الفصل الثاني عشر

2.5K 109 28
                                    

ما حدث في الحقيقة هو ان هناك يد امتدت فجأة لتمسح على شعر دعاء في نفس اللحظة التي كانت تنهض فيها فلم تمس أطراف أصابع تلك البد ألا ذلك الايشارب الصغير ليشقط على الفراش دون ان تشعر  دعاء .

انعكاس صاحب اليد ظاهر في المرأة لكن وجهه لم يكن واضحا . بل انه هو نفسه لم يكن موجودا فعليا في الغرفة . ربما استطاعت دعاء رؤيته في المراة لو انها فقط استظارت لتنظر اليها . لكنها انشغلت بذلك الصوت .

لذلك تحركت بخفة نحو باب الغرفة لتفتحه بهدوء و تخرج الى الصالة الخالية تماما كما تركتها . أما الصوت فقد كان يأتي من حصاص النافذة المفتوح الذي دفعه الهواء بقوة ليضرب النافذة مصدرا ذلك الصوت العالي .

زفرت بنوع من الارتياح و ابتسمت ساخرة من نفسها على هذا التوتر الذي اصابها منذ قليل و هي تتجه نحو النافذة لتغلفها و ....

- ( دعاء )

اتسعت عينا ( دعاء ) و شهقت بصوت مسموع و هي تضع يدها على صدرها و تدور بحركة حادة لتواجه ...

- سامح ... انت جيت امتى ؟

وقف ( سامح ) قرب الباب ممسكا باكياس تحتوي صحعاما جاهزا تجاهل سؤالها و هو يتاملها بوجه مقطب و يقول باستنكار :

- اية مالك .. شفتي عفريب ؟!

حاولت ( دعاء ) الابتسام كي تكسر من حدة الموقف الذي لا تعرف كيف توتر اصلا و هي تتناول الاكياس منه قائلة :

-لا يا حبيبي أصلي ما سمعتكش و انت داخل . و بعدين الشيش كان صوته عالي اوي ف.....سيبك . المهم حمد الله على السلامة . تعالى اقعد ارتلح الشقة بقت زي الفل . ما قلتليش صحيح ايه رأيك فيها ؟

وضعت ( دعاء ) الأكياس علل المائدة و نظرت حولها مبتسمة ففعل ( سامح ) المثل لكنه لم يبتسم كما توقعت . بالعكس . بقد ازداد وجهه عبوسا و هو يقول بغضب :

- ايه الي انت عملاه ده ؟

كانت على دراية تامه بطباع زوجها الحادة . اعتادتها و تأقلمت عليها حتى لم تعد تدهشها . و نتيجة لذلك صارت تحاول تجنب فعل كل ما يزعجه بقدر الامكان .

و على الرغم من هذا فلم تفلح في معرفة ما ضايقه الان و هي تدور بعينها بسرعة في المكان محاولة ايجاد الخطأ ظ مرت ثوان قليلة من البحث الغير مجدي , فقالت اخيرا و نبرة القلق تبدو واضحة في صوتها :

- عاملة ايه ؟

- فاتحة الشباك على اخره كده ليه ؟

- اصلي مسحت الارض فبهويها علشان تلحق تنشف بسرعة . كنت عايزاك تيجي تلاقي الشقة كلها خلصانة .

ظهر القليل من الامتنان في عيني ( سامح ) لكنه ظل محتفظا بتقطيبته و غضبه و هو يقول :

- طب و مش تحطي حاجة على شعرك .

ابتسم فانت ميت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن