بعد ان انهت اندي جزء كبير من مشروعها شكرت فورس وبدأت بتوضيب اغراضها
فورس: هل ستذهبين مباشرة ؟ ما رأيك ان نخرج لمكان ما ونشرب سوية ؟
كان موعد عمل اندي قد اقترب لذلك لم تفكر بهذا العرض بإيجابية: اعتذر يجب ان اعود للمنزل ، لازالت لدي الكثير من الواجبات
فورس: ماذا عن الغد؟
اندي: ماذا عنه؟
فورس: هل نلتقي؟ اقصد كي نكمل المشروع
اندي: لقد انهينا بالفعل الجزء الأكبر ، لا اريد ان اخذ من وقتك اكثر
فورس : انا لا امانع, خذي من وقتي بالقدر الذي ترغبين به.
شعرت اندي ان الحديث جدي، رغم انه امضى جلستهم يمازحها ولم يتحدث بشكل جدي ابدا ... لكنه فجأة بدا متشبث، لم ترغب ان تكون قاسية فقالت له بهدوء: لا اظن اني املك غدا وقتا مناسبا، لكن دعني ادعوك يوما ما على الغداء كي اشكرك على تعليمي
فورس: سأنتظر هذه المكالمة، اياكي ان تتجاهليني
ابتسمت بقلق وتوجهت نحو عملها بينما كانت السعادة تغمر فورس بسبب هذا الوعد.
بعد ان انهت عملها توجهت كالعادة لحانة صن، لم يكن بقية الفتيات قد وصلو لكنها استطاعت ان ترى على طاولة بعيدة صن ومي يجلسان وحدهما ، جعلها فضولها تقترب بهدوء وتجلس خلفهم .. في حانة مظلمة من الصعب ان ترى من يجلس خلفك او امامك ، اقتربت وبدأت تستمع للحديث
مي: اعلم هذا ولست بهذا الغباء لاستمر باعجابي بشخص لا يبادلني المشاعر، لكني احزن عليه لقد اعترف لي انه معجب بها وهي انظري اليها، لا تعود للمنزل حتى؟
صن: هل تعلمين ماهو اكبر خطأ ارتكبته بحياتي؟ تخمين افعال الآخرين وفقا لنظرتي انا.. لا تقعي بهذا الفخ ولا تؤلمي نفسك بالتفكير بالآخرين ، فكري بنفسك فقط
مي: حياتي خالية من اي شيء يجعلني افكر به، انظري الي لا اخرج من المنزل سوا للذهاب او العمل او القدوم الى هنا!
صن:هل يمكنني ان اعطي رأي بحياتك؟ لقد ظلمك والدك سابقا والان انت تظلمين نفسا ، نحن لسنا مجبرين بحب من لم يحبنا حتى لو كانو والدينا!! لا تفعلي هذا، لا تخسري سنين حياتك وانت تحاولي كسب ودهم ، ارجوكي عيشي لنفسك واعملي لنفسك ... انت الان في السادسة والعشرين من عمرك ، ليس بإمكانهم ان يفعلو اي شيء لك ، هل تعتقدين انك ستنهين هذه الديون التي اخبروك عنها يوما ؟ سيطلبون المزيد ثم المزيد... توقفي قبل ان تخسري مابقي من طاقتك واصرفي هذه الطاقة في عيش مافاتك
كانت مي واندي تذرفان الدموع عند الاستماع لكلام صن ،فكلاهما خسرا الكثير بسبب محاولتهم ارضاء والديهم..
نهضت اندي وابتعدت عن طاولتهم بينما امسكت صن بيد مي : اذا قررتي ان تعيشي الحياة التي فاتتك لا امانع مساعدتك ، قد ابدو لك كشبح لا يغادر الحانة لكن لدي خبرة بكل مكان بهذه المدينة وغيرها
هزت مي رأسها ايجابا: لقد كنت افكر لكثير من الوقت ان كان يجب ان اكمل بهذه الحياة ام لا ، لم افكر يوما ان أتوقف عن محاولات استنجاد الحب ، فكرت فقط بإنهاء حياتي
صن: انهيها، انهي حياتك التي قدمتها لهم .. وابدائي حياة جديدة لا تفكرين فيها الا بنفسك
مي: ليت الامر بهذه السهولة
صن: ليس سهل، لا يوجد قرار سهل لكن باللحظة التي نبدأ بها بتنفيذه ستبدو لنا كل مخاوفنا ساذجة
مي: ماذا يجب ان افعل؟
صن: هل انت جادة بسؤالك!! هل ستفعلين كما اخبرك!
هزت مي رأسها ايجابا: لقد مللت من هذا الوضع وهذه الحياة ، انا ايضا اريد ان اعيش لنفسي وافعل الاشياء كما ارغب.. لقد كنت اعمل منذ اربع سنوات وكل رواتبي كانت ترسل لوالدي باستثناء اجار المنزل ومصروف صغير ... هل تعلمين ماذا كان يخبرني ؟ " انت كسولة لماذا لا تعملين ساعات اطول وتحصلين على راتب اكثر" لم يخبرني ان احتفظ بشيء لنفسي ، ولم يسألني حتى كيف اعيش .. اشعر ان رغبة التخلص من كل شي تسكنني منذ الازل لكنني فقط لم اجد اي تشجيع من احد
صن: هل يعرف اين تعملين؟
مي:لا
صن: اين تسكنين؟
مي: لم يسأل قط، كنت ارسل المال عن طريق حساب البنك واتصل شهريا فقط لاخبره اني ارسلت راتبي لهذا الشهر
صن : اذا هو يعلم رقم هاتفك؟
مي: اجل
امسكت صن هاتف مي ووضعته بكأس البيرة الكبير الذي امامها
شهقت مي: هاتفي!!
صن: الان لا يوجد طريقة تتواصلون بها سوية
مي: يا الهي ، هذا متهور بعض الشيء
صن: سأشتري لك غدا هاتف جديد، انا من اتلفت هاتفك وانا من يجب ان تصلح هذا الامر ... من اليوم اعتبري نفسك ولدتي من جديد كشخص لا يملك اي ارتباطات عائلية ، انسي اولئك الاشخاص وانسي السنين التي اهدرتها بسببهم
نهضت صن وحضنت مي التي كانت تبكي بشدة دون ان تستطيع منع نفسها
مي: هل تعتقدين اني سأستطيع حقا فعل هذا؟
صن: ستفعلين، وسأساعدك كي تبدأين بهذه الحياة.