اقتباس مقدم

382 7 0
                                    

فى شقة المعادى الخاصة بالمدعو "سامر"...
بدأت "رحيل" تستعيد وعيها فحركت رأسها فى كل إتجاه بثقل محاولة رؤية ما حولها، فهمست بكلمات ثقيلة حين لمس "سامر" جسدها، فقالت بدوران شديد:
- أنت بتعمل اي ابعد عني أرجوك.

اقترب منها اكثر وقال بنبرة خبيثة:
-اهدى يابيبى جه الوقت اللي كنت مستنيه من زمان علشان اخد منك اللى عاوزه دا أنا استنيتك كتير أوى يارحيل.

مد يده  وقطع طرف ثوبها من بداية عنقها فصرخت بضعف فهى الآن لا تقوى على الحراك، فقالت بخوف وبكاء:
-أبعد عنى ياحيوان أبعد.

أحكم قبضته على خصلاتها النارية وقال غاضباً:
- اخرسى مسمعش صوتك، فقام بكتم صراخها ليحاول تقبيلها.

وفى تلك اللحظة وصل "مراد" إليهما فوجد الباب مُوارباً، فلما دخل رجت الصدمة كيانه عندما وجد محبوبته فى أحضان رجلٌ آخر غيره، فصاح صيحةً مفزعةً مزقت أحشاء السكون، جعلت كلاً من "سامر" و"رحيل" يفزعون لها، نظرت إليه "رحيل" وقد اضطربت نفسها وتسرّب الهلع إلى فؤادها الذى انفطر وكاد يتطاير شظايا من هول ما حلّ بها، أنهمرت عيناها بالدمع خوفاً وحزناً مما سيحدث، حاولت أن تنهض من على الأريكة لكن لم تساعدها رجليها على الوقوف، فهى تشعر بدوار يكاد أن يفتك بروحها، فقالت خائفة مبررة:
- مراد متفهمش اللى حصل ده غلط أنا معرفش أنا جيت هنا أزاى.

لم يسمع ما تقول فكل ما يسيطر عليه الآن هيئتها وهى بأحضان ذاك الرجل، ترقرقت عيناه حزناً وانكساراً فهو لم يصدق أن قلبه سينكسر بهذا الشكل وعلى يد من أحب، شعر بطعنة قوية تؤخز قلبه لتجعله يمت ببطء شديد، والآن كل ما يستحوذ عليه شعور الغضب الممتزج بالذل والاهانة، بينما "رحيل" شحب وجهها رعباً فكان لسانها عاجزٌ عن النطق، فكل ما يظهر ويسمع منها دموعها وبكائها المرير، فكانت تحرك رأسها لا ارادياً بالنفى لتلك التهمة الذى وقعت عليها،،
اقترب "مراد" بطرفة عين  من ذلك الندل ولكمه بضربه قوية اسقطته أرضاً، فقال غاضباً:
-اااه ياحيوان أنا هقتلك أنت والزبالة التانيه.
ثم انهال عليه بالضربات العنيفة فحاول الآخر أن يحرر نفسه من قبضة ذاك الأسد الجاريح، ولكنه لم يستطيع فقال بذعر والدماء تقطر من أنفه:
-دى مراتى وكل اللى حصل واللى كان هيحصل كان بمزاجها.

نظر إليه "مراد" بصدمه اعتلت وجهه فقال مندهشاً:
- ايه مراتك !.

أبتعد "سامر" زحفاً على قدميه، ليخرج  من جيب سترته ورقة:
-اه مراتى متجوزين أنا وهى عرفى واهى القسيمه.
أخذها "مراد" من يده ليقرائها ثم اطبق عليها بقوةٍ وهو يحدق ناظراً إلى "رحيل" التى ترتجف من أثر البكاء الممتزج بالدوار، تحدثت بصوت ضعيف متقطع  فقالت خوفاً:
- لا وال والله ك ك كداب  يامراد ماتصدقهوش.

دن نحوها "مراد" فتراجعت للخلف بخطوات متعثرة، فقام هو بجرها من شعرها وقال معنفاً:
-والله لاوريكي وهعرفك ازاى تعملى كدا من ورانا، والله لاقتلك  يارحيل هقتلك.
حاولت "رحيل" بدفع يده عنها لكنه شدّ قبضته أكثر فتأوهت متألمة ثم قالت ببكاء كاد يمزق صدرها:
- والله يامراد معملتش حاجه أنا أنا معرفش أى حاجه من اللى بيقولها ومعرفش أنا جيت أزاى هنا.

صاح الاخر عالياً ليقول بغضب أعمى عيناه:
- اخرسى مش عايز أسمع نفسك أنتى فكرانى هقتلك بالسهولة دى لا تبقى غلطانه أنا هخليكى تتمنى الموت يارحيل هانم.
أنهى جملته وهو يصفعها بعنف على وجهها فصرخت "رحيل" بألم:
- لا يامراد أرجوك أنا معملتش حاجه.

بينما "سامر" استغل أنشغال "مراد" فحاول أن يفر هارباً ولكنه لمح طيفه ليدنوا منه ليلقنه درساً لن ينساه الآخر.
ثم أخرج مسدسه وأطلق رصاصته ولكنها لم تصيب هذا النادل، جاء ليضرب الثانية لكنها ضربت فى السقف، بسبب تلك اليد التى منعتها، فكانت يد  "أدهم" الذى جاء مسرعاً قبل أن يتهور ابن عمهِ ففعل شئ شنيع.

تحدث "مراد" والشرر يتطاير من عينيه فقال غاضباً:
- أبعد ياأدهم خلينى اخلص ع الحيوان ده.

صاح "أدهم" بغضب مماثل:
- أنت عايز تودى نفسك ف داهيه علشان كلب زى دا ميسواش تعريفه اهدى كدا.
ثم وجه نظره إلى شقيقته وقد انتفخت اوداجه غضباً ليقترب نحوها بخطوات متواعدة، ارتجفت "رحيل" ارتجفاً فاشاحت وجهها عنه خوفاً من تلك النظرات المخيفة، فسرّت قشعريرة بجسدها من الخوف والهلع، وحست بأن أنفاسها تضيق على صدرها من أثر ذلك، وددت لو أن روحها تفيض بها الآن إلى ربها فتلك النظرة التى شاهدتها بأعينهم كانت كفيلة بتدميرها نفسياً قبل أن تكن جسدياً.

#رواية_هجران_رحيل♡♡

هجران رحيل "مكتملة"🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن