الفصل الثاني: رِسَالَة مَسْمُومَةٌ

3.8K 369 438
                                    

"كان شكلك زي القمر في اليوم ده بس يا ترى بقى الناس هتقول أيه لما تشوف الصور دي؟"

أخذت تطالع فيروز الصورة بأعين دامعة، تنظر إلى وجهها الظاهر بوضوح في الصورة قبل أن تُخرج لفافة تبغ من حقيبتها وتُشعلها على الفور بعصبية شديدة قبل أن تعاود النظر إلى الصورة، كالعادة كان المُرسل غير معروف وحتى وإن حاولت البحث عن هوية صاحبه لن تصل إلى شيء ولم يكن الأمر يستدعي تقديم شكوى ضده لذا أكتفت بإرسال الآتي دلالة على عدم إكتراثها:

"كان شكلي زي القمر فعلًا، لو مش معاك Data كفاية تبعتها لكل الناس ممكن أبعتها أنا مكانك."

أرسلت الرسالة قبل أن تقوم بحظر الرقم، لقد كانت تعرف جيدًا أن المُرسل لا غرض له سوى إثارة غضبها واستفزازها لقد كانت على ثقة تامة من أنه أو أنها لن يقوم/تقوم بإرسال تلك الصورة إلى أي شخص تعرفه.

في الواقع لم تكن فيروز من نوع الشخصيات التي قد تكترث لمثل هذا النوع من التهديدات الطفولية، حتى وأن حاول ذلك الشخص تشويه صورتها أمام الجميع أو ربما كان غرضه هو جرح مشاعرها والتي هي منعدمة من الأساس.

في الحقيقة كان كل ما يشغلها هو شعور والديها لا أكثر، فهما حجر الأساس في حياتها وأغلى وأعز ما تملك، ألقت بهاتفها بعيدًا قبل أن تقوم بالروتين اليومي للعناية بالبشرة قبل النوم وبمجرد أن انتهت منه بعثت برسالة لدارين تُخبرها بأنها ستنام.

****

في صباح اليوم التالي وداخل أحدى مكاتب شركة المهدي، جلس داوود داخل مكتبه وهو يقوم بمراجعة كومة الملفات التي تم وضعها أمامه، شعر بآلم شديد يفتك في رأسه يرجع إلى فرط التركيز وإلى عدم تناول قدر كافي من الطعام كذلك لذا نظر إلى ساعة يده والتي أشارت إلى الرابعة والنصف، تنهد قبل أن يضغط على ذلك الزر المميز في الهاتف لتأتي كارلا على الفور.

"كارلا لو سمحتِ قولي لجاسر إن أنا خلصت شغل ومحتاج أتحرك دلوقتي شوفيه هيجي معايا ولا هيجي بعربيته." طلب منها بأدب وهدوء بينما يقرأ الملفات الآتي أمامه بعيناه، كانت تصرفه ذلك يثير حنقها فهي ترى أنه من الذوق والأدب أن ينظر إليها حينما يقوم بتوجيه الحديث لها.

"حاضر يا مستر داوود."

غادرت الحجرة ليتنفس ويضع الملف من يده وهو يستند نحو الخلف على الكرسي الدوار والذي أنحني للأسفل مع إنحناءه جسده، بعد دقيقتين طرق جاسر الباب ودخل إلى المكتب وقد بدل ثيابه الرسمية خاصة العمل إلى آخرى غير رسمية 'كاچوال'.

بنطال باللون السمني فضفاض مع 'تي شرت' باللون الأسود قد وضعه داخل البنطال ولم ينسى سلساله الفضي المميز وقد كشف 'التي شرت' خاصته عن ذراعه ليظهر وشم باللون الأسود قد اتخذ شكل نصف جناح لملاك، خصلات شعره السوداء الناعمة التي تم قصها للتو أعادها نحو الخلف أما عن لحيته فقد قام بحلاقتها بالأمس، لقد كان مظهره جذابًا ومع عيناه المسحوبة ونظراته الحادة بدى وكأنه بطل رواية غادر أوراقها للتو. 

خَمسُونَ خطْوةً لِلاِنتقَام مِنَ الرَّجُل الخَائِنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن