وصلت تو وريا بذات الوقت ،كانت اندي وريفر على وشك الانتهاء من تجهيزات الغداء
تو : انا جائعة جدا ماذا لدينا
اندي: صنعت ريفر حساء الدجاج والنودلز تقول انه وصفة عائلتها، رائحته شهية جدا
تو : من ريفر؟
اندي: المستأجرة الجديدة ، الم تريها بعد !!!
تو: اوه اعتقد اني ربما رأيتها البارحة ، لست متأكدة لم اكن بكامل وعي
ريفر : هذا صحيح لقد سقطتي بين ذراعي بعد ان صرختي علي
ريا: تو انت حقا لا تطاقي حين تكون مخمورة
تو: انا اسفة حقا ، لا بد اني كنت متوترة لوجود شخص جديد سيعرف أسراري
ريفر: لا تقلقي جميعنا لدينا اسرار نخاطر بكشفها عندما نعيش سوية ، حتى لو لم نكن نسعى للشهرة لكني اشعر بالقلق من شعور الانكشاف امام اشخاص جدد.. مثلما ارغب بالحفاظ على اسراري سأحافظ على خاصتك..
اندي: اليست لطيفة.. انها بعمري لكنها تبدو واعية جدا
رن جرس الباب بشكل غريب ، فسكان المنزل جميعا لديهم مفاتيح ونادرا ما يأتيهم زوار وبذات اللحظة نزلت ريد من طابقها المنعزل: انه فتى التوصيل ، لقد قمت بطلب بيتزا لا اعتقد ان الحساء كافي للغداء..
شعر الجميع بالاستغراب بينما فتحت اندي الباب
همست ريفر باذن تو :لقد اخبرتني ريد ان غرفتها عازلة للصوت ،كيف علمت بامر الطعام؟
تو: انها كاذبة.. فهي تعرف كل اخبارنا دائما ،حتى تلك التي لا نخبر احد بها جلسو جميعا على طاولة الطعام لكن ريد اخبرتهم ان ينتظرو البقية حيث ذهبت لتيقظهم
كان ايقاظ بلو سهلا فهي اساسا صاحبة نوم قلق، تستيقظ بسهولة وتنام بصعوبة حتى انها احيانا تمضي ايام دون نوم وشريكتها بهذه السهرات دائما اندي المصابة بارق مستمر.
ثم توجهت ريد نحو غرفة مي ، لم تكن نائمة لكن تظاهرت بالنوم.. جلست ريد بجانب سريرها
: عندما اتيت لاول مرة لهذا المنزل اخبرتيني انك متخرجة وتريدين تأسيس حياتك اعتمادا على نفسك .. كنتي قد سأمتي من العيش تحت جناح والديك، اخترتي السكن بغرفة مشتركة رغم ان راتبك ليس سيء واخبرتي الجميع انك لا تملكين المال كي تستطيعين توفير اكبر قدر ممكن وتحقيق الاستقرار المادي .. لكن هل تعلمين من عدو المرأة الاول ..مشاعرها، نحن نضعف عندما نجعل مشاعرنا تتحكم بنا .. فقط لانك منحتي مشاعرك لشخص لا يبادلك الشعور لا يعني ان حياتك تدمرت.. هذا يعني انه شخص خاطئ فقط
الحزن شيء طبيعي لكن لا تجعليه يأخذ طاقتك ووقتك.
نهضت مي وقد كانت عيناها حمراوتان من البكاء : للحظة شعرت اني وجدت الشخص الذي اريد ان امنحه مشاعري كلها
ريد: ليس كل من نحبهم يستحقون الحب، نحن نظلم انفسنا عندما نعتقد ان خسارتنا للحب هي خسارتنا لكل شيء مهم
مي: انا مدركة تماما لهذا ، لكن اندي!!! انها اصغر منه بسبع سنوات !!!
ريد: فارق العمر ليس حاجز صعب هذه الايام ،لكن هل تعتقدين ان اندي تحبه حقا ؟ هي تتصرف هكذا لانها تحب ان تبدو شريرة.. هذا قناع تستعمله لتخفي شخصيتها الحقيقة..
مي: لكنها...
قاطعتها ريد: انتظري وسترين ما اقصده تماما ، الان انهضي هي الجميع ينتظرنا بالخارج .
خرجو حيث كان الجميع ينتظرهم
ريا: ماذا عن هارلي ؟ الم تعد بعد!
نظرت ريفر وبلو الى بعضهم بصمت ، لا يعلمون ان كان من حقهم التكلم بهذا الامر
ريد: يبدو انه يوم صعب على الجميع .. سأصعد لاراها
وقفت ريفر : هل يمكن ان اكلمها انا؟ لا اعتقد انها ستأتي اذا لم نتكلم اولا
ريد: هذا سيوفر علي جهد كبير ،لكن لا تستغرقو وقتا طويل سيبرد الطعام
صعدت ريفر بينما امسكت ريا ببلو: انت تعلمين ماذا يحصل ،رأيت نظراتكم
بلو: لا اعرف ان كان يجب ان اتكلم بهذا الامر
اندي: انا سأخبركم .. يبدو ان جيم قي اه كان يجب ان اعلم من البداية فهارلي دائما تعجب بالشبان المليئين بالدلع ... اعتقد ان لديها تفضيلات غريبة جدا .
كان الجميع مصدوم من الامر فاخبرتهم ريد ان يتصرفو كانهم لا يعلمون شيء ثم قالت لهم: هل تعلمون متى يصبح الحب الغير متبادل جارح ؟ عندما يعلم الاخرون به .. الجميع سينظر لك بنظرة الشفقة وستشعرين انك الوحيدة الغير محبوبة ،لذلك تصرفوا كأنكم لا تعلمون شيء.
طرقت ريفر باب غرفة هارلي ثم دخلت قبل أن تنتظر الجواب كانت هارلي لازالت بغيبوبتها الطويلة حاولت ريفر ان تيقظها لكنها عجزت عن ذلك ، امسكت ورقة من مكتبها كتبت لها كلام طويل ثم خرجت.
وصلت للصالة وأخبرتهم انها لازالت نائمة بسبب الكمية التي شربتها صباحا..
التفتو جميعا حول الطاولة وبدأو بتناول الطعام بينما يتكلمون زيضحكون كأن البكاء الذي حصل منذ ساعات لم يحصل ابدا... احيانا نحتاج ان نبقى وحيدين عند الحزن لكن في أحيان أخرى نحتاج ان نشعر اننا لسنا وحيدين ، ربما تكون مواساتنا هي قطعة بيتزا يقدمها لنا احدهم ونحن جائعين.
التفتت تو نحو ريا: هل ستذهبين اليوم لتنسيق الاغاني بحانة صن؟
ريا: لا اليوم سأذهب كزبونة
تو: هل نذهب جميعا
اندي: انا لدي موعد مهم، اذهبو انتو اولا ثم سأتي لاحقا
كانت مي تشعر بالانزعاج منها : ستخرجين غدا مع فورس لكنك لن تستغني عن مواعيدك الاخرى
اندي: ماعلاقة مواعيد الصباح بمواعيد المساء؟
مي: انت حقا ... " تذكرت كلام ريد وصمتت لتكمل طعامها"
اندي: اليوم انت غريبة، صباحا طلبتي مني بهدوء عدم القدوم للغرفة والان تنهين الشجار قبل أن يبدأ ، هل ستموتين؟
مي: لا تقلقي لن اموت قبل ان اقتلك
اندي: اذا ارجوكي لا تتأخري دعينا نقتل بعضنا باقرب وقت.
وضعت اندي اللقمة الاخيرة بفمها ونهضت: اراكم لاحقا بالحانة
ثم ذهبت للمطعم حيث تعمل، ارتدت ملابسها وتوجهت للمطبخ لكن استوقفتها رسالة على هاتفها كتب فيها " اندي انا ريمي، هل يمكنك ان تسمعيني ارجوكي؟ انا حقا لم اقصد ان ادمر ثقة والديك بك لكني تصرفت هكذا لاني كنت خائفة .. والدك اعلن تبريه الرسمي منك وهدد والدتك بعدم التواصل معك ، كفي عن العناد وعودي الى المنزل سأقوم بتصحصح كل شيء اعدك "
كانت هذه الرسالة كفيلة بأن تصيبها بتسارع بنبضات القلب والتوتر ، فقد تذكرت تلك الذكريات التي لم تنساها.. منذ ست اشهر فقط تدمرت حياتها تماما بسبب صديقتها المقربة ريمي
اغلقت هاتفها وتوجهت نحو صاحب العمل:انا اسفة لكني لا استطيع العمل اليوم .
بعد مايقارب الساعتين استيقظت هارلي وهي تشعر ان رأسها على وشك الانفجار توجهت نحو مكتبها كي تشرب ماء لكنها وجدت رسالة ما.. جلست على الكرسي لتقرأها
"في يوم من الايام كنت اجلس مع صديقتي التي كنت معجبة بها بشكل سري، كانت جميلة ومشرقة بهذا اليوم تتكلم بحماس عن مستقبلنا والجامعة واشياء كثيرة ،كنا بالسابعة عشر وهذه اول مرة نجرب بها ان نشرب الكحول.. فجأة شعرت انها جذابة جدا ولم استطع المقاومة فقبلتها بقوة .. ابعدتني عنها وضربتني ثم انهارت بالبكاء.. قالت لي كلام كثير لم اعد اذكره حتى ، لكن اخبرتني شيء واحد لم انساه - لقد دمرتي لي شيء كان يجب ان يكون اجمل ذكرى بحياتي، ابتداء من اليوم انتي لستي صديقتي انت اكثر شخص اكرهه_
وبالفعل لم اراها بعد هذا اليوم ، حياتي تغيرت تماما خلال هذه السنتين .. تحولت لشخص دون اصدقاء لا يعرف كيف يتواصل مع الاخرين... اليوم بطريقة ما فهمت شعورها ، انا لم اعتذر منها لكن هذا ربما بسبب شعوري بالخزي.. لكن دعينا لا نفعل هذا ،دعينا نتصرف كأن شيء لم يكن ، نحن سنكون شركاء منزل ،سنرى بعضنا يوميا.. لا اريد ان اكرر ماضي وان نضع حواجز بين اشخاص من المفترض أن يشاركوني حياتي،
سنذهب مساءا للحانة ، تعالي ولنبدأ صفحة جديدة "
نهضت هارلي وارتدت ملابسها وذهبت مباشرة للحانة
كانت مي وصن وريا يجلسون سوية لوحدهم والبقية على طاولة مختلفة .. اقتربت وهمست باذن ريفر: هل يمكننا الحديث على انفراد؟
نهضت ريفر ووقفو على باب الحانة ليبتعدو عن الضجيج
هارلي: اعلم انك لا تريديني ان اعتذر ، لكن لا يجب ان يمضي امر كهذا دون اعتذار.. انا اسفة حقا لقد كنت غاضبة ومخمورة ولم اعرف كيف اتصرف
فجأة شعرت هارلي بصفعة على وجهها التفتت مصدومة لتجد اندي تصرخ بها: من انتي لتعتذري الآن ؟؟ ماذا يفيد الاعتذار بعد دمرتي حياتي ! انا اكرهك واكره اعذارك واكره كل شيء تفعلينه ريمي.
