اكبر من التفاح
ضحكت ( اميمة ) برقة و هي تقول :
- ياسلام . بقى فيه بلي برضه اكبر من التفاح.
اه . لما نطلع نلعب انهاردة هوريهولك . و انتي بقى هاتي البلي بتاعك .
- ماشي بس انا اطلع بعد الغدا زي كل مرة علشان ماما عيزاني ارتب اوضتي انهاردة .
بخيبة امل قال ( منصور ) :
- يعني مش هنلعب . انا كنت عاوز اوريكي البلي
- لأ ما انا هاجي بس بعد ما ارتب الاوضة الاول .
- بس اوعي تتاخري .
- ماشي
- امال فين ( عادل ) صحيح ؟
اطلقت ( اميمة ) ضحكة قصيرة و هي تقول :
- قصدك ( عادل ) افندي . فوق بيتشيك و يضيط زر الطربوش .
كاد ( منصور ) يبادلها الضحك لولا ظهور ولدها و شقيقها في تلك اللحظة خارجين من مدخل البناية كان الابن . و اللذي يشبه ولده بشده . قد حول نفسه الى نسخة مصغرة من ابيه . بنفس المشية البطيئة المتخشية قليلا . و النظرة الهادئة الباردة نوعا .
كتم ( منصور ) ضحكته و هو يرد على تحية ( عادل ) و ( لطفي ) افندي اللذي اقتاد ( اميمة ) الى سيارته ليقلها كعادته الى المدرسة الراهبات التي ترتادها في ( شبرا ) . قبل ان يتجه الى عمله في مصلحة المساحة .
أنت تقرأ
ابتسم فانت ميت
Horreurاهدى هذا الكتاب انت ياا من وقفت جانبي و تحملت قسوتي و طفولتي لو كان بمقدوري ان اكتب اسمك هنا حروف من ذهب لكنت فعلت .... لكن لن اقدر ... مش بخل ولاهي بس انت عارفة جرام الدهب بقى بكام دلوقت؟ علشان كده هكتفي بالحبر و انتي سيد من يقدر يا ست البنات .