الفصل الرابع عشر🦋

513 17 0
                                    

حين ولج "مروان" وقف متصنماً عندما وجد قطرات الدماء متناثرة أرضاً، فرفع مُقلته باتجاهها فرائها مستلقية على الفراش فى إعياء وتراخٍ وذبولٍ، أقتربت العائلة نحوها والفزع يملأ أعينهم، لقد أنهكها الألم وحطّم قواها، فتفوهت بألم والدموع تتساقط من عيناها الذابلة، فقالت بصوت ضعيف:
-حد يلحقني أنا شكلي بموت.

دن منها الجد بقلق شديد والخوف يسيطر على فؤاده من أن يُصيبها مكروه، فمسد على شعرها وهو يقول:
- بعد الشر عليكى ياعمري مش هيحصلك حاجه وهتقومي بالسلامة يلا مروان ساعدني يابني نوديها المستشفى.

فقام "مروان" بحملها بين ذراعيه وقلبه ينبض خوفاً عليها، دقائق معدودة ووصلوا إلى المستشفى لتستقبلهم الطبيبة "هناء" برفقة الطاقم الطبي التى حضرت على الفور، ثم قامت باصطحابها إلى غرفة العمليات لتجرى لها جراحة قيصرية، فلما غابت عن عيونهم جلس الجد على الكرسى  ينظر باتجاه الغرفة والقلق يساوره، فربت "قاسم" على كتفه وقال باطمئنان:
- اهدى ياعمى هتبقى كويسة وهتقوم بالسلامة بإذن الله هى محتاجة دعائك دلوقتى.
بينما "فاطمة" تقف فى الزاوية تبكى بصمتٍ تام، فأردف "آدم" بحزنٍ:
-علشان خاطري يا ماما كفاية عياط.

-أنا خايفة أوى عليها.

-متخافيش ياحبيبتى هتبقى بخير.

وفى هذا الوقت زمجر الرعد وألهب البرق الأفق ثم انهمرت الأمطار مدراراً، وكأن السماء تتهيأ لمجيئ الأطفال، بعد مدة كبيرة من الوقت خرجت الطبيبة إليهن ليتحدث "مروان" متسائلاً:
- طمنيني عليها.

أردفت "هناء" باطمئنان قائلة بلطف:
-الحمدلله هى ولدت وبخير بالرغم ان ولادتها كانت صعبة جدا ولكن ربنا لطف، ورزقها ببنت وولد زى القمر يقولوا للبدر قوم واحنا نقعد مكانك.

صاحت "فاطمة" بوجه طلق مُشع بالبهجة فقالت:
-بجد ياهناء.

-اه ياحبيبتى والحمدلله على سلامتها هى دلوقتى فاقت من البنج وتم نقلها فى أوضة تانيه، روحوا شفوها والممرضة هتجيب ليكم الأطفال.

بعد لحظات دلفوا إلى غرفة "رحيل" فاقبلت نحوها "فاطمة" مسرعة حتى تطمئن عليها فقالت برفق:
-حمدلله ع سلامتك يارحيل.

أجابتها "رحيل" بصوت مجهد فقالت:
-الله يسلمك ياماما هما فين ولادي عايزة اشوفهم.

أجابها الجد بسعادة وسرور فقال:
- الممرضة هتجبهم دلوقتى ياحبيبتى و حمدلله على سلامتك ياقلب جدك.

- الله يسلمك ياحبيبى.

بينما "مروان"  قال مُداعباً:
-قلقتينى عليكى ياريرى ينفع كدا تخضينى بالشكل ده.

تبسمت "رحيل" بأرهاق فقالت بلطف:
- معلش بقى خليها عليك المرادى.

- ماشى ياستى اهم حاجه أنك قومتى لينا بالسلامة وما موتيش.

هجران رحيل "مكتملة"🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن