الفصل الثاني : إشارة

1.3K 77 13
                                    

إنه ليس في الحياة شيء يعادل الإشارة عندما تتجاهلها أو

تغفل عنها.. الإشارة هي القدر.. هكذا قالت الصحراء

*******************

           إيطاليا _ روما _ بعد مرور ثلاث أيام

  كانت تجلس في غرفتها تفكر و تفكر للمرة السابعة بعد المليون .. كانت الثلاث أيام الماضية شبه بالامتحان القاسي بالنسبة لها ، ظلت فيها منشطرة بين قلبها الذي يحثها على الموافقة و عقلها الذي يحثها على الرفض أو ربما على التمهل أكثر في انتظار إشارة .. أجل كانت تنتظر إشارة واحدة لتقدم على خطوتها التالية ، لم تأكل أو تنم بشكل مناسب حتى من فرط التفكير .

نهضت و توجهت نحو منضدة السرير متناولة هاتفها لتتصل بملاذها الوحيد و صندوق أسرارها ، صديقة طفولتها كاثرين .. رنة رنتين ، خمسة أو ربما أكثر حتى وصلها صوت صديقتها الناعس دليلا على استيقاظها للتو قائلة بتذمر :" ماذا أيتها الرئيسة ؟ هل تفتقدينني لدرجة إيقاظي في هذا الوقت الباكر ؟" . أجابتها ماريسا بهدوء شديد :" هل يمكنك العودة اليوم؟ هناك ما يجب أن أخبرك به كاث " . فورا انتفضت الأخرى جالسة على فراشها تسألها بلهفة عكس ثمولها السابق : " ما الذي حدث ؟ إلهي هل تعرض لك أولئك الأوغاد مرة أخرى؟ هل أنت في ورطة ؟ أخبريني فورا " .

  حمحمت ماري بسرعة مجيبة إياها بنبرة حاولت جعلها مطمئنة كي تهدئ من روع صديقتها المجنونة تلك : " أنا في ورطة أجل .. لكن ليس بسبب أولئك الأوغاد .. صمتت قليلا قبل أن تكمل: " بسبب أنني ربما سأتزوج " .

 إنفجرت كاثرين ضاحكة بشدة عند جملتها تلك تعتقد أن صديقتها تمارس إحدى مزحاتها عليها ثانية ، ردت عليها بصوت متقطع بين ضحكاتها الصاخبة:" هيااا ماري كفي عن هذا عزيزتي ، لن تنطلِ علي لعبتك هذه " . صمت حل في الطرفين لا رد لا إجابة فقط صوت أنفاسهما يصل لكيلهما.. عندها فقط ضغطت كاث على الهاتف بيدها قائلة بتردد : " أنت .. أنت جادة ؟ أجل جادة .. و اللعنة كيف ؟ متى ؟ أين قابلته أيتها الحقيرة ؟ و منذ متى تواعدينه و اللعنة ؟ و لم لا علم لي بهذا .. كيف تخفين عني شيئا كهذا بحق خالق الجحيم ؟" صاحت بقوة عند جملتها الأخيرة مما جعل ماريسا تقلب عينيها بملل على ردة فعل صديقتها المبالغ فيها كالعادة : " لم أواعد أحدا و لم أقابل أحدا أيتها الغبية كفي عن إختلاق السيناريوهات التي لا صحة لها " .

تنفست الأخرى بعمق مهدئة نفسها قبل أن تسترسل: " ماذا إذن ؟ كيف و اللعنة ستتزوجين ؟ .. صمتت قليلا قبل أن تكمل باستنكار:" مهلا .. مههلا لحظة ، لن تقولي لي أنك ستوافقين على الزواج من أحد المتقدمين لك من طرف جدك أليس كذلك ؟ .. هيا قولي أنك لن تفعلي ". مرة أخرى عم الصمت في الأجواء دلالة على صحة شكوكها .. إبتلعت ريقها قبل أن تسألها بتردد واضح :" من هو ؟ من هذا الذي جعلك تفكرين في الموافقة ؟ كيف و لمَ ؟ " . حمحمت ماري في الجهة الأخرى مستجمعة شجاعتها تخبرها بإسم واحد  : "ألساندرو ".

الحب حرب أم تضحية (Love War Or Sacrifice )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن