الفصل الثالث عشر🦋

542 13 2
                                    

بعد عدة أشهر وفى وقتٍ متأخر من الليل الساكن، كان هناك طرقات خفيفة تدق على الباب، فجعلت ذاك الشاب ينهض من فراشه الدافئ بخمولٍ وكسل، فهذا حاله كل ليلة فهو يعلمُ من صاحب تلك الطرقات المزعجة التى تُوقظهُ من أجمل نومة، أعتدل فى جلسته لينظر إلى ساعة الحائط ليجد الوقت أصبح الرابعة فجراً، فقام بالاتجاه نحو الباب وهو يفرك جفن عيناه من أثر النوم، ما لبث الطارق إلا ثوانٍ وفُتح الباب على مسرعه، فتبسم ثغر "مروان" حين رأى "رحيل" تقف أمامه والتى تبدو كالأطفال بتلك التسريحة، فهى صفصفت شعرها كأذن القطة، ترتدي ثوب وردى فضفاض يساعدها فى الحركة أكثر أثناء حملها، اتكأ على الباب وضم كلتا يديه ليقول:
- خير يابلونة ايه اللى مصحيكى فى الوقت ده؟.

زمت شفتاها إلى الأمام بتذمر وقالت محذرة:
- ماتقوليش بلونه فاهم.

ضحك "مروان" بخفة على لهجة حديثها اللطيفة، وقال بلين:
-فاهم ياستى عايزة أى أنتى دلوقتى.

رمشت بعيناها عدة رمشات متتالية ثم دنت من أذنيه وقالت هامسه:
-عايزة أكل بطيخ حالا.

افترّ فاه "مروان" بذهولٍ فقال مندهشاً:
-أنتى جاية تهزرى صح....قولى أنك جاية تهزرى!.
تبسمت "رحيل" ببراءة وقالت برقة:
- تؤ مش جاية اهزر يامرمر وبعدين أنا نفسي فيها أوى.

تحدث "مروان" قائلاً :
- انتى ياماما نفسك فى حاجات مش فى موسمها أصلا وبعدين حرام عليكى الساعة أربعه الفجر حد يصحى حد فى وقت زى دا ويقوله نفسى فى بطيخ.

قامت "رحيل" بطرقعة أصبعها وهى تقول بلطف:
- ايوة وعيزاها حمراء.

- حمراء، وكمان بتتشرطى.

-وأنا مالى هما اللى نفسهم فى كدا مش أنا، وبعدين يامروانى عايز العيال يطلع ليهم وحمة بطيخة فى وشهم، وبعد كدا لما يكبروا صحابهم يتريقوا عليهم ويقولوا روح يأبو بطيخة تعالى يأبو بطيخة يرضيك يحصل كدا لأولادي.

تفوه "مروان" ساخراً :
-لا أزاى ميصحش.

ثم أشار إليها بأصبعه إلى خارج الغرفة باتجاه الممر المؤدى إلى غرفتها الخاصة، وقال:
-بصى أنتى دلوقتى تروحى تنامى تمام وأنا كمان هروح هنام والصبح أول ما اصحى هعملك اللى عيزاه اتفقنا.
أردفت الأخرى بعبوس فقالت:
-لا أنا عايزة دلوقتى حالاً بطيخة وتكون حمراء.

-أنتى مش واخده بالك من أن الوقت متأخر ولا أى، وبعدين اصلآ هلاقيلك البطيخة فين دلوقتى الناس قافله محلاتها.

رفعت كتفها إلى الأعلى قليلاً دليلاً على عدم معرفتها فقالت بعند:
-معرفش اتصرف بقى يامروان وإلا مش هيحصلك كويس.

أردف "مروان" بقلة حيلة لتنفيذ أوامرها:
-طيب يارحيل روحى أوضتك وأنا هنزل أدورلك على أم البطيخة ولو لاقيتها هجبلك ماشى.

هجران رحيل "مكتملة"🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن