الفصل الثالث: اللقاء

1.5K 88 14
                                    

يستطيع الإنسان أن يحترق و هو يجلس إلى جانبك..

و دون أن يترك ذرة رماد واحدة على المقعد..

***********************

بعد_ مرور _يومين :

إنه اليوم الموعود أخيرا ، ستقابله أخيرا ، لم تره أمامها منذ تلك الليلة ، لأنها لم تجرؤ على فعلها ثانية . نهضت بتململ من فراشها تتجه نحو حمامها لتقوم بروتينها اليومي . لقد إتفقوا على جمع العائلتين للتعرف و أيضا للإتفاق على مجرى الزفاف.. سيكون اللقاء في أحد مطاعم عائلة باتسي ، هذا ما اقترحه فابينو فهو لن يخاطر بعقد اجتماع عائلي كهذا داخل إحدى ممتلكات سانتيني المفتقرة للحماية.. و قد وافقه إدواردو دون أي اعتراض .. بالحديث عن إدواردو يمكنكم القول أنه الآن أسعد شخص بينهم ، حتى ربما أسعد من ماريسا نفسها .. أمزح أمزح إحذفوا ذلك فهي الآن تقف أمام المرآة الطويلة في غرفتها بعد أن أنهت استحمامها ، تضع يدها اليمنى على صدرها تتفحص دقات قلبها الذي يهدد بالخروج من شدة توترها ، يا إلهي كيف ستكون حالها عندما تقف أمامه ؟ كيف ستتمالك نفسها ؟ كيف ستنظر داخل عينيه دون أن تفضحها نظراتها؟

صوت طرق على الباب قطع حبل أفكارها . سمحت للطارق بالدخول فدلفت صديقة عمرها تتذمر كعادتها حول كيف أنها عانت لتصل إلى هنا بسبب الازدحام .. لكنها توقفت عن كلامها فجأة ما أن لاحظت تصنم الأخرى و شرودها في شكلها ، تقدمت منها تقف بجانبها تشاهد انعكاسهما و تهمس بصوت يكاد يكون مسموعا :"ما بك ؟" . سؤال بسيط و لكن إجابته .. هل ستكون بسيطة أيضا . ثوان من الصمت حتى تنهدت ماري تتحرك لتجلس على سريرها .

ظلت كاث تتطلع بها منتظرة خروج الكلمات من فمها ، لم يطل انتظارها لأن ماريسا أجابتها بصوت مختنق :" أنا متوترة جدا ، أو ربما .. خائفة .. أنا خائفة ". صمتت قليلا قبل تكمل حديثها و هي تضع كفها على صدرها ثانية :"أشعر بالإختناق ، أشعر أنني لن أقوى على فعلها .. هناك صوت داخلي يحثني على التراجع ، على الهرب بعيدا عن كل هذه الفوضى التي عصفت بحياتي فجأة .. إذا كان هذا هو حالي الآن ، كيف سيكون عندما أقابله كاث ؟" . أنهت جملتها مطأطئة برأسها للأسفل ترفض الإستسلام لدموعها التي تهدد بالإنهيار .
" تذكري .. أنك تفعلين هذا بدافع حصولك على الحماية منه و ليس على الحب .. عليك أن تقتنعي بهذه الفكرة حتى تستطيعي المضي قدما " . كان هذا ما قالته كاث و هي تجلس بجانبها تربت بخفة على ظهرها . رفعت رأسها تعطيها إيماءة بسيطة فصفقت الأخرى بيدها تجرها نحو غرفة الملابس و هي تخبرها أن عليهما الخروج فورا لتتجهزا لهذه الأمسية المنتظرة .

هي بطريقة ما تعلم أن وقت الإنسحاب انتهى ، كان بإمكانها فعلها قبل أن تخبر جدها بموافقتها تجعله سعيدا فخورا و مرتاحا، قبل أن ترى السعادة على وجه عمتها التي طالما حلمت بتزويجها و تجهيز زفاف رائع لها ، أو ربما قبل أن يطالب به قلبها قبل كل شيء . أجل لا رجوع في هذا .

الحب حرب أم تضحية (Love War Or Sacrifice )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن