فضيحة و عقاب

1.4K 106 92
                                    

إستيقظ إلياس في هذا الصباح الباكر متحمسا..إستحم و حلق لحيته الكثيفة كلها فبدى و كأنه عاد بالزمن عشرة سنوات كاملة..إلى أواخر العشرينات..ثم تعطر و إرتدى ثيابا نظيفة و خرج لتناول الإفطار.

"صباح الخير يا أماه"

"صباح الخير يا ولدي..هيا تناول إفطارك سريعا لا تتأخر على عمك"

نظر إلى ساعته ثم قال "ستصل بعد ثلاثة ساعات..سيستغرقنا الوصول إلى المطار أربعون دقيقة..سنعيد نعمة إلى بيتها سالمة و ثم نتوجه إلى المسجد لا يجب أن نتخلف عن صلاة الجماعة"

"أدعو الله أن يبارك لك يا ولدي..في مالك و قريبا في زوجك أيضا"

"إذهبي و جهزي نفسك..يجب أن تساعدي الخالة فريدة..حضرا لنا غداء يليق بهاته المناسبة السعيدة"

"حاضر..طبعا سأفعل"

غادر إلياس و ووالدته البيت..مسرورين مبتهجين متحمسين لقادم الأيام..فركن سيارته اسفل العمارة..ينتظر كي يقل عمه لكنه إنتبه لجلبة هناك..حيث يقف عدد من الرجال و النساء..يتأففون و يقلبون أيديهم و يستغفرون.

"إصعدي يا أمي إلى فوق..و اطلبي من عمي النزول إلى هنا رجاء سأذهب لأرى ما يجري"

يقترب نحوهم و يقرأ المكتوب بخط عريض..من يعرف جيدا الحاج ابراهيم و هم قلة فهو يعلم أن هاته طعنة في ظهره و لن يسكت عنها و من لا يعرفه فهو يتأسف على الحال الذي آلت إليه الناس في الآونة الآخيرة.

"ألم ترو كلاما كهذا مكتوب على الجدار من قبل؟ فلتنصرفو رجاء ليتوجه كل منكم إلى عمله"

رد أحد الجيران بنبرة حادة "أولا لا تعطينا الأوامر و ثانيا نحن سكان هذا الحي لا نقبل بيننا إمرأة تقوم بمثل هذا الفعل"

"و ما الدليل؟ كتابة على الجدار!"

إقترب حينها صلاح من ذلك الجمع الغفير من الناس و رفع رأسه ليرى المكتوب..فكاد يغمى عليه و علم فورا أن زوجته قد أخرجت السر الذي إئتمنها عليه.."ما هذا؟! أعوذ بالله" فخشى من ما قد يعتقده الحاج إبراهيم به إن علم بأنه من أفشى مثل هاته الإشاعة عن زوجته..و كيف سينظر إليه الناس إن علمو أنه لم يستر تلك الفتاة الشابة و ما سيترتب على ذلك من مشاكل..فعاد بضع خطوات للخلف و دق على نافذة مسكن بلال.."يا بلال..يا بلال"

خرج بلال مسرعا من مسكنه مرتديا ثياب نومه..يمسح عينيه مدعيا أنه لا يعرف بشأن أي شيء "خيرا يا عمي صلاح؟"

"اقترب يا بني..تعال..أنظر إلى هذا"

يرفع بلال رأسه..يقرأ المكتوب و ثم ينظر إلى الناس..يبتسم في داخله و بعدها يقول بحسرة "فليهدي الله الجميع"

"أرأيت من كتبها؟"

"لا..لابد و أنه من حي"

"أيا يكن..خذ هذا المال..إشتري صباغة و اصبغ الجدار فورا و أيضا خذ مفاتيح المركز التجاري..أنت إفتحه اليوم أنا سأتأخر"

أوكسيتوسين "الجزء الأول"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن