٢.

73 14 0
                                    

عندما تُقبل الشمس جَبين سماء الصُّبح، تعلن بداية جديدةٌ.



قوس مطر على المدى، انقشع السحاب وانتشر الضوء. نهايةٌ سعيدة؟ أم مجرد بداية لرحلة جديدة.?

خصلات بلون الدجى، وعيون بعمق الثرى .. شحوب مثل الثلج والسحابِ. لكن الروح كانت دافئة. حاجز من الأمل منع تعفن الجوهرِ.

ليا .. تعالي إلي هنا، صوت نسائي، صاح على بعد خطوات.

قادمة" أجابت الفتاة وهي تقف، قبل أن تغلق دفترها. محدقة بالمنظر امامها. المطر يتساقط بغزارة دون أي دفئ. لا وجود لقوس المطر همست وهي تحاول الرؤية خلف ذلك الزجاج المطلي بالأسود، الطلاء قد بهت بالاطراف ليتحلل على شكل بقع متناثرة جعلت الرؤية ممكنةً.

هل يمكنكِ أن ترمي ذلك الدفتر اللعين، صاح صوت عميق، نبرة باردة ونظرات يملأها الاستحقار .. توقفي عن التحديق بالفراغ طول اليوم، لدينا الكثير من العمل وأنتِ ..

اتركيها لحالها، ليس هنالك الكثير من العمل حتى. تكلم الصوت بنبرة يملأها الملل يتخلله الكثير من الانزعاج . " ليا؟ هل تناولت فطورك؟ " سألت أوديت.
اجل، أجابت نوفيليا بهدوء وهي تقف محاذاة صديقتها.فرق الطول كان واضحا، اسوداد كليلة شتوية يجاورها لون بندقي لامع تلومني به تلك الخصلات. الفرق كان شاملا.

ملجأ ؟ .. مجرد جدران متهالكة،
عائلة ؟ .. أحيانا يأخذ القدر حقنا
بيت ؟ .. مجرد غرف باردةٍ.

بقي بضع شهور فقط، تمتمت أوديت وهي تغير أغطية السرير. شهور قليلة و يصبحُ كل منهما شخصا بالغا. والآن عليهما البحث عن مكان جديد فهذا الملجأ لم يعد يرحب بهما.

سنكون بخير، همست نوفيليا. لا تدري حقا، هل تحاول إقناع أوديت أم نفسها. لكنها بصدق كانت تدعو أن يكون كل شيء بخير.

مع بداية السنة الجديدة، سيأتي العديد من الأطفال الجدد، الغرف لم تعد كافية. ربما علينا تقديم سن البلوغ ليناسب ما يحدث. تمام ذلك الصوت مجددا، رئيسة الحرم داخل الملجأ.

لا أعتقد أن هذا قانوني ؟. الميزانية مدعومة من الدولة مثل هذه التغيرات ينجم عنه تشكيك في مصداقية الملجأ.

ماذا سنفعل؟ سألت مجددا.

قبل عقدين من الزمن، عندما قررت السيدة سليفيا شراء القصر المنهارِ في شمال المدينة، وصفها الجميع بالمجنونة. وريثة عائلة إيلورد مخبولة ككل أفراد الأسرة هذا ما كانت تهمس به الجدران خلف تلك الأبواب، إنها صفقة خاسرة، مئات قطع الذهب مقابل بيت مسكون، مقابل قاعات لا يزال يسمع فيها أصداء النحيب والبكاء.

لكنها كانت حازمةً، اشباحٌ ، ضحكت ببرود.
وإن يمكن.

لم تكن خائفة، ما لا تعرفه السيدة سيلفيا هو أنه كان عليها أن تشعر بالخوف، ليس من الأشباح.. لكن لسبب آخر.

الغاية كانت إنسانية بحتة ، لكن ذلك لن يغفر لها ما كان ليقع بشكل مقدر.

الهدف من الملجأ كان حماية الأطفال. أليس هذا ما كانت تريده؟. عليها الحفاظ على الأركان ثابتة. إذا اهتزت وهي الأساس سينهار السقف.

سنجد حلا، تنهدت وريثة إيلورد . بقية بضعة أشهر. ستكون كافية. عليها أن تكون كافيةً.





__________________________

حلقاتُ زُحل؛حيث تعيش القصص. اكتشف الآن