13

27 2 0
                                    

وصلت اندي الى مكان اللقاء، كانت قد ارتدت بنطال زهري اللون وتيشرت قصير يظهر بطنها بنفس اللون وقد ربطت شعرها كذيل الحصان.. يتناسب اللون الزهري مع شعرها الاحمر بشكل غريب جعلها تبدو مشرقة للغاية.. كانت عينا فورس تراقبها بانبهار بينما تقترب نحو الطاولة التي حجزها مسبقا، وقف مبتسما: تبدين رائعة !
اندي: صباح الخير لك ايضا
فورس: اسف .. لقد نسيت الكلام عند رؤيتك
اندي: انت تجعلني متوترة، لم اتعود على هذا الكلام منك
فورس: لانك لم تجعلني سابقا اشتاق لك لهذه الدرجة
اندي: ماذا!
فورس: اجلسي اولا، لنتناول الافطار .. لقد كنتي نائمة عندما اتصلت بك لابد انك لم تأكلي شي
كانت صامتة وتشعر ان جسدها كله ينبض ، كأن قلبها لم يكن يكفي لكل هذا النبض فأصبحت كل الاعضاء تنبض تعاونا معه
قام فورس بطلب الفطور ، وجلس امامها مبتسم
وصل الفطور وبدأو بتناول طعامهم بهدوء والصمت يسيطر على المكان وبعد ان انهو طعامهم نظر لها فورس فابعدت عيناها
فورس: انتي ايضا، لم اتعود ان اراك خجولة هكذا
اندي: لاني .. لا اعرف ، اشعر بشيء غريب
فورس: هل يمكنني الحديث بصراحة؟
اندي: لا ... اشعر ان هذا سيجعلني اتوتر اكثر
فورس:اذا سأتكلم بصراحة... اندي انا معجب بك ، في البداية ظننت ان هذا اعجاب عادي لكني فجأة اصبحت اريد ان اراك دائما ، كنت أقوم بإيصال مي من اجلك ، وعندما لا تكونين بالمنزل كنت اشعر بخيبة امل... لكن في الفترة الأخيرة عندما اصبحت تتجاهليني شعرت بألم حقيقي وفهمت ان مشاعري تجاهك ليست اعجاب عادي وبسيط... انا لا اريد ان اخفي مشاعري ، ولا اريد ان اتصرف كمراهق يقترب من الشخص الذي يعجبه ولا يعترف.. كلانا راشدان لذلك اريد ان اجعل هذا الإعجاب واضح لك .. هل يمكن ان تمنحيه فرصة؟ كي يصبح علاقة جدية.
لم تتكلم اندي ابدا، كان الكلام الذي يخرج من فم فورس بصوته العميق وعيناه الدابلة بينما وضع يده على قلبه أثناء الكلام جعلها تدخل بحالة صمت مشابهة لحالة الصباح
كانت تشعر بالمغص بمعدتها، والنبض السريع لقلبها وتخشى ان تفتح فمها فيصبح صوت نبضها واضح ومسموع
فورس: هل تحتاجين وقتا للتفكير؟ هل كان الامر صادما!!
هزت رأسها نفيا وبدأت تتكلم بهدوء: ليس كذلك ... لكن بصراحة، هذه اول مرة اسمع بها كلام كهذا... لذلك أنا حقا لا اعرف كيف اتصرف
فورس: تصرفي كما يملي عليك قلبك ، ان كان كلامي لم يؤثر بك اذا انت لا تملكين مشاعر نحوي، اخبريني بصراحة هذا سيجرحني لكن افضل من امتلاك الامل
نظرت له .. لعروق يديه لرموشه الكثيف وعيناه الدابلة ثم همست بصوت خالت: وماذا افعل لو كان كلامك قد أثر بي؟
ابتسم ابتسامة عريضة وامال رأسه كي تلتقي عيناهم: هل هذا سبب توترك وخجلك؟
هزت رأسها نفيا بقوة: لا انا فقط اقول ماذا لو!!
فورس: ان كان كذلك، فأنا ارجوكي ان تمنحني فرصة لأكون بحياتك .. نتعرف على بعضنا البعض اكثر واثبت لك جدية مشاعري اكثر
اندي: لكن دراستي.. لا اريد ان التهي بشيء عنها
فورس: لن يحصل سأساعدك بكل المواد ولن نتكلم ابدا في ايام الامتحانات ، ما رأيك!!
كانت اندي في تلك اللحظة تشعر بمشاعر غريبة ، فهي لم تعش يوما علاقة كهذه ولم تتلقى اي اعتراف لقد اعتادت ان تدرس في مدارس خاصة للفتيات من العائلات المتدينة مثلها، والأحاديث هذه كانت ممنوعة تماما.. لم تسمع يوما سوى تجربة ريمي ابنة عمها ، لذلك لم تستطع ان تفهم هذا المغص والتوتر.. هل هذا اعجاب ، ام انه انبهار بعاطفة الحب.. انبهار بشعور ان نكون محبوبين
لم تعطي لهذه التساؤلات اهمية وقررت الموافقة على عرض فورس
ابتسمت له بخجل وقالت: اذا ساعدني بكل المواد
تحولت ابتسامته لضحكة واقترب منها: اعدك ان لا اخيب ظنك ... (ثم امسك يدها بيديه الاثنين) لن اجعلك تندمين ابدا..
تبادلا الابتسامات وكلاهم يشعر انه يعيش افضل ايام حياته .
------
وصلت تو وريفر الى مكان التصوير، كانتا قد التزمتا الصمت طوال الطريق وحتى عندما وصلتا.. اخبرت تو الجميع ان "صديقتها" ريفير تدرس تخصص تصميم الازياء وتنسيقها لذلك احضرتها معها.. استقبل الجميع ريفر بحفاوة ولكن سرعان مابدء الجميع بالتحضير والتجهيز ووجدت ريفر نفسها تجلس وحيدة تراقب تو من بعيد
في تلك اللحظة سألت نفسها لماذا المتها كلمة صديقتي لهذه الدرجة ... واعترفت لنفسها بالشيء الذي كانت ترفضه، انها معجبة بتو
لم تتخيل يوما انها ستتخطى حبها القديم الذي جرحتها بالرفض، لكن رؤيتها لتصرف تو اليوم جعلها تشعر ان التاريخ يعيد نفسه لذلك وعدت نفسها انها لن تعترف هذه المرة.. ستكتم هذا الشعور بداخلها ولن تعترف الا بحالة واحدة ، اذا اعترفت لها تو اولا ...
----
كانت ريا مستيقظة لكنها لم تغادر غرفتها بعد ، في الفترة الاخيرة واثناء بقاء وار في المنزل شعرت انها اخفضت دفاعاتها كثيرا واصبحت علاقتها مع فتيات المنزل أكثر ود .. يجعلها هذا تشعر بتوتر ، فهي تخشى ان يكشف اي شيء من معلوماتها وان يجدها والديها
لذلك كانت تفكر هل تركت اي معلومة عنها تطرح دون قصد اثناء سهراتهم الجامحة
اخرجها من شرودها صوت الهاتف .. كانت ميرا
ريا: الو..
ميرا: هل تستطيعين مساعدتي ،اليوم لم شمل دفعتي في الثانوية وسوف يأتي الجميع مع احبائهم ولا اريد ان اذهب وحدي كالعادة
ريا: لكنهم اشخاص غرباء عني.. لماذا سأتي؟
ميرا: كحبيبتي .. اقصد ساعديني كي لا اكون العازبة الوحيدة ، وتظاهري انك حبيبتي.
ريا:لكن... انت تعلمين شعوري أثناء التواجد مع ناس كثيرين
ميرا: اعلم، لكني سأكون بجانبك طوال الوقت.. لا داعي لتشعري بالقلق ، ثقي بي هذه المرة.. دعيني اخرجك من هذا الانعزال
فكرت ريا قليلا ثم تذكرت كلام وار قبل ان ترحل من المنزل (ان والدك يعيش حياته دون اي خجل ودون اي قيود رغم انه هو المخطئ، لما تختبئين انت البريئة .. لماذا تضعين كل هذه القيود، ارجوك روزي انت ايضا يجب ان تعيشي حياتك كما ترغبين .. تخلي عن هذا الحذر وهذا الاختباء والانعزال )
اخذت نفس عميق وقررت ان تخطي الخطوة الاولى في تخليها عن هذا الانعزال
ريا: حسنا في اي ساعة؟
صرخت ميرا: هل هذا حقيقي؟؟ هل هذه موافقة؟ ستأتين اليس كذلك! يا الهي ان احلامي تتحقق
ضحكت ريا: يا لها من ردة فعل
ميرا: اسفة انا حقا سعيدة جدا
ريا: لا تعتذري، انا احب عفويتك هذه واصرارك على تحقيق ماترغبين به.. بصراحة اتمنى ان اتصف يوما بهذه الصفات
ميرا: انا احب صفاتك الحالية ، وسأحب الصفات الجديدة التي ستتصفين بها
ريا: لم تجيبي على سؤالي, اي ساعة ؟
ميرا: الساعة السادسة مساءً... هل تمانعين اذا التقينا بالكافيه المقابل للشركة وذهبنا سوية؟
ريا: هذا رائع ، اذا اراك بالسادسة
ميرا: شكرا لك مجددا لانك قبلتي
قبل ان تغلق ريا الهاتف تذكرت شيء وصرخت: انتظري انتظري.. ماذا سترتدين؟
ميرا: ماذا؟
ريا: كي نرتدي الوان متناسقة، فنحن سنذهب بصفتنا احباء اليس كذلك!!
حضنت ميرا مخدتها وهي تكتم الصراخ الذي داخلها بسبب السعادة فهذه الكلمة هي الشيء الذي تتمناه تماما
بعد ان تمالكت نفسها وسيطرت على الحماس بداخلها : سأرتدي فستان باللون الاخضر ، ما رأيك ان ارسل لك صورة كي تستطيعي ان تري اللون جيدا؟
ريا: هذا رائع، سأحاول ان ارتدي شي يتناسب معه... هيا اذا اراك مساء..
اغلقو الهاتف وانغمسوا كلاهم بضحك خجول ، بينما نهضت ريا تبحث عن ريفر لتساعدها باختيار ملابسها.
بالطابق العلوي لم يكن سوا هارلي النائمة حتى هذه اللحظة ، وفي الاسفل بلو ومي تشاهدان
ريا: اين الجميع ؟
بلو: تو وريفر ذهبتا سوية من اجل جلسة تصوير تو، واندي خرجت لترى فورس
نظرت ريا لمي كي ترى ردة فعلها على هذا الكلام ، فالجميع كان يعلم ان مي اعجبت بفورس لوقت طويل فقد درسو سويا في الجامعة وبدأو العمل بنفس المدرسة لذلك مشاعرها تجاهه لم تكن مشاعر عابرة... لقد كانت مشاعر عميقة حملتها بداخلها اربع سنوات ، لا احد يستطيع التخلص من هذا الشعور بسهولة
لكن مي بشكل غريب كان يبدو عليها عدم الاكتراث بس وتبدو سعيدة بهذه الفترة
ريا: مي هل يوجد احد بحياتك؟
مي: يا الهي ماهذا السؤال المفاجئ
ريا: لا اعلم، لقد تغيرتي... تبدين اجمل
ضحكت مي: هل الجمال مرتبط بوجود شخص بحياتنا؟؟ ماذا لو اخبرتك اني اجمل لاني اخرجت شخص من حياتي!
بلو: هل انت سعيدة لان فورس خرج من حياتك؟؟؟
مي: يا الهي فورس فورس فورس ، ما قصتكم معه.. انه مجرد صديق لماذا تتكلمون كأنه خطيبي السابق
نهضت مي غاضبة ،اخذت حقيبتها وخرجت من المنزل فاقتربت ريا لتضرب يد بلو بخفة : هل انت مجنونة، لماذا تتكلمين عنه؟
بلو: هي قالت خرج شخص من حياتي، وفورس خرج من حياتها انه مغرم باندي
ريا: لا تتكلمي عنه مرة اخرى امامها ، يجب ان نجعلها تتخطاه  لا ان نذكرها به
قبل ان ينهو كلامهم سمعو صوت فرامل سيارة وقد بدا الصوت كأن سيارة اصطدمت بشيء ما
ركضو باتجاه النافذة فوجدو سيارة رياضية حديثة متوقفة بمنتصف الطريق ومي جالسة على الارض
نزل السائق مسرعا وخائفا ليرى ماحصل: يا الهي انا اسف حقا لقد خرجتي بسرعة من المنزل ولم اراك ، هل انت بخير؟
مي: لا تقلق لقد سقطت فقط بسبب الخوف عند رؤية السيارة متجهة نحوي، لكن لم يصبني شيء
انحنى الشاب ومد يده لها ، امسكت يده فسحبها بهدوء لتقف واصبحو  بالقرب من بعضهم : هل يجب ان نذهب للمشفى؟ هل انت حقا بخير؟
ابتسمت مي: انا حقا بخير لا تقلق .
اخرج من جيبه بطاقة عمل ومدها لها: انا فورت .. المالك الجديد للمنزل المجاور ، لدي اجتماع عمل ضروري ويجب ان اذهب لكن هذا رقمي اخبريني اذا احتجتي لاحقا لأي اجراء او شعرتي باي تعب
نظرت مي لبطاقة العمل" المحامي فورت خيختصثه"
ابتسمت له: حسنا، سأخبرك
فورت: اخبريني أيضا باسمك هل هذا ممكن؟
مي: مي
فورت: انه اسم لطيف حقا.. اتمنى ان اراك بالارجاء ،مي.
عاد لسيارته وغادر بعيدا ،نظرت مي لنافذة المنزل ورأت ان ريا وبلو قد رأو كل شيء فاخفت وجهها بخجل وسارت بعيدا عن المنزل.

مجلسناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن