كان صباح الجمعة لا ينفع لشيء سوى للنوم بالنسبة لفاديا لأنها ستحظى بعدها بيوم طويل في تجهيز قالب أو إثنين كي تنشرهما على الموقع..كما يجب عليها العمل على تصميم للعميل..و تنهي يومها بتدريس اللغة الإنجليزية لمدة ساعة و نصف..أخذت حماما دافئا و توجهت مباشرة للفراش لتحظى بنوم عميق..مستعدة لليوم التالي.
لم يكن يوم السبت كالجمعة..راكدا و مملا و الحركة في الشارع بطيئة و أغلب المحلات مقفلة..بل كان يوما حيا بما تحمله الكلمة من معنى..و لهذا كانت فاديا على وشك لقاء صديقتيها صوفيا و ليديا.
كانت صوفيا خريجة محاسبة تماما مثل فاديا فقد درستا سنوات الكلية معا..إنها شابة جميلة حسنة الوجه و إبنة لعائلة ثرية..ترغب في الواقع بأن تكون عارضة أو شيء من هذا القبيل..بينما تريدها عائلتها شابة دارسة و متخرجة قادرة على أن تشغل منصبا في شركتهم..و ما المانع من فعل الأمرين معا!..عندما بدأت صوفيا تشتهر على وسائل التواصل الإجتماعي..تعرفت على فتى يدعى لؤي كان ينمو هو الآخر في هذا المجال كشاب مهووس بألعاب الفيديو و يعرض تجاربه معها..أحبا بعضيهما..إرتبطا و الآن يعيشان وسط زحام من المشاكل المجهرية التافهة يتخللها قليل من الحب.
لم تكن ليديا مهتمة بالعلاقات..رغم كونها مزدوجة الميول إلا أنها لم ترتبط ولو لمرة واحدة في حياتها..إنها طالبة طب تخصصت للتو في طب النساء و التوليد..وقد قررت تكريس حياتها بالكامل لهذا العمل..إنها صديقة لفاديا منذ الصغر و تعيش في مسكن قريب منها أيضا..فتاة تغلب عليها الجدية و تحمل في رأسها ثقلا من المعلومات المتنوعة في مختلف المجالات..بما أنها تجد النشوة و الفرحة في تعلم أشياء جديدة أكثر من أي شيء.
دخلت فاديا إلى حيث إتفقن على اللقاء متأخرة..و تم إستقبالها ببعض من التقريع أولا قبل القبل و العناق.
"لو أنك تأخرتي قليلا بعد نحن ننتظر منذ نصف ساعة و فقط"
"ماذا طلبتما لي؟"
"لا شيء أطلبي لنفسك"
"حسنا..حسنا" تطلب فاديا قهوتها مع تحلية الكاسكادا المعتادة..قبل أن تلتفت لصديقتيها و تتنهد لافظة ما تبقى في صدرها من تعب الأمسية الماضية.
"و الآن أكملي لنا القصة"
"أي قصة يا ليديا؟"
"تلك التي أخبرتنا عنها في المجموعة ما كان إسم الفتاة!..ناديا!؟"
تقاطعها صوفيا بصوت عالي "إنها داليا..داليا"
"أعتقد أنني معجبة بها"
"ذلك أمر مفروغ منه..أعتقد أننا نجونا من إعجابك بنا بأعجوبة" تقول صوفيا ذلك ثم تضحك بصوت عالي.
لترد عليها ليديا "من قال أنك نجوتي! أنت بالذات أنا متأكدة من أنها تقربت منك في البداية قصد الإرتباط بك قبل أن تتفاجىء بكونك سوية الميول"
أنت تقرأ
أوكسيتوسين "الجزء الأول"
Romance-ما الذي يمكن أن يدفعه المرء مقابل جرعة أوكسيتوسين؟ -ربما الكثير من العناء.
