(صادق) و (امجد) يقفان هناك عن حافة الفراش يوجهيهما الشحبين الجامدين كوجه الجثث . لكن (دعاء) لم تكن انظر الى وجه ايا منهما فقد كانت عيناها معلقتان ببطن (صادق) المطعونة التي تنزف بغزارة فجاة تكلم الاثنان بصوت واحد قائلين :
-امشوا
لم تتحرك عضلة واحدة في وجهها او جسدها . اللهم الا قبضتاها اللتان راحتا تعتصران ملاءة الفراش بحركة لا ايرادية . اما الشابان فقد التفتا الى الخلف لينظرو نحو الباب التي تنظر نحوة ايضا . فقد ليظهر امامها خيال تالت لرجل اخر يقف في الظلام اللذي يخفي ملامحة . بنفس الطريقة و نفس الصوت عادا الشابان ليقولا :
- امشو
اتسعت عينا (دعاء) اكثر حتا كادتت تسقطان من محجريهما . اما فمها فقد انفتح عن اخره هو الاخر كانها تصرخ . او تحاول ان تصرخ . خرجت حشرجة خافتة من حلقها المبحوح و هي تهز (سامح) بقوة بيدها قبل ان تتمكن من مناداته بصوت مختنق :
-(سامح) ...(سامح)
صحا (سامح) مزعورا منتفضا اثر هزة بتلك القوة و هو يهتف بفزع :
- ايه...ايه؟فيه ايه؟؟
اشارت نحو باب الغرفة باصابع مرتجفة فادار عينه الى حيث اشارت ثم فركهما متسائلا بصوت ما يزال اثر النوم واضحا فيه :
-فيه ايه؟
نظرت امامها فلم تجد احدا . لا الشابين ولا الرجل . اختفو فجأة كما ظهرو و عادت الغرفة الا ما كانت عليه . ادارت عنيها في الغرفة بتوجس كانها تبحث عنهم . لم تكن تراهم كلنها تعلم انهم ما يزالو هنا .
اختفو عن ناظريها فحسب لكنها تكاد تقسم انها ما زالت تشعر بوجودهم . و لكن كيف لا تراهم و تشعر بهم في ذات الوقت . هل اخبؤا؟؟ هل خرجو ؟ و كيف دخلو اصلا؟؟ قبضت على يد (سامح) بكفها الباردة و هي تقول:
-كان في ناس واقفة هنا .
- ناس مين؟
قالها بعدم فهم فعادت تقول بصوت خافت كانها تخشى ان يسمعها احد :
- رجالة...تلات رجالة . اتنين نا عند السرير و واحد عن الباب .
اجال (سامح) بصره في الغرفة بنظرة شك تحولت الى استنكار و هو يقول:
- رجالة ايه يا (دعاء) ما الاوضة فاضية اهيه !
- يمكن مشيو اما شافوني بصحيك
- مشيو راحو فين ؟
-معرفش
-يعني هم هيكونو دخلو ازاي اصلا ؟
-معرفش . بس انا شفتهم.
الحيرة و الخوف يبدوان واضحيين على وجهها . اما هو فقد بدا اقرب للانزعاج و هو يقول:
- دا كان حلم يا (دعاء) . انتي كنتي بتحلمي . تاني مرة لما تعوزي تحلمي ابقي احلمي على كيفك انما متصحنيش من النوم تخضيني كده . انا بصحى كل يوم الساعة سبعة الصبح و مش فاضي للكلام دا .
أنت تقرأ
ابتسم فانت ميت
Terrorاهدى هذا الكتاب انت ياا من وقفت جانبي و تحملت قسوتي و طفولتي لو كان بمقدوري ان اكتب اسمك هنا حروف من ذهب لكنت فعلت .... لكن لن اقدر ... مش بخل ولاهي بس انت عارفة جرام الدهب بقى بكام دلوقت؟ علشان كده هكتفي بالحبر و انتي سيد من يقدر يا ست البنات .