الفصل السابع : صديق الطفولة

1.4K 77 14
                                    

رأيتُ الثقب في سفينتك منذ اليوم الأول للرحلة .. لكنني

قررت الإبحار معك ظنا منّي أن الحب يصنع المعجزات

*****************

     هل من الضروري أن يكون كل ما ندركه حقيقي ؟ بل هل نحن مجبرون على إدراك كل ما يحيط بنا ؟ ما الذي سيحدث إن لم نفعل ؟ ما الذي قد يخلفه جهلنا للأمور من حولنا؟

        هذا ما كان يدور في عقل ذلك الذي وقف من مكانه يأمر حارس المراقبة بنبرة لا تقبل نقاشا:" سآخذ هذه المشاهد و سيتم حذفها كليا .. إن حدث و رآها أحد غيري سأنهي عملك و إلى جانبه حياتك ." هكذا فقط و خرج من تلك الغرفة بخطوات سريعة عائدا إلى الحفل كي لا يثير جلبة حوله أكثر لأنه أطال الغياب . إتصل في طريقه برجاله يأمرهم بتنظيف الفوضى في الطابق الثاني دون لفت الإنتباه ، و هم بالتأكيد لم يحتاجوا للتساؤل لأن كلمة فوضى التي تخرج من زعيمهم تعني جثث و دماء و لا شيء غير ذلك .

      أما عند ماريسا فقد صارت بالأسفل بالفعل ، إتجهت إلى طاولتها تتناول هاتفها و تتجه نحو الشرفة لتجري إتصالها و .. رنة ، إثنتان ، ثلاثة و وصلها صوت أحدهم يرحب بها باحترام فأمرته فورا :" أنا بقاعة المؤتمرات ببلاتسو سيكويتشينتو سأكون بالتأكيد ظهرت في مشاهد الطابق الثاني قبل قليل .. إحذفها .. الآن ." لم تغلق و انتظرت رده ، تريد التأكد من أن كل شيء على ما يرام ، لكنها عقدت حاجبيها بغير فهم عندما سمعت صوت المخترق عبر السماعة يخبرها :" لا وجود لمشاهد لك سيدتي .. لم أجد شيئا ."
" سبايدر هل أنت متأكد ؟ .. أنا واثقة من أنني رأيت كاميرات هناك ."
" أجل .. الكاميرات موجودة ، لكنك لا تظهرين في أي منها ،، و هذا له تفسيرين فحسب لا ثالث لهما ، الأول هو أن تكون الكاميرات قد تعطلت مؤقتا في وقت وجودك هناك ، و هو أمر مستبعد . و الثاني هو أن تكون المشاهد قد حذفت بالفعل قبل أن نصل لها ، و هو الأمر المرجح أكثر ." ظلت تستمع إليه بتركيز شديد و هي تفكر في كيف يمكن أن يحدث هذا ؟ ما اللعبة التي تحاك هنا بحق خالق الجحيم ؟

أرادت أن تطلب منه التأكد مجددا لكن إقتراب ألساندرو منها منعها و جعلها تغلق الإتصال بسرعة ، رأته يدخل الشرفة ، يضع يديه في جيوب بنطاله ، و وجهه خال من التعابير ، لا تنكر أنها ارتبكت لرؤيته لكنها ارتدت قناع جمودها تسأله :" لمَ تركت التعيين ؟ ما الذي حدث ؟ . أراد أن يسألها إن كانت تقصد ما الذي لم يحدث ، لكنه لم يفعل ، فقط اقترب منها ليقف إلى جانبها يضع كفيه على الحافة و نظره مثبت على نقطة ما في الفراغ . إستغربت حالته و قد بدأ عقلها يرسل إشارات إنذار لكامل جسدها يجعلها تشعر بتلك الرجفة الخفيفة التي سرت عليه . سألها فجأة دون الإلتفات إليها :" هل تظنين أن ذلك اليوم سيأتي ؟" . ظهرت على وجهها ملامح الاستغراب من سؤاله الذي جاء من العدم ، فسألته بدورها :" أي يوم ؟"
" اليوم الذي سأعرفك به سيدة باتسي ." هنا فقط إلتفت هو ينظر داخل عينيها و لأول مرة لمح تغير ملامحها من الهدوء إلى الصدمة ،، لم تجد ما تقوله ، لم تتوقع خروج هذه الكلمات من فمه ، ما الذي يقصده و اللعنة ؟ مهلا ،، مهلا لحظة ، هل ناداها لتوه بالسيدة باتسي ؟ و للمرة الثانية بهذا اليوم ؟ و لمَ هي صارت مهتمة بهذا أكثر من كونها مهتمة باحتمالية شكه بها ؟ إنه يتعمد فعلها ،، يتعمد العبث بما تبقى من عقلها .

الحب حرب أم تضحية (Love War Or Sacrifice )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن