الفصل العشرون والأخير 🦋

583 16 2
                                    


كانت تضم جسده البارد بين أحضانها، فمدت يدها وتحسست وجهه الشاحب الذى يوحى بشحوب الموتى وقد تساقطت عليه قطرات دمعها، فصاحت مستغيثة لينقذه أحد قبل أن تفارق روحه جسده، ثم قالت ببكاء خافت:
- مراد  رد عليا أرجوك ماتسبنيش.
جاء الجميع على صوت صراخها، فقال شقيقها بقلق:
-ماله مراد ايه اللى حصله.

أردفت من وسط بكائها قائلة:
-معرفش مرة واحدة مسك قلبه وبعدها وقع من طوله.

تحدث "هشام" بخوف وقلق وهو يرفعه قليلاً:
-اسنده معايا يامازن لحد العربية.
بعد أكثر من ساعة..
كانت واقفة أمام غرفة العناية تطالعه بوجه حزين، لتلوم نفسها لأنها اوصلته لهذا المرض، لقد أخبرهم الطبيب أنه أُصيب بمتلازمة القلب المنكسر والتى تصيب المرء حين تعرضه لتوتر وضغط شديد من أثر الحزن، تذكرت هيئته وجسده البارد الذى ارتعد قلبها خوفاً فقد ظنت أنه مات، شعرت بيد توضع على كتفها فنظرت للخلف فوجدت "مروان" الذى قال مواسياً:
- إن شاء الله هيبقى كويس.

اختلست نظرة سريعة إلى رفيق روحها بأعين متورمة، ثم شهقت باكية وهى تقول:
- أنا السبب، أنا وصلته للتعب ده لو مكنتش تكبرت وعاندت فى المسامحة مكنش زمانه فى العناية.

عانقها "مروان" ليربت على شعرها بحنان ثم قال:
- هونى على نفسك يارحيل وبلاش تفكرى فى اللى بتقوليه، دا قدر ربنا وهو القادر على شفائه.

أردفت بحزن بليغ فقالت بنبرة باكية ممتزجة بالحسرة:
- خليه يقوم وأنا والله هسامحه، أنا مش حمل تعب ووجع تانى وفراقه هيبقى صعب عليا، صمتت لوهلة ثم أضافت:
-أنا لو جراله حاجه هموت بعده يامروان، بالرغم اللى حصل لسه بحبه.
ابتعدت عنه قليلاً ونظرت من زجاج العناية لتشاهد حبيبها محاوط بالأجهزة، فألمتها هيئته التى بدأت هزيلة ضعيفة، فقالت بقهراً وبكلمات غير مرتبة:
- قوله يامروان يقوم وأنا هفضل جمبه ومش هسيبه أبدآ، وهعيش معاه أنا وزين وزينة.

أردف "مروان" بحزن فقال:
- صدقيني هيقوم وهيبقى احسن من الأول.

-خايفة لاميقومش ما أنت عارف اللى بيدخل هنا مابيخرجش غير...
وضعت يدها على فمها لتكتم قولها فانخرطت فى البكاء مجدداً، بينما "مروان" قال بثقة:
-هيخرج عايش وبكرا تشوفى، أهم حاجه دلوقتى أننا ندعيله على يقين بالشفاء وربك هيستجيب.
بعد أن جاءت من المستشفى ذهبت لغرفتها فوجدت "نور" جالسة على الفراش برفقة أطفال شقيقها، دنت "رحيل" منهما وهى تقول بتسأل:
-ناموا امتى.
أجابتها الأخرى بأرق فقالت:
-من نص ساعة على ما أعتقد.

مسحت "رحيل" على شعر صغيرتها بلطف ثم قالت:
- تعبوكى؟.

-ابداً بس كانوا كل شوية يسألوا على أبوهم هو فين هو كويس طب مجاش ليه مدام كويس، وأنا الصراحة معرفتش اجوب على كل أسئلتهم ماشاءالله عيالك اذكية وصعب يضحك عليهم بكلمتين.

هجران رحيل "مكتملة"🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن