"سيداتي وسادتي تستعد الطائرة للهبوط التدريجي نحو مدرج مطار الملك عبدالعزيز الدولي من اجل سلامتكم يرجى البقاء في المقاعد وربط الأحزمة"
اعتدل عبدالاله في جلسته عند سماع ذلك واغلق الكتاب الذي كان يقرأه لساعات.هبطت الطائرة وكان هناك شخصين في استقباله، مظهرهما يجعلك تنفر منهما، احدهما يمسك ورقة كتب عليها A
من غير رؤية الورقة علم عبدالاله انهما هنا من اجله
اشار لهم واستمر بالسير وتبعاه مباشرة"بشيل شنطتك" اقترح احدهما
"ما يحتاج" رفض عبدالاله
كان عبدالاله يرتدي ملابس باللون الاسود ثقيلة لاتناسب اجواء جدة مع كمامة سوداء وحقيبة ليست كبيرة بما يكفي لشخص يخطط لقضاء اكثر من شهر هنا
قادهُ الشخصين الى سيارة كانت مركونة أمام المطار، صعد وبمجرد ان استقر على المقعد أسند رأسه واغمض عينيه بإرهاق.
بعد ربع ساعة وصل للبرج السكني الذي من المفترض ان يمكث فيه طوال مدة بقائه في جدة.ترجل من السيارة وترجل معه الشخصين
"وش بتلحقوني حتى هنا؟" تحدث عبدالاله ببرود" لا بس ليما توصل شقتك" رد احدهما وهو يطأطئ رأسه
" ماله داعي عطوني رقمها والمفتاح "
"بس السيد قال مانرجع لين نوصلك بأنفسنا"
قلب عبدالاله عيناه وتحدث " مظهركم لحاله يجيب الشك وماننا ناقصين وبعدين من اختار المكان الواضح ذا مو على اساس كل شي سري! "
رد احدهما
"هنا اكثر أمان وعندنا ناس نعرفهم يشتغلون فيه "تأفف عبدالاله ودخل المبنى يحمل حقيبته ولازال يضع الكمامة، حالما اصبح في شقته اغلق الباب في وجه المرافقين وذهب ليرتمي على أقرب أريكة نائمًا دون ان يخلع حذائه
بعد ساعات متواصلة من النوم استيقظ في اليوم التالي عصرًا لم يحظ بالنوم قبل رحلته ابدا، يمدد ذراعيه في الهواء ويحني ظهره لم يشعر بمثل هذه الراحة في النوم من قبل رغم انه نام بوضعية غير مريحة على اريكة.
بعد ان استحم اخذ يستكشف الشقة، غرفته واسعة جدًا احد جدرانها زجاجي يطل على المدينة اسفله. غرفة المعيشة تتوسط الشقة ويوجد بها شرفة
توجه نحوها يستنشق الهواء شعر بالانتعاش رغم رطوبة الجو، اخذ فكرة جيدة عن جدة رغم بما انها مرته الأولى هنا.
عاد للداخل وفتح الثلاجة وهي بالفعل مجهزة بكل شي
تناول بعض الشطائر واخرج صحن يملأه بحبات الفراولة ليتناوله على الاريكة بينما يلتقط هاتفه ليتصل بالسيد