الفصل الرابع عشر

1.1K 21 3
                                    

(صادق) و (امجد) يقفان هناك عن حافة الفراش يوجهيهما الشحبين الجامدين  كوجه الجثث . لكن (دعاء) لم تكن انظر الى وجه ايا منهما فقد كانت عيناها معلقتان ببطن (صادق) المطعونة التي تنزف بغزارة فجاة تكلم الاثنان بصوت واحد قائلين :

-امشوا

لم تتحرك عضلة واحدة في وجهها او جسدها . اللهم الا قبضتاها اللتان راحتا تعتصران ملاءة الفراش بحركة لا ايرادية . اما الشابان فقد التفتا الى الخلف لينظرو نحو الباب التي تنظر نحوة ايضا . فقد ليظهر امامها خيال تالت لرجل اخر يقف في الظلام اللذي يخفي ملامحة . بنفس الطريقة و نفس الصوت عادا الشابان ليقولا :

- امشو

اتسعت عينا (دعاء) اكثر حتا كادتت تسقطان من محجريهما . اما فمها فقد انفتح عن اخره هو الاخر كانها تصرخ . او تحاول ان تصرخ . خرجت حشرجة خافتة من حلقها المبحوح و هي تهز (سامح) بقوة بيدها قبل ان تتمكن من مناداته بصوت مختنق :

-(سامح) ...(سامح)

صحا (سامح) مزعورا منتفضا اثر هزة بتلك القوة و هو يهتف بفزع :

- ايه...ايه؟فيه ايه؟؟

اشارت نحو باب الغرفة باصابع مرتجفة فادار عينه الى حيث اشارت ثم فركهما متسائلا بصوت ما يزال اثر النوم واضحا فيه :

-فيه ايه؟

نظرت امامها فلم تجد احدا . لا الشابين ولا الرجل . اختفو فجأة كما ظهرو و عادت الغرفة الا ما كانت عليه . ادارت عنيها في الغرفة بتوجس كانها تبحث عنهم . لم تكن تراهم كلنها تعلم انهم ما يزالو هنا .

اختفو عن ناظريها فحسب لكنها تكاد تقسم انها ما زالت تشعر بوجودهم . و لكن كيف لا تراهم و تشعر بهم في ذات الوقت . هل اخبؤا؟؟ هل خرجو ؟ و كيف دخلو اصلا؟؟ قبضت على يد (سامح) بكفها الباردة و هي تقول:

-كان في ناس واقفة هنا .

- ناس مين؟

قالها بعدم فهم فعادت تقول بصوت خافت كانها تخشى ان يسمعها احد :

- رجالة...تلات رجالة . اتنين نا عند السرير و واحد عن الباب .

اجال (سامح) بصره في الغرفة بنظرة شك تحولت الى استنكار و هو يقول:

- رجالة ايه يا (دعاء) ما الاوضة فاضية اهيه !

- يمكن مشيو اما شافوني بصحيك

- مشيو راحو فين ؟

-معرفش

-يعني هم هيكونو دخلو ازاي اصلا ؟

-معرفش . بس انا شفتهم.

الحيرة و الخوف يبدوان واضحيين على وجهها . اما هو فقد بدا اقرب للانزعاج و هو يقول:

- دا كان حلم يا (دعاء) . انتي كنتي بتحلمي . تاني مرة لما تعوزي تحلمي ابقي احلمي على كيفك انما متصحنيش من النوم تخضيني كده . انا بصحى كل يوم الساعة سبعة الصبح و مش فاضي للكلام دا .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 21, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ابتسم فانت ميت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن