وافقها بإيماءة رضى ثم اشار الى يمينها وقال
- غرفة الاستقبال هناك وقد اشعلت النار في الموقد يمكنك ان تجففي ثيابك قليلا لبينها تشربين الكاكاو الساخن على فكرة، هل تحبينها مع العسل أو مع الكريما المخفوقة؟
فأجابت وهي تبتعد عنه مجرد ان افلتت ذراعها :
-مع الكريما من فضلك.-تفضلي وادخلي سأتيك بالشراب فورا.
اتبعت تیشا تعليماته بتردد فسارت متمهلة وعبرت الباب الذي اشار اليه وبدون حضوره المشتت لذهنها، حولت بصرها في ما حولها وعادت تلقي نظرة خلفية على الردهة الرخامية ذات الارضية البيضاء والجدران المكسوة بالواح من خشب الجوز الفاتح.
ثم غاصت قدماها في السجادة السميكة الناعمة فنظرت امامها كان هناك درابزين من الخشب المحفور دعاها الى هبوط ثلاث درجات والى غرفة استقبال غائرة مكسوة بسجادة زاهية من اللون الازرق الغامق ومن الأرض حتى السقف رأت ستائر بيضاء مزينة بعقد حريرية تغطي أحد الجدران بكامله فيها سائر الجدران بعض اقسامها الجوز وبعض آخر ذو لون ابيض ومحاط بأطر خشبية داكنة.
كان لهب النار الذهبي يتوهج خلف شاشة من الحديد المليف الغامق امام موقد من الحجر الأبيض اللماع قائم عند منتصف جدار جانبي.
تقدمت تيشا إلى وسط الغرفة وقد انسحرت على رغم منها بديكورها الغني المتكامل الانسجام، فقبالة الموقد توجد أريكة واسعة ذات غطاء مخملي ابيض وتعزز بیاضه وسائد كبيرة زرقاء غامقة بلون السجادة الفارهة تحت قدميها، وعلى جانبي الموقد ومقابل الأريكة مقعدان وثيران وبجانبها طاولتان تنعكس نار الموقد على سطحيها الملتمعين.
لقد اخبرتها بلانش ان بيت رورك نموذج الروعة التصميم الداخلي لكن تیشا توقعت ان ترى شيئا انيقا تفاخريا وليس شيئا جذابا كهذه الغرفة توحي بالترف من دون ان تعرضه بشكل مكشوف وقح.
وقال رورك فجأة:
-اخلعي الجاكيت واستريحي.
فاستدارت مذعورة لتراه واقفا في أعلى الدرج كان يحمل فنجانين فأشار لها برأسه قائلا:
- اذا اردت ضوءا اقوى فهناك زر كهربائي على الحائط بجانب الموقد.
وهنا لاحظت لاول مرة الانارة غير المباشرة في السقف والموحية بجو حميم أشعرها بحاجة إلى التخلص منه فسارت الى حيث الزر بلا مبالاة، مصطنعة وكبست عليه فشع نور اقوى ثم علقت بصوت مشدود:
الغرفة رائعة جدا.
فقيبل مديحها شاكرا وأمال رأسه قليلا ولكن تيشا لم تجد في هذه الحركة ما يدل على الغطرسة وقال:
-يمكنك ازاحة المقعد في التجاه النار إذا شئت.
فاكدت له بعصبية انها لا تجد داعيا لذلك، ثم نزعت سترتها الجلدية وجلست على حافة احد المقعدين المقلمين بخطوط زرقاء ولما طوت سترتها لتلقيها على حضنها قال رورك وهو يضع فنجان الكاكاو على الطاولة إلى جانبها:
أنت تقرأ
[مكتملة ☑] متيم بك
عاطفيةتيشا كالدويل فقدت امها فاحتمت بوالدها ، لكنه كان قاسياً لخوفه عليها من الحياة و تجاربها، اراد تزويجها وتأمين مستقبلها لكن تيشا تفضل اختيار شريك حياتها ، فتهرب الى حنان عمتها المقيمة بعيداً عنهما وهناك تصطدم برجل شبيه بوالدها . تكرهه . . لكنها تجد نف...