الفصل الحادى عشر🦋

285 11 0
                                    

بعد مرور مدة من الوقت نظرت بجانبها بحزنٍ وقهرٍ ودموعٍ وجدته نائم بهدوءٍ تام، بعد أن أخذ ما ليس من حقهِ، نهضت من فراشها بثقلٍ لتبدل ثوبها بثوب أخر نظيف وقد عزمت بداخلها على مغادرة هذا المنزل البغيط.
بعد لحظات ولجت لغرفة جدها الذى فزع من رؤيتها بتلك الهيئة المخزية، فوجهه يملئه بقع حمراء من أثر الصفعات، فألمه قلبه حزناً عليها، فقام بفتح ذراعيه ليحتويها برفق ولين فوصل لمسمعه صوت بكائها الحزين، ليرق قلبه رفقاً بها فقال بنبرة ممتزجة بالعطف والبكاء:
- مين اللى عمل فيكى كدا ياقلب جدو؟.

رددت "رحيل" بشهقات متعالية:-مراااااد.

مسد على شعرها بحنان ثم قال بنبرة قلقة:
-مراد! أبتعد عنها قليلاً ثم أضاف متسائلاً:
- طب قوليلى ياحبيبتى هو عملك حاجه تانيه.

نظرت له بالايجاب ثم بكت بحرقة فقالت:
- أنا مقدرتش ابعده عنى كان أقوى منى ياجدو، أنا حاولت بس معرفتش هو كان بيضربنى جامد لما كنت بحاول ابعده هو كسرنى باللى عمله، تعرف أنا قلبى دلوقتى بيوجعنى أوى حاسه كأن خنجر مطعون فيه مش قادرة اتحمل وجعه.

صدم الجد من أعترافها فقد كان يخشى حدوث ذلك، اغلق عيناه بقلة حيلة فهو الآن متألم لألم حفيدته الصغيرة، فأتاه صوتها الباكي الراجى:
-جدو علشان خاطرى مشينى من هنا مش عايزة اشوف حد منهم تانى عايزة ابعد عنهم عايزة انسى قسوتهم وظلمهم ليا وخصوصاً مراد، مراد اللى اعتداء عليا ومحاولش يسمعنى ولا يصدقنى انى معملتش حاجه، أنا ياجدو فعلاً معرفش كنت هناك أزاى.
ثم أخذت تقص عليه ما حدث، فأنهت حديثها وهى تلتقط أنفاسها المتقاطعة:
- أنا عمرى ما هسامحهم ابدا عمرى ابدا، حتى لو حطوا السيف على رقبتي مستحيل ارجع لقسوتهم تانى.

- أنا مش هخليكى هنا ثانية واحده بعد اللى حصل، وهحرم الكل من وجودك أنا هخدك وهمشي من هنا خالص ومحدش هيعرفلنا طريق ولا مكان وكل واحد منهم هيتحاسب وأولهم مراد الزفت وبعدك عنهم هيبقى عقاب ليهم.

نظرت إليه بأعين حمراء من أثر الدموع وهى تتحرى الصدق فى حديثه فقالت:
-بجد ياجدو يعنى هتمشيني من هنا.

أجابها الجد بحنيه:
-اه ياجدو وكمان هكون معاكى أنا لا يمكن اسيبك لوحدك مهما حصل. ثم قام بضمها إليه مجدداً ليهون عليها تلك الوقعة.

فى الصباح
وضعت الدادة أطباق الأفطار على السفرة، هبط "مازن" من على الدرج، وقام بشد المقعد ليجلس عليه وقال:
- صباح الخير يادادة.

-صباح النور يابنى.

جاء "هشام" جلس بجانبه وهتف بمرح:-صباح الخير ياجماعة.
مازن:-صباح النور.

-امال فين العيلة هو محدش منهم صحى ولا ايه!.

أردف "مازن" متعجباً :
-دى أول مرة تحصل أن هما يتأخروا كدا ع الفطار وحتى لما جينا امبارح كان الكل نايم بدرى.

هجران رحيل "مكتملة"🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن