في صباح يومٍ مُشمس لشهر يوليو، فتحت عيناها ببطء شديد بعد أن تخللت الإضاءة الساطعة للشمس حجرتها وكانت هي السبب في ذلك فلقد نسيت أن تُغلق الستائر قبل أن تنام كالمعتاد، أغلقت عيناها مرة آخرى وهي تبحث بيدها عن هاتفها أسفل الوسادة وأسفل الغطاء كذلك، وجدته بصعوبة بالغة ليسقط من بين يدها ويصفع جبهتها عن غير عمد لتُطلق سبة بصوتٍ منخفض قبل أن تصيح قائلة:
"مامتي ممكن تعمليلي بيض بالأوطة، علشان أنا متأخرة أوي على الشغل لو سمحتِ." سمعت صوت والدتها وهي تستغفر الله بصوتٍ عالٍ وتدعو الله أن تعقل تلك الفتاة التي أوشكت على إصابتها بذبحة صدرية من فرط الكسل والحماقة.
غادرت سريرها بكسل شديد لتشهق برعب حينما ترى إنعكاسها في المرآة، خصلات شعرها البُنية المُجعدة التي أمتزجت بها خصلات شقراء مصبوغة اتخذت أشكال عشوائية مُخيفة في الواقع كان ينقصها مكنسة كبيرة من الخوص وأنف معقوف وربما طقية كبيرة وتُصبح النموذج المثالي للساحرة الشريرة في الأفلام الأجنبية النموذجية، فركت عيناها بقوة قبل أن تغادر حجرتها لتسير داخل ردهة طويلة نسبيًا لتجد والدتها تقوم بفتح باب الشرفة سامحة للهواء والشمس المُشرقة في تعبئة المنزل.
"صباح الفل يا بُسبُس يا قمر... يووه برضوا يا ماما فتحتي البلكونة؟ قولتلك مية مرة الدبان بيدخل وبيسيب الشقة كلها ويدخلي أنا الأوضة."
"بس أنتِ عاملة دوشة ليه على الصبح؟ مش أنتِ نازلة رايحة شغلك؟ ملكيش دعوة باللي بعمله في البيت وبعدين هو في مُدمزيل مُحترمة تتكلم بصوت عالي كده؟"
"سوري يا ماما، بابا فين بقى؟ نزلي يجري كالعادة مش كده؟"
"اه أنتِ عارفة لازم ساعة رياضة كل يوم، أكيد هتقابليه تحت وأنتِ ماشية." أومئت فيروز قبل أن تجلس لتناول الطعام بسرعة شديدة حتى أوشكت على الإختناق لتنهرها والدتها لكن كالعادة هي لم تستمع لها.
أنهت فيروز طعامها ودلفت إلى حجرتها لترتدي أول زي يُقابلها، بنطال من الجينز المُمزق في مواضع عدة وتي شرت باللون الأبيض يفوق مقاسها أو ما يُطلق عليه ال over size وبالطبع لم تنسى ارتداء عدة سلاسل بألوان مُختلفة مع أسوار باللون ذاته.
قامت بإعادة ضبط خصلات شعرها المموجة تاركًا إياه لتنسدل أعلى كتفها وبعد أن أنهت تلك المرحلة تبقت اللمسات الأخيرة... أو بمعنى آخر مرحلة وضع مساحيق التجميل، وضعت القليل من مُورد الخدود ثم قامت برسم عيناها بواسطة كُحل العيون الأسود ليُبرز لون عيناها الذي جمع بين اللون الأخضر والبني الزاهي أو كما يُطلق عليه 'العسلي'، وبالطبع لم تنسى وضع القليل من مُلمع الشفاة.
ألقت نظرة أخيرة على هيئتها في المرآة، كانت تبدو أقرب إلى فتاة في طريقها للتنزه أو ربما الذهاب إلى الشاطئ لا فتاة في طريقها إلى العمل، على أي حال سحبت حقيبتها ذات اللون الوردي الفاقع 'فوشيا' ونضارة الشمس خاصتها وغادرت حجرتها.
أنت تقرأ
خَمسُونَ خطْوةً لِلاِنتقَام مِنَ الرَّجُل الخَائِن
Romanceوقفت تراقبه من مسافة بعيدة، لقد كان وسيم، جذاب، ثري، لبقَ و... خائن! إنه الضحية المناسبة لتطبيق ما جمعته من سنوات الخبرة والأفلام الأجنبية وبعض الروايات المبتذلة... الآن حان وقت تطبيق الخطوة الأولى من ضمن خمسون خطوة للانتقام من الرجل الخائن! اسْمُ ا...