00|14

202 42 44
                                    

.
.
🌱
.
.



«سأركُل مؤخرتكَ من هنا إن لم تخبرني بِما حدثَ معكَ.

بعدَ أن انتهىٰ الشابّان من التنظيف الذي دامَ حوالِي الساعتين نظرًا لِكِبَر الساحة المدرسية، لنقُلَ أن بيكهيون قامَ بخطفِ كيونقسو وهروَل به إلىٰ خارج المدرسة.

كيونق حاولَ جاهدًا، لكنه مع إصرار بيكهيون جارَاه وقرر أنّه سيتحمّل العواقب بشجاعة، وليُسجّل في تاريخه أنّه هربَ من حصَته في أول يومٍ مدرسي لأول مرة في حياته.

«أعتقد أننِي متعبٌ قليلًا فحسب».

تحدّث كيونقسو، وأصابعُ بيكهيون وجدت مكانًا مُلائمًا تلتفُّ بهِ حول أصابِعِ الآخر، أوقفَ مشيهما أمامَ الجِسر المُطلِّ علىٰ الشارع.

المسافةُ بينهما والمدرسةُ بعيدة، للغاية! حتىٰ إن قررا العودَة فسيصلان في أواخِر ساعاتِ الدوام المدرسي.

بيكهيون يحاولُ بجدٍّ أن يستنزِف الطاقةَ الكئيبةَ مِن صاحبه العزيز، والذي يحبُه قلبه جدًا، هو يعمل بجدٍ علىٰ ذلك.

لذا تركَ شخصيَّته الغير مُبالية، وبدّلها بالوضعية الجدّية في هذا الوقت. وأخبره عن وجودِه بجانبه.

«أنا هُنا كيونقسو».

كيونقسو تنهّد غير عالمٍ بما يجيبه، حاولَ الحديثَ لكن لا شيء كان يخرج من حلقِه.

«أخبرني أي شيء، حتىٰ لو كانَ لا شيء... فأنا مُهتم».

شيءٌ لطيفٌ وخزَ فؤادَ كيُونق، هذا الإهتمام من النوعِ اللطيف وغير المزعج يعجبه كثيرًا.

«لقد توفِي جدي».

قامَ بإراحةِ ذراعه فوقَ الحديد واسترخَىٰ، بيكهيون صُدم ولم يعلم ما سيقول، فورَ إفلاتِ يده. أحسّ بالوِحدة تغمره وبالبردِ يتسلّله.

«كانَ منفصلًا عن جدتي،كما الحال مع والديَ الآن».

زفر بيكهيون، وأحاطَ كتف صديقه المفضل وهو يخبره بأسىٰ:

«ليرقد بسلام».

أومأ كيونق للهواءِ أمامه، ممتنٌ لبيكي لأنّه أخرجه من المدرسة، فهو بحاجةٍ إلىٰ الراحة والهدوء. علّ ذهنه يصفىٰ.

«قبلَ موته كان يطلبُ رؤيتها، وحين قدمت له...كانَ الإثنانِ يبكيان! إنهم يجُرّون أنفسهم إلىٰ الهاوية دون إدراك».

صوته كانَ عميقًا، بيكهيون كانَ محقًا في ما قال، كيونقسو ليسَ بخيرٍ أبدًا.


«أشتاقُ إليه، لا أريد أن يحدث نفس الأمر مع والدي... أتمنىٰ لو نصبحَ عائلةً سعيدة».

ضمّ بيكهيون شفتِيه، ثمّ فكَّر بدعابةٍ يلقيها علىٰ مسامِعه كي يحاول التغيير من مزاجه.


«إذًا تزوّجني!».

نظرَ له كيونقسو بطرفِ عين، وأبعدَ يده التي كانت تستلقِ علىٰ كتفه ورماها بعنف.

«لم أُجن بعد».

يسخر منه بصوته حينَ قالها، وبيكهيون أكملَ ما كان سيتحدث عنه ببراءة كي يثيرَ اشمئزازَ الآخر، هو يفلحُ في مثلِ هذهِ الأمور.

«كيونقِي لما تقول ذلك؟ إن تزوجتني فلن تضطر إلىٰ الزواج من إمرأة، وإن لم تتزوج بإمرأة لن تُنجب طفلًا مثلك! وإن مِت لن تهتم لكلِ هذه التُرهات! أليست خطة محكمة؟».

هزّ كيونقسو رأسه في أسىٰ، لا حلّ لأفكارِ هذا الفتىٰ المزعج.

«كُفّ عن الهُراءِ واذهب لتشتري لنا بعض الطعام».

بنبرةٍ آمرة حدّثه، وبيكهيون هجاهُ بملامِحه قبل أن يُردفَ بنبرةٍ خبيثة.

«آيقو، إنظروا إلىٰ مُتنمّري الوسيم».

غمز فحاول كيونق ركله، ولكن مع أسفهِ الشديدِ قد كان سبقهُ وذهب فعلًا ليشتري لهم شيئًا ليأكلوه.

كيونقسو نظرَ إلىٰ ظهرِ جسده الذي كانَ يتحرّكُ بسعادة راقصة، هو لم يستطع كبحَ ابتسامته من النُمو.

هوَ لم يتبسم منذُ ذلك اليوم الكئيب! بيكهيون هو شِفاء كيونقسو.



.
.
🌱
.
.








إدعوا لجدي وجميع موتىٰ المُسلمين بالرحمة ♡.

الهيونغ المزعج | 💥𝐀𝐧𝐧𝐨𝐲𝐢𝐧𝐠 𝐛𝐫𝐨𝐭𝐡𝐞𝐫.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن