كانت ريفر تنتقل بين النافذة وباب الغرفة محاولة استراق السمع ، لكنها لم تستطع ان تفهم سوا الوضع العام.. هناك فتاة تعلم اسرار ريد وتهددها كي تسكن بالمنزل.
ثم فجأة سمعت باب المنزل يفتح واصواتهم تصبح واضحة
ريد: غرفتك ستكون في الطابق الثاني، افضل ان لا تختلطي بسكان المنزل.. فأنا لا اضمن لسانك
ضحكت كات: من المضحك سماعك تتكلمين عن موضوع كهذا.. انت بالذات لا يجب ان ...
اشارت ريد لها بيدها ان تصمت ، فقد تذكرت وجود ريفر : تعالي ، سأريكي غرفتك
كات: لما العجلة ، يبدو لي من ملابسك انك كنت خارجة .. لابد انك كنت متوجهة لحانة صن، فهذه العادة لن تغيريها أليس كذلك؟
همست ريد: لماذا تعتقدين انك مرحب بك في حانة صن؟
اقتربت كات وتكلمت بنبرة مماثلة: لانكم مدينتان لي ، انتم اسوء اشخاص قابلتهم بحياتي.. لقد دمرتو عائلتي والان ماذا ؟؟ غير مرحب بي! انتم لا تملكون خيار اخر ، ستساعدوني وتعيدو لي ما سلبتو مني.
اغلقت ريد فم كات: سنتكلم لاحقا عن هذا .. هيا تفضلي لنذهب للحانة سوية.
خرجتا من المنزل وبقيت ريفر لوحدها تحاول ان تفهم العلاقة الغريبة وماهو الشي الذي جعل ريد القوية تنصاع لكات وتسمح لها بفرض شروطها.
رن هاتف ريفر كانت هارلي: اين انتي؟ وصلنا انا واندي للحانة منذ قليل.
ريفر: اشعر انني متوعكة بعض الشيء ، لا اريد ان اشرب اليوم
هارلي: لا تشربي.. لكن تعالي اندي تريد ان تخبرنا ماحصل بموعدها.
-----
كانت ريا وميرا تمضيان اوقات هادئة في هذه الاثناء ، فبعد ان عرفت ميرا الجميع على ريا على انها حبيبتها وحققت حلمها اخيرا بالتخلي عن لقب العازبة للابد، اخذت ميرا ريا وجلسو على طاولة لوحدهم
ريا: الا تريدين ان تكوني من اصدقائك؟
ميرا: انهم ليسو اصدقائي .. انهم زملائي السابقين
ريا: الا تحبينهم؟
ميرا: احبهم طبعا.. لكننا نلتقي باشخاص مختلفين في كل مرحلة من مراحل حياتنا.. في فترة الثانوية كانو اهم اشخاص بحياتي هذا امر لا انكره، لكن هذا كان منذ سنين.. لقد اتى بعضهم اصدقاء الجامعة والان اصدقاء العمل .. بالطبع هناك البعض منهم مازالت علاقتنا جيدة ، لكني اتفهم جيدا ان مكانتا في حياة بعضنا تغيرت الان
ريا:انت ناضجة جدا.. يعجبني تفكيرك هذا
ميرا: تعجبيني انت
توترت ريا ولم تجب فأكملت ميرا الكلام: انا جادة، لا بد انك لاحظت اصلا ان اهتمامي بك ليس مجرد اهتمام زملاء عمل.. لقد لفتي نظري منذ اول يوم عمل ، انا اشعر بالسعادة لمجرد رؤيتك.. وعندما بدأت تتكلمين معي لا يمكنك تخيل فرحتي
ريا:لكنك لا تعرفين شيء عني..
ميرا: ربما لا اعلم الاشياء السطحية ، لا اعلم اسمك الكامل او مكان سكنك او دراستك الجامعية ، لكن هل تعتقدين ان هذه الاشياء ستؤثر بمشاعري تجاهك؟ انا معجبة بك انت.. وجهك وشخصيتك واسلوبك وطريقة كلامك
ريا: انا لا اعرف ماذا اقول، لكن اعتقد اني املك نفس المشاعر لك.. فجأة وجدت نفسي اكسر الحواجز التي بنيتها حولي لاجلك ، فجأة اصبحت ارغب بالكلام رغم اعتيادي على الصمت واليوم غيرت ملابسي عشر مرات كي ارتدي شيء يعجبك
ميرا: اذا هل نكمل كسر الحواجز؟ هل نبدأ علاقة حقيقية وليس فقط من اجل سمعتي امام زملائي؟
ريا: انا روزي
ميرا: ماذا؟
ريا: اعتقد ان من حقك أن تعلمي اسمي الحقيقي، لكن لا استطيع ان اخبرك باسمي الكامل ليس بعد؟
ميرا: ياله من اسم جميل.. انه يناسبك كثيرا
ريا: لا تناديني به امام احد
ميرا: لن افعل ، هذا الاسم لي انا فقط.
مدت ميرا يدها وامسكت بيد ريا وقبلتها : شكرا لانك شاركتني اسمك وقلبك
ضربت ريا يدها : لا تتصرفي هكذا ، هذا يشعرني بالاحراج.
اكملو العشاء سوية يد بيد ، تارة تضع ميرا رأسها على كتف ريا وتارة تقبل ريا رأسها.
بعد مايقارب الساعة ذهبت الى الحانة لتلتقي بالبقية كان الجميع قد اجتمع هناك ما عدا بلو التي تمضي ليلتها في منزل الشاطئ.
عرفت ريد الفتيات على كات، اخبرتهم انها مستأجرة جديدة وانهم على معرفة قديمة.. لكن استطاع الجميع ان يشعر بالعلاقة المتوترة بينهم.
امضى الجميع الليلة بالحانة، حيث انها ليلة السبت وغدا ايضا عطلة لذلك شربو دون توقف وافشو الاسرار لأصدقائهم ثم ذهبو للمنزل لينامو.
-----------
في صباح اليوم التالي استيقظ المنزل كله بسبب صراخ تو وهارلي، فقد استيقظت تو لتجد هارلي نائمة بين احضانها في تختها
تجمع الجميع عند غرفة تو ليرى مالذي يحصل
تو: هل حاولت الاستفادة مني وانا مخمورة؟
صرخت هارلي : هل جننتي؟؟؟ انا لدي حبيب
تو: لقد سمعك الجميع البارحة وانت تبكين لان حبيبك لا يهتم بك، انتم تتواعدون منذ شهر ولم يقبلك بعد.. ماذا هل شعرتي بالجفاف لهذا جئتي لي!!
استفز هذا الكلام هارلي فقالت بلهجة صارمة : اجل بالضبط ، لا يوجد في المنزل عاهرة غيرك وانا احتجت ان افرغ شهوتي، لهذا اتيت لك
ضربت تو هارلي كف وهي تصرخ: اخرسي، هل ظننتي اني مثلك اقُبل اي كائن امامي؟؟ انا عارضة ازياء وسأصبح ممثلة في العام المقبل.. لن اورط نفسي بشائعات كهذه وخاصة مع فتيات ولن اورط نفسي مع أحد مثلك ابدا.
كان الكلام موجه نحو هارلي لكن من تألمت منه هي ريفر التي كانت مع الجميع تراقب الوضع من باب الغرفة، ابتعدت وهي تشعر انها اكبر خاسرة, فدائما تختار أشخاص لا يبادلونها الميول ."السرية"
تدخلت الفتيات وانهو المشكلة بين تو وهارلي حيث اخبرتهم اندي انها هي ايضا كانت نائمة معهم اذا كانو متعبين البارحة ودخلو لغرفة تو(الاقرب للباب) ونامو مباشرة ،لكن اندي استيقظت قبلهم بسبب حاجتها لاستخدام الحمام وفي هذه الاثناء استيقظت تو وبدأت المعركة.
توجهت كل من اندي وهارلي الى غرفة ريفر بينما توجهت ريا نحو المطبخ: احتاج الى عشر اكواب قهوة لكي استعيد وعي بعد الصراخ هذا
مي: سأشرب معك ، لا اعتقد اني سأستطيع النوم
كانت كات تراقب كل شيء بصمت وهي مبتسمة فانتبهت مي لها: هل ترغبين بشرب شيء؟
اقتربت كات: هل ايامكم دائما فوضوية هكذا؟
مي: هذا شيء طبيعي، لكل فتاة شخصية مختلفة واطباع مختلفة.. حتى افراد العائلة الواحدة يتشاجرون فما بالك باشخاص لا يوجد بينهم اي رابط!!
كات: اشعر انك تهاجميني !
مي: لا انا فقط أوضح لك ان الامر عادي
كات: انا لم اقل ابدا ان الامر غير عادي، اريد فقط معرفة اجواء المنزل
ثم جلست واخذت فنجان القهوة من أمامي مي: شكرا
كانت مي على وشك الكلام لكن ريا سبقتها: سأعد لك واحد اخر لا بأس.
----
كانت ريفر تجلس صامتة امام النافذة فهناك الكثير يشغل بالها
حديث كات وريد البارحة ، مشاعرها تجاه تو, بحثها عن عمل قبل ان ينتهي رصيدها بالبنك ..بينما تكاد هارلي ان تنفجر: انا حقا اكرهها ، هل رأيتهم اسلوب كلامها؟ أليست هوموفوبيك؟
اندي: لا تبالغي، هي فقط تخشى على سمعتها في هذا الوقت الحرج من مهنتها
هارلي: انت تقفين بجانب من؟ الا تحبيني؟
اندي: ماعلاقة هذا بحبي لك
هارلي: هي مجنونة ويجب ان لا تقفي بجانبها، لو انها استيقظت لتجد شاب بسريرها هل كانت ستخشى الفضيحة هكذا؟ هذا يدعى هوموفوبيك.. هل اخبر ريد بهذا؟ من شروط البقاء بالمنزل ان لا تكون هوموفوبيك
ريفر: هل يمكنكم الحديث عن هذا الامر لاحقا، رأسي يؤلمني حقا بعد الاستيقاظ المفاجئ هذا
هارلي: هل نخرج سوية للخارج؟ نفطر ونشرب القهوة بالمطعم القريب .. الجو لطيف اليوم
اندي:انا اسفة وعدت فورس ان نفطر سوية
هارلي: انت تستغنين عني من اجله؟
اندي: لا تكوني متشبثة هكذا، انت صديقتي وهو حبيبي
وضعت هارلي يدها على قلبها: كلامك عنه يؤلم قلبي
ضحكت اندي : سأذهب لاغير ملابسي ، اتصلي بجيم لابد انه ينتظر اتصالك
هارلي:لن اتصل به، لنرى من منا اكثر عناد .
_____
بعد ان انهت اندي تحضير نفسها خرجت للصالة لتفاجئ بوجود ريا ومي وكات في جلسة صامتة وغريبة
اندي:مالذي يحصل؟
كات: يبدو انهم غير مرتاحين امامي
مي: لماذا كي لا نرتاح هذا منزلنا؟
شعرت اندي بان مي غاضبة من كات فقررت ان تقف بصف كات ، اقتربت منهن وجلست بالصالة: كات لا تقلقي نحن معتادين على وجود شخص جديد بيننا ، اذا كان احدنا غير مرتاح يستطيع امضاء الوقت بغرفته.. لكن هذا اصبح منزلك كما هو منزلنا
ريا: لا يوجد احد غير مرتاح، انه مجرد سوء فهم.. اليس كذلك ميمي؟
هزت مي رأسها وهي تبتسم ببرود
سمعت الفتيات صوت بوق سيارة فنهضت اندي وهي تعدل شعرها خلف اذنها بغرور: لا بد انه فورس، سنخرج للافطار سوية
توجهت نحو الباب وفتحته لتتفاجئ بشخص اخر لم تراه من قبل ، نظرت له باستغراب فاقترب بهدوء: مرحبا.. هل الانسة مي هنا ؟
اندي: اجل، ومن تكون؟
فورت: انا فورت ، هي ستعرفني اذا اخبرتها باسمي
اندي: فورت!.. ياله من اسم مميز
سمعت مي الكلام ونهضت مباشرة لتتجه نحو الباب لكن امسكتها اندي وهمست باذنها ضاحكة: انت سريعة حقا ، لكن كان يجب ان تجدي حبيب باسم مختلف ماهذا ، فورس فورت.. اخشى ان تخطأي بالاسم اثناء الحديث معه
وصل فورس بهذه اللحظة ونادى اندي التي كانت تكلم مي ، لوحت له اندي بحماس عند رؤيته وسارت بسرعة نحوه ثم امسكت وجهه ورفعت نفسه لتصبح قريبة منه وقبلته قبلة سريعة على شفاهه
ابتسم فورس بخجل: ماهذا؟
اندي: قبلة
فورس : اقصد لماذا؟
اندي: اممم لا اعرف انا فقط سعيدة ، اشعر انني تخلصت من صداع رأسي
انحنى فورس نحوها: هل يمكنك ان تخبريني بكل مرة تكونين بها سعيدة
ضحكت بصوت عال وهي تنظر لناحية المنزل لترى مي ، ثم لفت يدها نحو يده : هيا لنذهب انا اتضور جوعا.