00 | 26

41 5 1
                                    

-

كانَ يشعر بالضِياع لِوحده، لم يحبذ أن يَختلط بأي شخصٍ مهما كان، لأنّه لَم يكن مُستعدًا لِمواجهة أحد بعد التغيِيرات التِي طرأَت علىٰ حياته.

والتي يبدو أنّها سوف تؤثِّر علىٰ شخصيته أيضًا، بالسِلب.

تركَ مِن يديه خدّه والقلم حينَ استمع إلىٰ صوت انكسارٍ بالخارج، ولم يلبث ثانية واحدة أخرىٰ فِي غرفته، إذ توجَّه إلىٰ البابِ فورًا وفتحه ليرىٰ ما حصل.

كَان والده... يخرج مِن غرفة نومه المشتركة مع والدته، ويبدو أنّه كسر المزهرية التي تزيّن شتاتها الأرضَ عَمدًا لأنّه لم يكترث وكان يأخذ خُطواتهِ إلىٰ الخارج، ولكن ما جَذَب نظره كان الحِزام في يده.

لم يهتم لَه، وفورًا فكّر بشيءٍ واحدٍ قبل أن يهرول نحوه.

"أمي!"

باب غُرفتها كان مفتوحًا لذا دخل دون تردّد، كانت تجلس فِي الأرض وتبكي بِحرقة.

حينما انتبهت لوجوده، مدّت له يديها، كَان مقهورًا جدًا وهو يبصر تلك الهيئة الضعيفة مِنها دون أن يستطيع مُساعدتها بشيءٍ، شعرها كان ملتصقًا بِجبينها ويبدو مُبلَّلًا.

ذهَب صَوب أُمِّه وطوّقها بين أحضانه، يريد ردَّ الدَين لَها، إذا استطاع، أَراد أن يغيِّر الأدوار بينهما، حتىٰ يعطيها من الحنانِ والأمانِ ما تستحق.

لكنه كان ضعيفًا أيضًا مِثلها، ولم يستطع فعل شيءٍ سوىٰ أن يربّت عليها ويبكِي لِبُكائِها.


-
؛(

الهيونغ المزعج | 💥𝐀𝐧𝐧𝐨𝐲𝐢𝐧𝐠 𝐛𝐫𝐨𝐭𝐡𝐞𝐫.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن