18

18 2 0
                                    

صباح يوم الاثنين كان المنزل يعج بالاصوات والضجيج، فالجميع لديه عمل او دراسة او شيء ما لينجزه ببداية الاسبوع
كانت كات تجلس في المطبخ مع فنجان قهوة وابتسامة هادئة لا احد يعلم متى نامت ومتى استيقظت ففي اي وقت يذهب احدهم للصالة يجدها هناك تجلس بذات الهدوء.
كان صوت اندي توبخ هارلي هو الصوت الاعلى في المنزل هذا الصباح
اندي: هل ستغيبن حقا لانك لا ترغبين بالحديث مع جيم!
هارلي: اجل، لا ارغب برؤيته ولا الحديث معه ولا فعل أي شيء بالقرب منه
اندي: لكنها جامعتك كما هي جامعته، والغياب لن يفيدك
هارلي: لكن اذا رأيته وبدء بالاعتذار مع ابتسامته السخيفة سأعجز عن البقاء غاضبة
اندي: لا تغضبي، لكن تذكري انك يجب ان تسأليه عن السبب الذي يجعله يتجاهلك
استمر هذا الجدل لفترة طويلة وفي النهاية صرخت اندي : اذا لم تذهبي للجامعة سأضربك حقا، هل تذكرين ذلك الكف عندما كنت ثملة؟ سأعطيكي واحد مماثل لكن هذه المرة بحالة وعي
ثم خرجت اندي لتتوجه لغرفتها وتكمل ارتداء ملابسها
بمجرد ان دخلت توجهت نحو مي بالكلام: اليوم ابقي بعيدة عني، فأنا حقا املك طاقة غضب شديدة وقد اقوم بنتف شعرك .
وبالفعل لم تقترب مي منها فقد كانت تفكر بماذا قد يتصرف فورس اليوم وهل حقا ستبدو عليه علامات الغيرة
استيقظت بلو التي لم تعد للمنزل البارحة حتى منتصف الليل ، كان رأسها يؤلمها وترغب بالحصول على المزيد من النوم لكن من يستطيع ان ينام بهذا المنزل ومع هذا الضجيج!!
توجهت بلو بعيون شبه مغلقة وهي تحمل كأسها المفضل نحو المطبخ كي تشرب بعض الماء لكن بمجرد دخولها رأت كات التي ترتدي الاسود بالكامل فشهقت بخوف وسقط كأسها
ضحكت كات: هل اخفتك؟

بلو: من انتي ولماذا تجلسين هنا؟
كات: انا كات، مستأجرة جديدة لكني قديمة.. وبالنسبة لجلوسي هنا هذا المكان الافضل لمراقبة الاجواء العامة ومعرفة الضحية الجديدة
بلو: ضح.... ضحية؟؟؟ ماذا تقولين؟
كات: اوه فتيات هذا الجيل جبانات حقا، هل اعطيكي نصيحة!! في هذا المنزل يوجد اشياء مرعبة أكثر مني
بلو: انت مريبة حقا، لا افهم مالذي تتكلمين عنه
كات: لا اهتم كثيرا بتفكيرك بي ،فأنا لا اشعر انك الضحية الجديدة
تركت بلو المطبخ بتوتر حتى انها لم تلملم بقايا الزجاج المتناثر، توجهت نحو غرفة ريا ودخلت مباشرة دون ان تدق الباب حتى: يا الهي من هذه المخيفة؟
كانت ريا انهت حمامها بالساعة المتفق عليها وجلست تجفف شعرها عند دخول بلو المفاجئ
ريا: من؟ لم افهم من تقصدين ؟
بلو: هذه النمر الذي يجلس في الصالة
ضحكت ريا: كات؟؟
بلو: انها مخيفة ، هل تعلمين ماذا قالت لي!! لقد قالت انها تراقبنا كي تعلم من ستكون الضحية الجديدة ، هل قاتلة متسلسلة ؟؟ او تاجرة اعضاء؟
ريا: هل مشروع تخرجك عن جرائم القتل؟؟ ماهذه الافكار؟ الفتاة لطيفة جدا لقد تعرفت عليها البارحة وجلسنا سوية طوال اليوم
بلو: لقد قالت لي هذا بنفسها، حتى انها قالت انها لا تشعر اني الضحية لهذا لا تهتم برأي بها
ريا: متى عدت البارحة ؟
بلو: لماذا ؟ هل تعتقدين انني اهلوس؟
ريا: اعتقد انك لم تنال القسط الكاف من النوم وهذا يجعلك تفترضين اشياء غريبة .. صدقيني الفتاة لطيفة جدا وهي قد تعرضت لخيانة من الشخص الذي احبته وخسرت عائلتها والان تحاول استعادة نفسها .. لا اعتقد انها شخص سيء هي فقط تحاول علاج جروحها لوحدها.. لذا دعينا لا نجرحها ايضا بافكارنا وتصرفاتنا نحوها
شعرت بلو للحظة انها فعلا فهمت الأمور بطريقة خاطئة، تنفست بهدوء وحاولت ضبط اعصابها: اعتقد اني حقا لم انم جيدا ، لكني لا املك وقتا يجب ان اخرج بعد نصف ساعة  فقط ولم افعل اي شيء
بينما كان المنزل ينبض بكل هذه الحيوية والجميع يحاول ان ينهي اموره بالوقت المناسب شعرت هارلي ان هناك صوت مفقود.. ريفر
توجهت نحو غرفتها لكنها لم تجدها ، وكان السرير مرتب كأنه لم يستخدم بالامس.. هي لا تذكر انها رأتها امس ابدا فبعد ان طبخت مع ريا صعدت لغرفتها واكملت اكتئابها بهدوء ووحدة
لكن لم تتوقع ان لا تجدها بغرفتها ، ذهبت نحو غرفة اندي ومي حيث كانتا تتجهزان بصمت دون اي تواصل
هارلي: اندي هل رأيتي ريفر اليوم؟؟
اندي: اليست بغرفتها؟
هارلي: هل تعتقدين اني جئت اسألك قبل ان أبحث بغرفتها!! انها ليست هناك
اندي: مستحيل اين ستكون
دفعت اندي هارلي وذهبت لترى بنفسها ان كانت الغرفة فارغة ام لا لكن قبل ان يصعدو للطابق الثاني اوقفتهم كات : انها بغرفة تو
اندي: ماذا ؟
كات: الستم تبحثون عن ريفر؟ لقد أمضت الليلة عند تو
هارلي: مستحيل لماذا ستمضي الليلة عند تلك المجنونة
توجهت نحو غرفة تو بغضب وفتحت الباب دون ان تطرقه حتى لتراهم نائمتان سوية على سرير تو
هارلي: ريفر ماذا تفعلين هنا !!!
فتحت ريفر عيناها وبدأت الذكريات تعود لها.. البارحة أمضت الليلة مع تو تيسران سوية في كل شوارع المدينة ، في البداية تحدثتا حول شكوكهم عن ريد وكات ثم بدأ الموضوع يأخذ منحى شخص وبدأتا بالتحديث عن ذكريات طفولتهم ثم تهورهم بالمراهقة واحلامهم قبل الجامعة.. ومخاوفهم لما بعد الجامعة ، ثم اكتشفو ان الوقت تأخر وقبل عودتهم للمنزل  طلبت تو من ريفر ان تمضي الليلة بغرفتها
تو: اشعر اني خائفة من أن ابقى لوحدي ،ماذا لو كانت حقا تقوم بتصويرنا!!
امسكت ريفر يد تو: لا تقلقي ، لا يمكن ان تفعل امر كهذا ببساطة... ربما فهمنا الأمور بشكل خاطئ
تو: لا اعلم لكني ارغب بالانتقال... انا اخشى ان اخسر كل شيء قبل ان احصل عليه
ريفر: تو نحن لسنا متأكدين حتى الان , وريد كانت جيدة معنا دائما لذا لا تقلقي.. دعينا نعود الان وننام لقد تأخر الوقت وغدا كلانا لديه دوام
بمجرد وصولهم ودخولهم غرفة تو التزمت الفتاتان الصمت كأنهم دخلتا الى سجن ما، ورغم قلق ريفر الا انها حاولت التخفيف عن تو لذا بقيت ممسكة بيدها طوال الوقت وحتى عندما استلقتا سوية بالسرير
نظرت تو عميقا بعينا ريفر : انا اسفة
ريفر: لماذا؟
تو: لاني جبانة
ريفر: لا تعتذري هذا امر طبيعي
تو: لا اقصد ذلك الموضوع، الذي تكلمنا به بالخارج .. اقصد مشاعري نحوك
جلست ريفر التي كانت مستلقية باستغراب: مشاعرك؟؟
جلست تو ايضا: ريفر انت مميزة جدا بالنسبة لي، لا اعتقد ان مشاعري نحوك هي مشاعر اصدقاء لكن .. انا حقا اريد ان احقق حلمي وحلم والدتي، اريد ان اصبح ممثلة ولا اعتقد ان اي شركة ستقبل بي عند معرفة ميولي
ريفر: هل انت جادة؟
تو: اجل لقد اخبرتني صديقتي ان الشركات تضع شروط قاسية من ناحية الارتباطات والعلاقات
ريفر: لا اقصد هذا القسم، هل انت جادة بمشاعرك نحوي؟
هزت تو رأسها ايجابا
ريفر: اريد ان ابكي، لقد ظننت انك لست كذلك... اقصد البارحة عند حديثك مع هارلي لقد ظننت انك لا يمكن ان تعجبي بفتاة ابدا
تو: لقد قلت هذا لاني لم ارغب بفضح نفسي امام الجميع ، انا اسفة اذا جرحك حديثي
حضنتها ريفر برد فعل عفوي: يا الهي لقد امضيت عطلة اسبوع كئيبة بسببك ، ظننت ان مشاعري غير متبادلة واني سأخسرك كصديقة حتى
تو: لكن... رغم اعجابي بك.. لا استطيع..
تركت ريفر الحضن وامسكت وجه تو: اعلم انك تخشين نظرات واراء الناس ، لكن هل تعلمين ما هي الناحية الايجابية بعلاقتنا؟ نحن نعيش في منزل واحد اساسا.. لقد اخبرت ريد منذ اليوم الاول انني ربما انتقل لغرفة مشتركة عندما ارغب بتخفيف المصاريف، استطيع ان انتقل لغرفتك وعندها حقا ستبقى علاقتنا سرية تماما، من يستطيع ان يعلم ماذا يوجد خلف الابواب المغلقة
تو: هل هذا يناسبك؟ هذه علاقة غير مستقرة .. امام الجميع نحن زملاء سكن واصدقاء ، وحتى بيني وبينك ربما اضطر لاحقا للانتقال للعاصمة بعد ان ابدء العمل
ريفر: دعينا لا نستبق الخطوات ، انا معجبة الان بك واريد ان اكون على علاقة بك الان ، اما ما سيحدث لاحقا فهو امر لا ارغب بالتفكير به
اقتربت تو من ريفر وقبلت شفاها  قبلة طويلة حتى كاد كلاهما يفقد الوعي وبينما كانتا تتبادلان القبل لمست تو اجزاء مختلفة من جسد ريفر ثم ابتعدتا قليلا ونظرتا بعيني بعضهما ودخلتا بموجة ضحك طويلة.. فقد كان يوم حافل مليء بالتوتر وفي النهاية مليء بالعاطفة
ثم بصمت كامل احتضنتا بعض وغطتا بنوم عميق، والان استيقظتا على صوت هارلي وبدأتا تستوعبان ماحصل البارحة
ابتعدت تو عن ريفر وصرخت: يا الهي هل تفعلون هذا بالتتالي؟؟؟ اندي هيا تعالي غدا انه دورك
شعرت ريفر بأن اسلوب تو بالنكران يجرحها لكنها حاولت ان تتفهمها وبدأت تبرر بصوت يرجف: لقد سهرنا البارحة حتى وقت متأخر.. لا بد انني غططت بالنوم هنا دون ان اشعر
سحبت اندي ريفر من يدها وتوجهت نحو تو بالكلام: استعدي جيدا غدا دوري لكني لن انام ، سوف اخنقك اثناء النوم
تو: هل جننتي؟؟
اندي: اجل جننت.. ريفر هي الوحيدة التي تتحمل شخصيتك المتقلبة وغرورك ، ما المشكلة ان نامت في غرفتك؟؟ لماذا تتصرفين كأنها اغتصبتك!!
امسكت ريفر يد اندي وحاولت ان تهدأها: لا بأس هي لم تقصد هذا, فقد صدمت لانها لم تتذكر ماحدث 
اخرجتهم ريفر من الغرفة وهي تدافع عن تو رغم انها كانت بنفسها تشعر بالحزن والانكسار بسبب ماحصل
عاد الجميع لغرفهم وانهو ارتداء ملابسهم وبعد ساعة اصبح المنزل خال الا من كات وريد
نزلت ريد من طابقها وجلست بصمت بجانب كات في الصالة
التفتت كات نحو ريد: لا استطيع ان احدد من ستكون ،لكن اندي او ريا.. اشعر انهم يملكون القدر الكاف من المشاكل الذي سيجعلك تكتبين افضل كتاب
ريد: لماذا تعتقدين اني سأعيد التجربة؟
كات: هل تمزحين!! كتابك عني حقق ارباح خيالية، هل تعتقدين اني لا اعلم انك المالكة الحقيقية لحانة صن ولمنزلها الجديد؟
ريد: ربما اكتفيت بما حصل ولا اريد القيام به مجددا
كات: لا اصدقك ابدا، لقد اخبرتني بنفسك أن متعتك الحقيقية هي معرفة اسرار الاخرين المؤلمة وتفسيرها من الناحية النفسية، ويا للصدفة منزلك يعج بكل انواع العقد النفسية والاجتماعية
ريد: هل يمكننا ان نصل لاتفاق؟ وجودك حقا يسبب لي التوتر.. حددي الرقم الذي ترغبين به واذهبي من هنا
كات: كم كانت ارباحك من قصتي التي نشرتها ؟
ريد: ماذا؟
كات: اريد الارباح كاملة بالاضافة لتعويض عن دراستي التي خسرتها وعائلتي التي تبرت مني
ريد: وكيف اثق بك انك ستغربين عن وجهي بعد الحصول على المال؟
كات: لا تملكين خيار اخر، انت مضطرة لان تثقي بي!
ريد: هل نسيتي اني طبيبتك النفسية؟؟ انا اعلم انك هنا للانتقام ولا اعتقد ان المال هو وسيلتك بالانتقام.
ضحكت كات بصوت عالي: ليس وسيلتي لكنه جزء من خطتي
ريد: انت لا تنكرين حتى هذا؟؟
كات: انت مجنونة، تختلقين قصص في عقلك وتصدقينها بسبب هوسك بالأمراض النفسية.. انا مفلسة تماما واريد ان اعيش بهدوء، لكن رؤيتك متوترة تجعلني سعيدة لهذا اقوم باستفزازك.
نهضت كات وذهبت لتسير في المدينة بينما تركت ريد تفكر بما يجب ان تفعله كي تتخلص منها دون مشاكل.

مجلسناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن