الفصل التاسع عشر 🦋

476 9 3
                                    

فى ظهيرة هذة الليلة قام "مراد" بمساعدة العم "أيوب" فى زراعة بعض الأشجار الصغيرة، ومن حسن حظه أن اليوم جاء إليه حبيبته برفقة صغاره وبعض أفراد العائلة مما أضاف هذا ليومه بهجة وسرور، فكان من حين لآخر  ينظر لها باسماً وهو يتغنى بمرح قائلاً:
-حبيت جميل ياريتني ظله، وحبيت جميييل.

بينما "رحيل" كانت لا تهتم لشأنه فهى متواجدة الآن معه لأجل صغارها، لكنه لم ييأس من تلك المعاملة الجافة، فأمرها أن تعطيه دلو المياه ليسقى الزرع، فلما مد يده وأخذهُ منها التقت أعينهم معاً فنظر لها بسرور ثم قال بنبرة فُكاهية:
-وَأنا أعمِّل ايه فِى اللى بحبُه يـَ ويلى يَـ نارى.

لم تستطيع كتم ضحكاتها فتبسمت لا أرادياً على نبرته المُبهجة، فاستدارت بوجهها خجلاً من نظرات المتفحصة لها، فلما مشيت بضع خطوات إلى الأمام وصل لمسمعها صوته الحنون يقول:
-على فكرة أنا مليش غيرك وحتى لو ليا، أنا مش عايز غيرك أنتِ يارحيل.
شعرت بسعادة تغمرها من قوله هذا ولكنها لم تخضع له مهما حدث، فما حدث فى الماضى لم يكن بالشئ الهين، ظلّت تتابع سيرها حتى وصلت لمكان صغارها تعجبت لضحكات شقيقها "مازن" العالية، فتسألت قائلة:
-بتضحك على ايه ياميزو؟.

مد يده إليها ليعطيها الهاتف وهو يقول باسماً:
-والله لتقرائي البوست ده بنفسك وأنتى هتعرفى بضحك على اي.

نظرت إلى ما أشار إليه فى الهاتف فمرت ثوانٍ وقد أرتسمت البسمة على محياها، فعادت تقرأ مرة أخرى بصوت رقيق:
-شفت الأرنب لا لا لا،،
قاعد بيلعب لا لا لا،،
طب شوفت البطة لا لا لا،،
نطت نطه لا لالا،،
طب شوفت الأهبل،،اه اه اه،، قاعد بيقرأ البوست وباللحن كمان.
فأضافت "رحيل" بنبرة ضاحكة:
-طب تصدق أنا فعلاً قرأتها باللحن بتعها وكأني بغنيها.

أجابها "مازن" بمرح:
-عشان تعرفى أن أحنا هبل ياريري ومازلنا أطفال.

-هو فى أحلى من الطفولة، أتمنى أرجع لأيام زمان وماكبرش أبدآ.

هتف "مازن" مغنياً:
-قول الزمان ارجع يازمان.

حدقت به "ندى" وهى تقول بقلة حيلة:
-أنا مش عارفة عقلي كان تايه فين وأنا بوافق عليك.

تفوهت "رحيل" وهى تشير بأصبعها على شقيقها فقالت بنبرة لطيفة:
-هو أنتى كنتى هتلاقى حد أحسن من ميزو تتجوزيه، دا بنات المنطقة عندنا كانت هتتجنن عليه من كتر حلاوته اللى مفيش زيها.

لوت شفتيها ثم قالت ساخرة:
-بلا لينة هو ده أصلا كان فى حد يبصلوا.

فى هذا الأثناء رد "مازن" بنبرة مستهزأ:
-مابلاش أنتى ياأم ضفاير بقى يابت فى واحدة تعمل لجوزها ضفاير يوم فرحها وتلبس هكونا مطاطة.
شهقت "رحيل" بذهولٍ وهى توجه بصرها نحو صديقتها التى أشاحت وجهها عنهما، فقالت بنبرة مازحة:
-يالهوووى ياندى دى عاملة تعمليها فى ميزو.

هجران رحيل "مكتملة"🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن