الفصل الحادي عشر: حَرَّمَ السَّيِّدُ

2K 163 134
                                    

وضع يديه في إحدى جيوبه قبل أن يُخرج بواسطة اليد الآخرى لفافة تبغ وينفث أدخنتها في اتجاه العروسين بينما يُعلق ساخرًا:

"يا مرحب بالعروسين!"

طالعه داوود بطرف عيناه ولم يُعلق بل تجاهل تمامًا كل التعليقات من حولهم وخطى خطوة آخرى نحو عروسه قبل أن يمد يده نحوها، طالعت يده بتوتر لا يخلو من الشك وكأنه يقوم بتقديم خنجر أو نبتة سامة لا يده ليُمسك بخاصتها، أنظار الكل توجهت نحو فيروز فردة فعلها كانت واضحة للغاية هي ترفض تلامسها هي وداوود - ليس لأنه لا يصح قبل عقد القران - لقد كان الأمر مختلف تمامًا بالنسبة إليها، هي ترفض قربها منه، تتردد من أبسط الأشياء حينما يتعلق الأمر به.

رفع داوود أحدى حاجبيه قبل أن يُطالعها بنظرة لا تخلو من التحذير فإن أفسدت تلك الحمقاء تلك الزيجة فستكون نهاية كلاهما، إن استطاعت فيروز إيجاد لعب دور العروس السعيدة لبضع ساعات فقط بضع ساعات قليلة ستكون النجاة من نصيبهم ولن يحدث أي شيء سيء من السيناريوهات التي رسمها داوود داخل عقله لا إراديًا فحينما يشعر بالخطر يبدأ في رسم خطط بديلة كي لا يسقط إلى الهاوية.

"يا داوود ازاي تنسى الدبلة؟ شوف أهو علشان كده فيروز مش راضية تمد إيدها."

تدارك جاسر الموقف بذكاء وفطنة كانت معتاده منه، لقد كانت يد داوود اليُمنى ناحيته واليُسرى ممدوه نحو فيروز لذا كان من اليسير عليه نزع الخاتم من يد داوود ووضعه داخل جيبه دون أن يلاحظ الكل فلقد كانت نظراتهم جميعًا متجهة صوب فيروز، على الفور أستوعب داوود ما فعله صديقه وتحسس جيوبه قبل أن يستطرد قائلًا:

"لا طبعًا مقدرش أنسى الخاتم، أهو لبسته ياستي ممكن تتكرمي عليا وتديني إيدك الكريمة؟"

سألها داوود ببرود ومرح وكأن شيء لم يكن، أخرج صوته فيروز من شرودها والتي لم تستوعب ما حدث قبل قليل بل ولم تكن لتهتم على أي حال، مدت يدها لخاصتها التي جعلت قشعريرة قوية تسري في كامل جسدها، يده دافئة كبيرة قامت بإحتواء خاصتها الصغيرة الباردة كالثلج، عقد داوود حاجبيه من برودة أطرافها قبل أن يسألها:

"التكييف عالي أوي؟ بردانة؟"

"لا." أجابت بإقتضاب وهي تحاول نزع يدها من خاصته لكنه لم يُفلتها، بل ابتسم ابتسامة جانبية صغيرة وهو يقول:

"طيب يلا بينا عال Photo session 'جلسة التصوير' علشان كده هنتأخر أوي." أومئت فيروز وهي تسحب يدها من خاصته متحججة بحملها لثوبها الثقيل، حاول داوود مساعدتها لكنها ابتعدت على الفور ومرة كي لا يتم لفت الإنتباه لهم أقتربت ابنة خالتها 'لينا' لتقوم بتقديم المساعدة لها وإلى جانبها تولين.

توجه الكل نحو الخارج والعروسين نحو المواقع ذات المناظر الطبيعية المُلفتة لإلتقاط الصور، في البداية قام المصور بإلتقاط بضع صور لكل من العروسين على إنفراد، ابتسمت فيروز ابتسامة واسعة حقيقية لم يراها داوود من قبل، على الرغم من الوضع الحالي ومن أي شيء حدث فإن فيروز كانت تشعر بسعادة حقيقية لكونها عروس.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 30 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خَمسُونَ خطْوةً لِلاِنتقَام مِنَ الرَّجُل الخَائِنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن