الفصل العاشر : سقوط الأقنعة

1.4K 80 50
                                    

لا تحبّ بعمق حتى تتأكد من أن

الطرف الآخر يحبك بنفس العمق

لأن عمق حبك اليوم هو عمق جرحك غدا.

********************************

مهما واصل الإنسان إخفاء حقيقته ستكشف.. مهما فكر أن سره محفوظ سيفضح .. مهما تمكن من نسيان نفسه القديمة سيعود إليها .. الإنسان بطبعه يعتقد أنه كائن مسيِّر لا مسيَّر .. لا يعلم أنه حين تتكلم الأقدار تسقط الأقنعة .

هو لا يصدق .. لا يصدق أنها كانت هي .. هل يعقل أن تكون هي تلك الفتاة من تلك الليلة ؟

فلاش باك قبل خمس سنوات

كان هذا حفل التعيين الخامس الذي يحضره ألساندرو و صادف أنه أُقيم في إسبانيا ذلك العام .. الأجواء نفسها ، الوجوه نفسها و الأفكار كانت نفسها أيضا . لم تكن سوى لحظات قليلة حتى بدأ الزعماء بأخذ أماكنهم المعتادة على تلك المنصة و شرعوا في إنتقاء زعيم لكل عصابة من عصاباتهم ،، في البداية كان الأمر يمر بسلاسة و لا وجود لأي إعتراضات .. لكن عند نقطة ما انتفض زعيم روسيا من مكانه يعترض على أحد إختيارات ألساندرو .. لطالما كانت العلاقات بين المافيا الروسية و الإيطالية على الحافة .. بالكاد يواصلون التعامل سويا ، في العادة أينما يكونون تُسفك الدماء .

نهض ألساندرو جاعلا من جميع حراسه يتأهبون من خلفه ، ثم أخذ خطوات بطيئة نحو الآخر يقول بنبرة تحذيرية :" هذا ليس المكان المناسب رومانوف .. إعتراضاتك قدمها في نهاية الإجتماع و ستتم مناقشتها في المجلس ." أطلق رومانوف ضحكة صاخبة بينما يتحدث :" لطالما كان لدي إعتراض وحيد .. و هو وجودك بيننا هنا زعيم إيطاليا ." أنهى كلامه يرفع مسدسه في وجه الآخر ، الذي ظل واقفا بشموخه المعتاد يريح يديه خلف ظهره و ملامحه لا تسمح لك بقراءة أفكاره .

هذا التوتر في الجو جعل البقية يقفون من مقاعدهم أيضا ، يراقبون في صمت بينما كل منهم يضع يده على سلاحه تأهبا لأي حركة .. أشهر حراس ألساندرو أسلحتهم ففعل حراس الآخر المثل . حل الصمت و إشتدت النظرات قبل أن يتدخل أنخيل سالفاتور مخاطبا كليهما :" توقفوا عن ذلك .. لن أسمح بإراقة الدماء داخل أراضيّ .. إفعلوا ما تشاؤون عندما تخرجوا من هنا ." إتسعت إبتسامة رومانوف كأنه يخبره أنه لا يكترث لكلامه ، كان واثقا من أن خطته ستنجح ، سيتخلص من الإيطاليين و من ثم بإمكانه التحكم بتصرفات أنخيل فبعد كل شيء تجمعه به العديد من المصالح و الإتفاقيات . تأهب رومانوف يسحب الزناد و يستعد لإطلاق النار لكن رصاصة ما أتت من العدم لتفجر رأسه و تجعل أعين البقية تتسع و شهقات الآخرين تعلو تزامنا مع ظهور إبتسامة مختلة على وجه ذلك الواقف بهدوء شديد و ترتمي جثة عند قدميه ..

كانت تلك المرة الأولى التي يلجأ فيها إلى القتلة المأجورين .. في العادة أفراد عائلة باتسي ينفذون عملياتهم بأيديهم دون السماح بتدخل أحد .. لكنه كان مضطرا لأنه يعلم أن قوته في إسبانيا محدودة و ربما إن لم يفعل فسيتحدون للتخلص منه و لن يستطيع الإفلات.. أوه تبا كان ذلك وشيكا حقا .

الحب حرب أم تضحية (Love War Or Sacrifice )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن