الفصل الحادي عشر

1.8K 86 19
                                    

انهمكت ( دعاء ) في تلك اللحظة في تنظيف الشقة مرتدية ثوبا منزليا بسيطا ابتل و تلوث بالغبار في اكثر من موضع . تما شعرها فقد ربطته الى الخلف بإشارب صغير .

حملت تلك الصورة القديمة المعلقة في الصالة و أخفتها خلف الدولاب . و ذكرت نفسها بأن عليها ان تعلق صورة زواجها في نفس الموضع بوقت أخر .

كانت قد رأت الثعبان المحنط منذ ان وقعت عيناها عليه على الكومود .... رفعته ووضعته تحت الفراش ... لا يصح ان ينام و بجانبهما ثعبان محنط .

بعد عدة ساعات من العمل الشاق ...  و بعد ان صار لون ثوب ظعاء لا يكاد يبين من شدة البقع عليه . انتهى التنظيف أخيرا و لم يعد باقيا امامها سوى افراغ الحقائب في الدولاب .

جرت احدى حقيبتي السفر الكبيرتين داخل غرفة النوم الرئيسية و رفعتها على الفراش الكبير بصعوبة لتفتحها لاهئة ثم استدارت نحو الدولاب و فتحت احدى ضلفه .

بدا الدولاب في الوهلة الاولى فارغا . اكن حين دات برص الملاابس على الارفف شعرت يدها بشئ ما لتسحبه و تبين ما هو . صورة فوتوغرافية قديمة بالابيض و الاسود . مدت بيدها داخل الدولاب مرة اخرى متفحصة ذلك الرف لتجد اشياء اخرى .

المزيد من الصور القديمة . جرائد مقصوصة على اخبار بعينها و اوراق مصفرة مسطرة مكتوب عليها بخط جميل صغير .

تغلب الفضول الأنثوي عليها فتركت ما كانت تفعله لتتأمل ما وجدته . طول حياتها و هي تحب الاشياء القديمة . و لو امتلكت بعض النقود لبددتها في جمع التحف . لذا فتلك الصور و الاوراق كالكنز بالنسبة لها .

راحت تقلب في الصور بين يديهاا . جميعها لفتيات جميلات مبتسمات يرتدين أثوابا ذات موديلات قديمة و يصففن شعورهن بطرق قدرت انها تنتمي لاواخر الأربعينات او مطلع الخمسينات .

جميع الصور حملت عبارة ( ستوديو منصور ) بخط زخرفي جميل في الركن الاسفل على اليسار . نحت الصور جانبا و تأملت الجرائد بلا اكتراث قبل ان تنتقل للأوراق المصفرة .

تراجعت بجسدها حتى جلست متربعة فوق الفراش الكبير و بدات في القرأة :
''رأيتها بعيني . بأم عيني . إنه لمن المستحيلات ان أنسى ذلك المنظر أمي تحت قدم أبي . الدم يجري من جبينها . و المسدس في يده . حينما كنت طفلا . لا ازال أخشى ان تموت امي . لكني بعدها تمنيت من كل قلبي لو انها ماتت فعلا . فربما غسلت دماؤها عارنا و عارها .

______________________________

خائنة امي انا خائنة . أكمل نساء العالم في نظر كل طفل لكن حظى العثر جعل امي تدنس كل امرأة أخرى في نظري . إن كانت الام التي هي مثال الطهر و النقاء . قادرة على ارتكاب مثل هذا الجرم الفظيع فأي امرأة بعد شلك توتمن .

______________________________

قلبا دعاء في الاوراق قليلا بعشوائية حتى اخرجت ورقة أخرى و عاودت القراءة :

ابتسم فانت ميت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن