العلاج بالحُب

1.3K 101 61
                                    

نظرت إلى إنعكاس وجهها مليا في المرآة..مسحت الدموع و نظفته جيدا..وضعت بعضا من مساحيق التجميل و جمعت الفوضى التي أحدثتها..فتحت أحد الأدراج و أخرجت علبة السجائر..جلست قريبا من الشرفة..وضعت ساقا على أخرى و أشعلت سيجارتها.

لم يرفع والدها العزيز يده عليها قط..ولو أنها تعرضت لبعض التعنيف من إخوتها سابقا..لكنهم كانو دائما ما ينالون عقابهم في النهاية..أما الآن فقد قام رجل غريب كليا جمعتهما بعض الأوراق القانونية تحت سقف واحد بالإعتداء عليها..و لأجل أي سبب؟ سبب يوازي في تفاهته اللاشيء..لا وجود لسبب فعلا لما قام به..إلا أنه أراد أن يثبت هيمنته و سيطرته..و يظهر لها جانبه القبيح كتنبيه على أن لا تلعب بذيلها..لكنه بذلك في الواقع قد أفسد إتفاقهما للأبد..فقد كانت داليا مطيعة و هادئة..لما وجدت فيه من كرم في تعامله معها و مع أبيها..و كان لا بأس عندها أن تتحمل شهوانيته المفرطة ما دام لا يقضي معها الكثير من الوقت.

لكن الآن و بينما تدخن هاته السيجارة..جال في خاطرها لأول مرة..بأن تكون جدية جدا في تفكيرها بالإنتقام منه..لذا قررت أن تفعل أكثر ما يخافه!..خيانته و إقامة علاقة مع شخص ما..و غيرت ولائها الآن..من الحاج إبراهيم إلى الحب الذي أصبحت تكنه لفاديا..إنها مشاعر وليدة الأمس..ماتزال فتية و جامحة و تميل للطيش أكثر من التعقل..و بينما هي تحاول التعمق في هاته الفكرة..حتى دق الباب فجأة.

إنتفضت من مكانها و حسبت أن الحاج إبراهيم عاد لنسيانه شيئا ما!..فتمتمت ببعض الشتائم و تخلصت من السيجارة سريعا..و الآن هي تحاول التخلص من رائحتها.."هل نسي مفاتيحه! لأجل ذلك هو يدق ربما!"

فتحت الباب متجهمة الوجه..لكن سرعان ما إنبسطت أساريرها عندما وقع ناظريها على فاديا.

"فاديا!"

"لا تظني أنني أخون عهدنا..كنت أنتظر بالفعل إتصالك حتى آتي و لكن أرسلني العم صلاح..يقول هاته الأغراض لك"

"أدخلي هيا"

تدخل فاديا ثم تمد يدها معطية إياها الكيس..تتجاهل داليا ذلك تماما..و تعانقها مباشرة.."شكرا لأنك أتيتي"

"شكرا لك أنت..لأنك طلبت هاته الأغراض"

"لا" تبتعد عندها ثم تمسك الكيس مستغربة "لم أطلب أي شيء" تلقي نظرة فترى مجموعة من علب الشوكولاتة المفضلة لديها..فتفهم مباشرة بأن إبراهيم يحاول الإعتذار.

"هو إذا من السيد الوالد!"

تبتسم ثم تقول "لا وجود لتفسير آخر"

"يدلل إبنته الوحيدة إذا!"

"أدخلي..هل تناولتي الفطور؟"

"أجل فعلت..لا تقلقي بشأني..ثم إن علي العودة للعمل سريعا..لا أريد أن أسبب لك المتاعب مع والدك"

"لا..لا..لقد رحل..يقول أنه طرأ شيء ما في عمله"

"لهذا شممت رائحة خفيفة للسجائر عندما عانقتني..أيتها المشاغبة"

أوكسيتوسين "الجزء الأول"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن