00|06

259 58 54
                                    

-

«سأُري ذلك القزم الأحمق، سيتعلم كيفيّة التجاهل الآن حين ألكمه في وجهه القبيح ذاك!».

كان بيكهيون يُكلّم نفسه وهو يمشي بخطاه الغاضبة نحو منزله رفيقه، شكلّ قبضةً وضربَها في الهَواءِ الحُر، يَخِيل له أنّه كيونقسو. مضى أسبوعان تامّان ولم يُحدّثه، هاتفه مُغلق والرسائل لا تصله، كما أن آخر ظهورٍ له كان منذ زمن.

قرعَ الباب، رجلُه تدُقّ الأرض مرارًا في توتّر. إن كان تجاهل الآخر مُتعمّدًا فهو لن يَرىٰ خيرًا طوال حياته، فتحت جدّة الصبيّ الباب له فإنحنى لها بكل ودٍّ وإحترام حين سمحت له بالدخول.

«جدتي هل تذكريني؟ أنا صديق كيونق... بيكهيون لقد جئت لأزوره لأنه لم يكن يجبني طوال إسبوع، تُرىٰ هل هو متعب؟».

أجابت الجدّة سؤاله بنبرةٍ هادئة وإبتسامةٍ مُريحة فوقَ شِفاهِها.

«أجل بالطبع أذكرك من السنةِ الماضية وكيونقسو بخيرٍ بُنيّ، لقد ذهب إلىٰ الريفِ لزيارة والدته ربما لم يردّ عليكَ بسبب أعطالِ الشبكة الخلويّة».

تهجّم وجهُ الفتى، وأجاب بنبرةٍ أقلّ إنفاعلًا من ذي قبل، نبرةٍ لم تكُ توحِي بشيءٍ مُطلقًا.

«اوه! ربما؟ حسنًا هل تعلمين متى يحين موعد عودته جدتي؟».

«ليس لي عِلمٌ بني لكنّه قال لي أنّه سيتأخّر هذهِ المرّة، لا أعلم ولكن ربما قد لا تتسوّقون سويًا لشراء ملابس السنة الدراسية هذهِ المرّة».

أجابت بإحباط، تشعر بوجه الصبي يسقط أيضًا، عبس وأجابها بـ "اوه، حسنًا" لم تسمعها المُسنّة ولكنها قرأت شفتيه.

«هل يقوم والد كيونقسو برعايتكِ؟».

سأل بجديّة وحذر بعد عدّة ثوانِ،قلقًا عليها، ابتسمت الجدّة، ينتشر الدفءُ في صدرها والحُب.


«أجل بني».

أومأ، ثم إنحنى يودّعها ليتركَ باب منزل صديقهِ العزيز، أو من ظنّه عزيزًا أو يعزّ عليه. قبل أن يُقفل الباب انفطر قلبُ بيكهيون بسبب كلمات الجدّة.

«الصغير كيونقسو محظوظٌ للغاية لإمتلاكه صديقًا جيّدًا مثلك».

ابتسم، تلك كانت أول إبتسامةٍ يُزيّفُها بيكهيون في حياته، لا يعلم شيئًا ولكنّه لم يشعر بالراحةِ حيال الأمر، كونَه يُحب المدعو كيونقسو، وكَون الآخرِ غير مبالٍ تمامًا به.


تسائل كثيرًا أثناء عودته للمنزل، هل هو حقًا يسبّب الإزعاج للآخر؟ ما السببُ في أنّ كيونقسو لا يُطيقه بتاتًا؟ وهل بإمكان بيكهيون كسرُ الأعمدة التي بنَوها معًا والرجوع إلى نقطة البداية حين كانوا غُرباء! فكّر كثيرًا ووجدّ أن ما كان بينهما أيّ أعمدةٍ أو شراعٍ يَصلهُما أبدًا، ربما هو فقط كان يتوهّم.

وكم كره بيكهيون فِكرة مُقت صديقه الأحب له.

-
~

الهيونغ المزعج | 💥𝐀𝐧𝐧𝐨𝐲𝐢𝐧𝐠 𝐛𝐫𝐨𝐭𝐡𝐞𝐫.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن