الفصل الثالث

4.1K 169 9
                                    

في الغرفة الكبيرة اخرج امجد مجموعة من قمصانه من حقيبته الموضوعه فوق الفراش لبعضها على احد  ارفف الدولاب و هو بسحب يده لكنها اصدمت في طريقها بشئ ما.

- ايه ده ؟

قالها امجد بدهشة و فضول و هو يسجب مجموعة من الاوراق المصفرة و الصور القديمة ذات اللونين الابيض و الاسود . تمكن منه الفضول فاخرج قمصانه من الدولاب ووضعها على الفراش ليتفحص الرف جيدا . فوجد صورا اخرى و اقصوصات من جرائد مختلفه . جميعها مختلفة .

جلس على طرف الفراش ممسكا بكل ما وجده في الدولاب متاملا اياه . رفع ال صورة امام عينيه . صور بالابيض و الاسود لطفلين . احدهما عابسس و الاخر مبتسم . يبدو ان العابس يكبر الاخر بقليل . نظر للصورة بتمعن ربنا لانه شعر انه رأى هذين الطفلين من قبل . او ربما لان الصورة نفسها تحمل احساسا غريبا . ربما كان الوصف الادق كلمة " طاقة " لكن عقليه امجد لم تكن بهذا العمق . لم يكن قاموسه يحمل تعبيرات مثل " طاقة نفسية " .

لم يجد تعريفا بما يشعر به و يراه سوى انه " غريب " لقد مر مرورا عابرا امام الصورة المعلقه في الصالة لذلك لم تحتفظ ذاكرته بملامح الطفلين الموجودين فيها . و لذلك ايضا لم يدرك انهما نفسس الطفلين في الصورة التي يمسكها الان . لكنه ايضا لم يدرك امرا غاية فيي الاهمية .

لم يدرج امجد ان هذين الطفلين . و في هذة اللحظة . يقفان على عتبة الغرفة التي يجلس بداخلها .

______________________________

وقف سيد امام الباجور . منهمكا في اعداد الطعام . كان ما يزال . ساخطا من صديقيه بسبب استخفافهما  برايه في الكتاب . لا تزال ضحكاتهما ترن في اذنه . سخريه منه و من خوفه . لم يكن يرى نفسه جبانا . بل يرى انهما هما المستهتران .

لا يزال الضحك يرن في اذنه رغم صوت القلي اللذي يملا المطبخ . قضب سيد جبينة فجأه عندما سمع ضحكة فعليه هذه المرة . ثم استدار نحو باب المطبخ ليرى من منهما اللذي يضحك منه الان . لكن لم يجد احد !!

لابد انه فر الى الصاله اذن . قفز سيد من المطبخ الى الطرقة الى الصاله . المكان خال تماما . وقف سيد مدهوشا . ينظر حوله . نسى السخط ليحل التوجس محله . لكنه سرعان ما اقنع نفسه بانه ماذال قلقا بسبب الكتاب .

لا داعي للارعاب او اهانه نفسه اكثر من ذلك . خاصتا بعد الموقف السابق . القى سيد نظرة اخيرة على الصاله الخاليه ثم عاد في خطوه بطيئه الى المطبخ .

لقد تخيل حتما انه سمع تلك الضحكة

_______________________________

تذايد ذلك الاحساس الغريب عند امجد . لم يكن يشعر انه ليس بمفردة في الغرفة بل هو متاكد من ذلك . رفع عينيه بسرعة نحو الباب . لكنه لم يجد احد . غريبه . لقد ظن انه رأى خيالا لشخص ما يقف هناك . و ظنه في البداية سيد و قد جاء ليسخف عليه و يتاكد انه لم يعبث بأشيائه . اعاد عينه مرة اخرى للصورة و الاوراق . و خاطر غريب يدور في راسه .

ابتسم فانت ميت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن