الفصل الثالث عشر : ألا يكفي إلى هذا الحدّ

2.8K 106 99
                                    

ليس بوسع النسيان أن يتفاقم أكثر

تكفي لمحة حتى تنهمر الذكرى من كل مكان

*

*****************

إنها الآن مجرد غائبة عن وعيها بأعين مفتوحة .. لا يتردد في في عقلها سوى جملته الأخيرة ' أنا لن أتردد ثانية واحدة قبل أن أتخلى عن حياتي لأجلك ' .. لا تزال لا تصدق أن تلك الكلمات خرجت من بين شفتيه و قد كان يقصدها هي بها .. لذلك ظلت متجمدة مكانها تحدق به في صمت .. قد يظن الجميع أنهما لا يتحدثان إلا أن أعينهم كانت في منتصف الحديث الآن  .. كان حديث حب و شغف و عتاب متبادل ..

يقولون أن الكثير من التعاسة جاءت إلى العالم بسبب الحيرة و الكلمات التي لم تُقلْ .. لاشيء أصعب من كتم المشاعر و عدم البوح بها و كلاهما كان يرغب في قول الكثير لكن لا أحد سيتمكن من فعلها .. هي لن تفعل و هو لن يفقد أعصابه الآن .. ليس بعد .

أنزل ألساندرو بصره و يديه اللتان أمسكتا بها و قال بعدما حمحم قليلا :" دعينا نعود الآن .. سنكمل حديثنا في المنزل ."
كانت تود شكره لأنها لم تعد تقوى على فعل شيء .. لن يخرج صوتها إلا مرتجفا و بالكاد ستتمكن من السير ، ترجو فقط أن لا تخذلها أقدامها فينتهي بها الأمر محمولة بين ذراعيه .. مهلا .. بالتفكير في الأمر .. لا تبدو تلك فكرة سيئة أبدا أليس كذلك ؟

لم تفعل شيئا سوى إتباع خطواته إلى الخارج .. إستقلت السيارة بجانبه في المقاعد الخلفية .. رائحته تخترق حواسها.. كلماته تتردد داخل أذنيها .. حبه يعبث بقلبها .. إنها مستهلكة من طرفه .. مستهلكة للحد الذي يجعلها تعتقد أنها مختلة .

_________________________________________

إيطاليا_روما_قصر_آل_باتسي 00:43

يقال أن للعشاق موعد يومي مع السهر .. فأحاديث الغرام تحلو مع هدوء الليل .. و تلك الأحاديث كانت تجري بينهما الآن بينما يجلسان مقابل بعض في شرفة غرفتهما.. كانت أحاديث أعين لا شفاه .. أفكاره تريد الهرب منه إليها و شوقها يشدها بقوة إليه .. أين المفر لهما من بعضهما ؟

جاء صوته يكسر الصمت السائد بينهما قائلا :" إسألي ." .. يعلم أنها تريد أن تعرف العديد من الأمور لكن السؤال الوحيد الذي دار في عقلها كان أن تسأله عن السبب وراء كلامه الذي لم يفارق أذنيها .. بالتأكيد هي لم تفعل و لن تفعل ، فوجدت نفسها  تقول بهدوء :" الإجتماع سيقام بعد شهرين .. هل من الضروري أن تذهب الآن ؟" ..

أومأ يجيبها بهدوء مماثل لخاصتها :" عليّ أن أفعل .. يجب أن أتفقد الأعمال في كل من روسيا ، إسبانيا ، ألمانيا و اليابان ." صمت قليلا يتابع :" لم أحدد موعد ذهابي بعد .. لكني لن أغادر الآن .. ليس قبل أن أحضر حفل رجال الأعمال بجوار ملكة الإقتصاد ." .. أنهى كلامه بإبتسامة فخر جعلتها ترفع بصرها إليه بينما تبتسم بدورها .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 04, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الحب حرب أم تضحية (Love War Or Sacrifice )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن