الفصل الرابع : زواج

1.4K 75 27
                                    

أريد قصة بدايتها أنا و أنت .. و نهايتها نحن

فهل ذلك ممكن؟

**********************

أحيانا لا تحدث الأمور كما نتمنى حدوثها ، لا نحصل على كل ما نريده ، لا نحقق كل ما نرغب به .. يبدأ العقل البشري بحسب خطوات إقدامك على أمر ما فتظن أنك تمسك زمام الأمور بين يديك ، تظن أنك المتحكم في اللعبة و أنك لن تخضع مهما أرغمتك الظروف .. بينما الحقيقة عكس ذلك كليّا ، ستجد نفسك خاضعا مرغما متخليا عن تحكمك الوهمي الذي رسمته .

هذا ما كانت تشعر به ماريسا و هي جالسة على تلك الطاولة تسترجع أنفاسها التي حبستها في الداخل، تريح رأسها إلى الخلف و تضم يديها إلى صدرها علها تهدىء هذا القلب الخائن الذي يأبى الخضوع لها ، غير عالمة بتلك الأعين التي تراقبها عند المدخل ، تحدق بها بنظرات لو رأتها ماري الآن ستسقط فاقدة لوعيها لا محال.

كل منهما الآن يفكر في الآخر و لكن بطريقته الخاصة .. هو يفكر في كيف لسيدة كالتي تقبع أمامه الآن أن تقبل بزواج كهذا منه ؟ ما الذي تريده يا ترى ؟ لم يحض بحوار معها ، لم يسألها و هي لم تقل شيئا، يتساءل متى ستفعل؟ متى ستخبره بسبب موافقتها؟ و الأهم من هذا كله.. السؤال الذي أنهك عقله منذ لمحها في وضعيتها تلك .. أين قابلها ؟ أين رآها قبلا ؟ و أجل هو صار متأكد من أنه فعل، لم يخطئ إحساسه من قبل فكيف سيخطئ الآن؟

أما هي فقد كانت تفكر في حبها له الذي أرهق كيانها، هي تعلم أنها مريضة و مختلة ، لا يمكن لشيء آخر أن يفسر هوسها به كل تلك السنوات ، حاولت نسيانه ، حاولت الإبتعاد ، حاولت تجاهل وجوده ، و لكن لا شيء، لا شيء حرفيا مكنها من ذلك ، حتى زواجه لم يمنعها من الإستمرار في حبه . و ها هي الدموع تتجمع في مقلتيها عند تذكرها لذلك اليوم الذي علمت فيه بزواجه .

*فلاش باك_قبل أربع سنوات*

تجلس على يمين جدها على الطاولة بقاعة الطعام ، تتناول عشاءها بينما تقلب عينيها بملل في كل مرة يتحدث فيها جدها ، فقد أخذ يحاول إقناعها باستلام الشركات و ترأس مجلس الإدارة مكانه للمرة الألف و مئة .. إستمروا عل تلك الحال حتى قاطع حديثهم رنين هاتف إدواردو الذي أمسكه يرد فورا و سرعان ما تبدلت ملامحه من المرتخية إلى المستغربة إلى المتوترة .

عقدت حاجبيها باستغراب بدورها تنتظر إنهاءه لمكالمته حتى تسأله عما حدث .. و بالفعل لم تكن سوى دقائق قليلة و قد أغلق الخط و وجه نظره نحوها .. حركت رأسها بمعنى 'ماذا ؟ ' فأجابها إدواردو دون مماطلة : " يبدو أننا سنشهد حقبة التغيير في إيطاليا و أخيرا " . صمتت قليلا قبل أن تمسك كأس عصيرها ترتشف القليل منه قائلة : " ما الذي تقصده جدي ؟ ما هذه الحقبة ؟ ما الذي سيحدث ؟ " . عدل الآخر من جلسته يخبرها بما تلقاه عبر هاتفه : " الزعيم سيتزوج " .

الحب حرب أم تضحية (Love War Or Sacrifice )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن