١.

89 16 0
                                    

إله الشمس، عندما ترفرف أجنحة الملائكة تظهر الشمس خلف الغيومِ.

شعر أشقر بلمعانِ الشمس، وعيون باخضرار الغابات على المدى. لكن القلب لم يشبه القالب. الروح كانت متعفنة والقلب كان باردا ذلك الدفئ لم يلمس الجوهر أبدا، انعكس لينكسر دون أن يصلَ.

زخات مطر عابرة،
عَبارات على الأغصان
قبلات ثلج على البتلات
صوت تنفس،
ثم صمت. لا حروف.

" إليوس." صوت إنسان تمتمت وأنا أرفع رأسي محدقا بالفراغ. أنه حلم، ابتسمت وأنا احدق بملامحها، الزيارات كانت متكررة. أحلام شفافة. كل شيء يبدو حرا في هذا العالم. كل شيء يبدو مبهجا، لذا هو حلم بالتأكيد. مجرد حلم .. الرؤية تختفي مجددا. الظلام ينتشر مثل كل مرة.

"هل يمكنك التوقف عن التحديق بالفراغ؟." نبس دانيال بغضب.

"هل يمكنك التوقف عن التنفس؟." رد تيودور بنفس الغضب.

"يمكنني جعلك تفعل هذا،" التفت دانيال متقدما من الأطول.

بقامتكِ هذه؟ يمكنك أن تتجرأ على المحاولة، إن كنت تمتلك أمنية موتٍ

"أنا أمتلك أمنية موتٍ،" أجاب إليوس بملل، محدقا بالنافذة. قطرات المطر رسمت خطا متقطعا، أنفاس الشتاء الباردة قد لامست الزجاجِ.

" لا، إليوس .. ليس مجددا " تكلم كل منهما بنفس الوقت. كم مرة علينا التحدث عن الموضوع؟ أكمل دانيال وهو يجلس بجانب إليوس، مربتا على كتفه.

"كنت أمزح." أجاب إليوس بهدوء.

"ليس حقا،" رد تيودور.

الكثير من الثرثرة، ماذا اسمع هنا .. فوضى و ثرثرة لكنني لا أرى أي أيادي تتحرك؟ هل هناك شخص يريد أن يطرد؟

"ظننت أن سمعك ضعيف،" نبس دانيال بملل

أستطيع سماع هراءك عن بعد عشرات الأميال ! صرخت المرأة بغضب

توقفي عن الصراخ، ليس الكل أصما مثلك !

عزيزي، إليوس .. هل تشعر بالتعبِ؟ يمكنك أخذ قسط من الراحة إن كان العمل مهلكا .. هل الجو بارد؟ يمكنني إشعال المزيد من الحطبِ. تكلمت المرأة بكل حب، متجاهلة وجود تيودور تماما.

سيدة إليزابيث، هناك زائر جديد. صاح صوت نسائي بدأ عليه الاستعجال من آخر الردهةِ

لاشيء يسير بسلاسة إن لم أكن متواجدة، يجب أن أتابع كل دقائق الأمور عن كثبٍ. عزيزي اليوس، يمكنك إخباري حين احتياجك إلى أي شيء. سأكون في مكتبي.

شكرا لك، رد إليوس بكل هدوء.

"عد إلى عملك أيها المتخاذل،" صاحت وهي ترمق دانيال بنظرات مشمئزةٍ.

تلك الساحرة العجوز، إذا قمت بقتلها لن يحزن على وفاتها أي شخص حتى، لن يحضر جنازتها أحد. الساحرة الشمطاء.

أنا و لوكاس سنحضر، تحدث إليوس وهو يمسح الغبار عن الرفِ.

لوكاس قط، أجاب دانيال . لا يمكننا اعتباره شخصاً، وسأحرص على حبسك داخل غرفتك، لذا أجل .. لا أحد سيهتم بموتها.

تقصد أنه سيكون مشغولا بزيارتك في السجن، لذا لن يكون قادرا على حضور الجنازة.

لنجعلها جنازتين، كلما زاد العدد زاد المرح. تكلم دانيال بنبرة مهددة. موجها كلامه لتيودور.

جنائز،

قبورٌ ..

عشت بين الأموات أكثر منه بين الأحياء، العدد الذي زرت به المقابر يكاد يصبح لا نهائيا. ملمس التربة البارد، دموع السماء المتساقطةُ بعد كل جنازة ذلك الشعور كان مألوفا. الشمس لم تعد دافئة، السماء لم تتلون بالازرق منذ أزل. كل شيء يبدو رماديا باهتا. بين الأبيض و الأسود التدريجات لا تخلو من الكآبةِ.





_____________________



حلقاتُ زُحل؛حيث تعيش القصص. اكتشف الآن