اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
خرج اثنان من حُرّاس أحد المباني حاملين أسلحة يتوجّهون نحو المجهولين المجرمين، هرب الرجال وعلى شفاههم ابتسامات منتصرة، غير آبهين بحقيقة أنّهم قد أصابوا نفسًا بريئة.
الناس فتحوا أبواب شققهم بخوفٍ وانطلقوا خارِجًا ليروا ماذا حدث.
جاهلين أن هناكَ شابّين، صديقين بريئين كان سوء التفاهم ما حلّ بينهما وأراد أحدهم إبطال النزاع.
غير أن رصاصةً اخترقت جسد صديقه، علّقت تلك المهمة إلىٰ أجلٍ مجهول.
ظلّ مكانه متصنمًا واقِفًا ينظر نحو جسده الذي بدأت تخور قواه، وانهارت رُكبه لتُلاصق الأرض.
أصبحَ الدم يتدفّق من جسده خارجًا، ذلك المنظر المهوّل سبب الرجفة والرعب للفتى الذي رأى مشهدًا كهذا لأول مرّةٍ في حياته.
والضحية كان أعز أصدقائه!
"كيونقسوو."
نطق اسمه متقطّعًا وبصعوبة، يسعل بخفّة بعدها.
الآخر كان مُتصلّبًا في مكانه، الدموع تغادر مآقيه، تتدفّق بغزارةٍ توحي عن شدّة ما يعانيه من ألم.
"بيكهيون،لا."
همس برجاءٍ، وركض إلىٰ حيث وقع جسد صاحبه، كان الوهن باديًا عليه، كِلاهما.
"بيكهيونأجبني."
انحنى بجذعه إليه وأخذه رأسه بينَ يديه، دموعه الحارّة أصبحت تختلط مع الدِماء التي خرجت من فاهِ بيكهيون ولطّخت وجهه بعشوائية.
هز رأسه بجنونٍ وهو يردّد "لا" دون توقّف.
شعر بغزوِ سكاكين حادّة ضد جسده الضئيل، كان يشعر بالضيق والعجز، هاويًا من جرف الإنهيار.
صوتُ لُهاثِه أثار قلق الناس الذين اجتمعوا حولهم، عندما رأوا شابًا في مقتبل عمره ينزف دمًا هرعَ أحدهم ليتصل بالإسعاف بينما البقية وقفوا مكانهم مصدومين وخائفين عليه.
والدة كيونقسوو خرجت مرتدية منامتها، تغطّيها جيدًا حول نفسها، كان زوجها يتبعها من خلفها.
لِصراخ وبكاء كيونقسوو تقطّعت قلوبهم، اقتربت امرأةٌ ثلاثينية منه وكانت أحد جيرانه المفضلين تربّت عليه وتحاول منع دموعها الغزيرة أن تتوقف.
كيونقسوو كان مذعورًا، لم يكن يسمع شيئًا وكان يحتضن رأس بيكهيون في صدره، يحاول حمايته حتىٰ من الهواء أن يلامسه فيخدِشه، صدره كان يعلو ويهبط وقلبه ينقبض بعنف.
كان ما يعانيه من رؤيةِ صديقه وهو يحاول ألا يسدل جفنيه بصعوبة أسوء من أي شيء.
بيكهيون كان يحارب ليتنفّس، وكيونقسوو كان مستعدًا أن يعطيهِ حياته لو تطلّب الأمر.
"هيونقأرجوكأتسمعني؟"
بالكاد لفِظ كلماته بين شهقاته المتتالية، تجاهل محاولة سحب والدته له نحوها وظلّ متمسكًا بصديقه، يَعد في نفسه ألا يتركه أبدًا.
غير مُلاحظٍ أن راحتيه باتت تكتسي دماء صاحبه.
صوت سيارةِ الإسعاف صار قريبًا، كيونقسوو استطاع سماعه بصعوبة، اقترب بعض الرجال ليحملوا بيكهيون لكنه كان أَعند من أن يتركه.
أراد البقاء معه فقط، المزيد منه ومِن نكاته الغريبة، إخباره كم كان ممتنًا له، ولِصحبته العظيمة، وأراد أن يعتذر منه بصدقٍ علىٰ تقصيره.
ظل كيونقسوو ملتصقًا ببيكهيون كالمجنون وهو يحادثه بألم وسط دموعه الكثيفة التي بلّلت رموشه الطويلة.