الفصل الثامن

1.9K 86 4
                                    

إلى الشارع الهادئ نزل ( منصور ) يتبعه ( سعيد ) حاملين حقيبتهما . متجهين الى المدرسة .  و رغم الاذدياد النسبي في كمية الواقفين و المارة في ذلك الوقت . إلى ان الشارع ظل شبه خالي .

من بين الواقفين كانت هناك فتاه صغيرة ضئيلة الجسد تقف امام مدخل البناية محتضنه حقيبتها المدرسية . بيضاء الوجه خضراء العينين ذات ضفائر سوداء طويلة . ملامحها الجميلة رسمت بوضوح رغم حدائة سنها الذي يقل يعام واحد عن سن ( منصور ) الذي توقف ليحييها بإبتسامة واسعة قائلا :

- صباح الخير يا ( أميمة ) .

- صباح النور يا منصور .

تلك هي (أميمة ) ابنه ( لطفي ) أفندي الذي يقطن في الطابق الخامس . كانت أبتسامة ( اميمة ) الواسعة تشف عن روحها الرقيقة المرحة . و سعادتها بلقاء ( منصور ) في نفس الوقت اما ( سعيد ) فقد كان خجولا مطرق الراس كعادته . لذا ( أميمة ) هي من بدأته بالتحية قائلة :

- ازيك يا سعيد ؟

- الحمد الله

قالها ( سعيد ) بإبتسامة مرتبكة و ووجه محمر كعادته كلما خاطبته فتاه . لم يكن من عادته الأختلاط بأقرانه الإناث او حتى الذكور لخجله و انطوائه  الشديد . على عكس ( منصور ) الذي كان اجتماعيا يحب اللعب و الاندماج . خصوصا مع ( عادل ) صديقه( اميمة ) التي جمعه بها حب طفولي و صداقة بريئة منذ انتقلت مع اسرتها الى البناية منذ  ثلاث اعوام .

- باب امبارح اشترالي كيس بلي جديد حلو اوي . اللبلي الي فيه كبير جدا اكبر .. اكبر من التفاح

ضحكت ( اميمة ) برقة و هي تقول :

- ياسلام . بقى فيه بلي برضه اكبر من التفاح.

اه . لما نطلع نلعب انهاردة هوريهولك . و انتي بقى هاتي البلي بتاعك .

- ماشي بس انا اطلع بعد الغدا زي كل مرة علشان ماما عيزاني ارتب اوضتي انهاردة .

بخيبة امل قال ( منصور ) :

- يعني مش هنلعب . انا كنت عاوز اوريكي البلي

- لأ ما انا هاجي بس بعد ما ارتب الاوضة الاول .

- بس اوعي تتاخري .

- ماشي

- امال فين ( عادل ) صحيح ؟

اطلقت ( اميمة ) ضحكة قصيرة و هي تقول :

- قصدك ( عادل ) افندي . فوق بيتشيك و يضيط زر الطربوش .

كاد ( منصور ) يبادلها الضحك لولا ظهور ولدها و شقيقها في تلك اللحظة خارجين من مدخل البناية كان الابن . و اللذي يشبه ولده بشده . قد حول نفسه الى نسخة مصغرة من ابيه . بنفس المشية البطيئة  المتخشية قليلا . و النظرة الهادئة الباردة نوعا .

كتم ( منصور ) ضحكته و هو يرد على تحية ( عادل ) و ( لطفي ) افندي اللذي اقتاد ( اميمة ) الى سيارته ليقلها كعادته الى المدرسة الراهبات التي ترتادها في ( شبرا ) . قبل ان يتجه الى عمله في مصلحة المساحة .

ابتسم فانت ميت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن