"الصلاة خيرٌ من النوم، الصلاة خيرٌ من النوم"
جملةٌ أنهاها مُؤذن المسجد؛ ليُذكر الجميع بصلاة الفجر، ومع اختفاء صوت المؤذن، استيقظ«وئام»لأداء فريضته التي حَرص بشدة ألَّا تفوته؛ لأجرها وثوابها العظيم.
فـ خرج من حجرته بعد ارتداء ملابسه، وذهب لـ حُجرة والدته ليُوقظها كما اعتاد من والده؛ فـ قام بتحريكها بخفةٍ وهو يُناديها بصوتٍ مُرتفع بعض الشيء:
_"يلا يا أُمي، الفجر أذن والشيخ هيقيم الصلاة أهو.
فـ استيقظت والدته بعد دقائق قليلة وهي تنظر له وتردف بصوت ناعس قليلا أثر النوم:
_"أنا صحيت اهو يا حبيبي.
-"صباح الفل على ست الكل يا جميل.
فـ ابتسمت والدته لما قاله، ومن ثم ترقرقت عيناها بدمعٍ بسيط؛ فـ فهِم«وئام»أنها قد تذكرت والده الراحل عنهم، فقبّل رأسَها وهو ينهض:
_"ربنا يرحمه يا ماما، إرادة ربنا فوق كل شيء وأنتِ مُؤمنة بالله وعارفة.
ثم أتبع حديثه بمرحٍ طفيف:
_وبعدين يا شيخة حد يزعل وانا موجود يعني!!
دا حتى الحاج سابلك نسخة منه قبل ما يمشي، أنا هروح أنا بقا أصحي الغيبوبة بنتك؛ عشان ألحق الصلاة في الجامع، يلا في رعاية الله يا حبيبتي._______•_______•_______
_"أنا هعمل نفسي نايمة، وأول ما يقرب مني هحدفه بالمخدة؛ بسبب اللي بيعمله معايا كل يوم وهو بيصحيني.
همست«ياسمين»لنفسها بهذه الكلمات بنظرةٍ في نظرها أنها شريرة؛ ولكنها قمةً في الضَحك، وفي ذِهنها تلك الخطة لتُلقن أخيها درسا لن ينساه.
وبعد قليلٍ وجدت«ياسمين»باب حُجرتها يُفتح بسرعةٍ، وشخص يدخل وهو غاضب، ويهتف بحنقٍ شديد:
_"يا ويلك وسواد ليلك يا«ياسمين»هانم لو لقيتك نايمة والله لـ....تفاجأ بها«وئام»تقفز من على الفراش وتقف على الأرض وهي تقول بصوت مفزوع من كلامه:
_"والله العظيم صاحية أهو، لا وكمان كنت داخلة اتوضى؛ عشان متعبكش ومتتأخرش بسببي على الصلاة زي كل يوم.-"طب كويس أنك عارفة أنك بتأخريني كل يوم، يلا قومي اتوضي وروحي لماما عشان تصلوا جماعة، وأنا هروح أصلي وهرجع البيت بإذن الله.
قال ذلك وهو ذاهب اتجاه باب الحجرة؛ فـ سمعها تهمس لنفسها وتقول:
_"بقا هو دا اللي هتضربيه بالمخدة!!! دا أنتِ قلبتي فرخة مبلولة أول ما سمعتي صوته، جتك نيلة دا أنتِ عيلة جبانة._"على فكرة أنتِ كده بتشتمي نفسك يا«ياسو»، وبطلي كلام ويلا عشان كده صلاة الفجر هتفوتنا كلنا.
قال ذلك ومن ثم ذهب، وذهبت«ياسمين»لأداء فريضتها مع والدتها لحين مجيء«وئام»؛ ليدلفوا للنوم مُجددًا.
أنت تقرأ
"الاستـحواذ"
Romantizmماذا لو أننا سقَطنا ببُؤرة الحب؟ ماذا لو أن من أحببناه، بادَلنا نفس الشعور؟ هل ستنتهي بفوز الكِفاح؟ أم أنّ هناك من سيُفرقنا وللأبد!