"بابي... مامي... أنا موافقة أتجوز داوود."
أردفت فيروز بثبات شديد ونظرات تحدي لا تتماشى مع الدموع التي تجمعت في مقلتيها والتي لم تسمح لها بالنزول، لقد دعست على قلبها حينما تفوهت بتلك الكلمات ولقد قامت بإلغاء مشاعرها تمامًا، تفكيرها مصوب نحو فكرة واحدة وعيناها لم تعد تُبصر سوى شيء واحد... الانتقام!
استقامت والدتها من مقعدها وأقتربت منها لتجذبها في عناقٍ قوي دافئ بينما هربت دمعة من عين فيروز عن غير عمد لتقوم بمسحها على الفور، بعد أن فصلت والدتها العناق فعل والدها المثل بينما تقول والدتها:
"شكرًا يا فيروزة، شكرًا إنك قررتِ تديله فرصة وسمعتِ كلامي المرة دي." ابتسمت فيروز ابتسامة تنم عن ألم شديد عصف بقلبها لكنها لم تنبس ببنت شفة فهي لا تريد تحطيم قلب والدتها الضعيف.
ساد الصمت لبرهة قبل أن يقطعه صوت والد فيروز وهو يُعلن الآتي:
"متقلقيش يا فيروز أنا طلبت من حد يسأل عليه يعني حياته أصله وفصله، سبب طلاقه نعرف أكتر عن عائلته، هي عائلة كبيرة ومعروفة بس محتاج اطمن أكتر أنتِ بنوتي الوحيدة."
"مفيش داعي يا بابي... مفيش داعي تسأل عليه يعني أنا قصدي هو شكله إنسان كويس..." حاولت فيروز إيجاد حجة مقنعة لجعل والدها يتراجع عن طلبه فإن علم حقيقية داوود فمؤكد أنه سيرفض أمر الزيجة بأكمله.
"بس ده مش كفاية في ناس كتير كان شكلها في الأول كويس وبعدين... أنا أسف مش قصدي..."
"عادي يا بابي محصلش حاجة، أنا هسيبكوا بقى تكملوا فطار وهقوم علشان هتأخر عالشغل." قالت فيروز وقبل أن تغادر المكان جاءها سؤال صادم من والدتها وكان الآتي:
"فيروز هي دارين صاحبتك فين؟ بقالك كتير مش بتجيبي سيرتها."
"أنا ودارين مبقيناش صحاب يا مامي." أجابت فيروز عن سؤال والدتها قبل أن تهرول نحو الخارج حتى لا تنهار من البكاء أمام والديها.
دلفت إلى حجرتها وأغلقت الباب من خلفها قبل أن تنهار من البكاء وهي تنظر إلى الصورة الفوتوغرافية التي وضعتها أعلى الكومود والتي كانت صورتهم الأولى معًا.
"أنا أسفة يا دارين... أسفة أوي بس أوعدك إن أنا هجبلك حقك ووقتها هتعرفي إني صحبتك وأختك اللي بتحبك بجد..." غمغمت من وسط دموعها قبل أن تستقيم من مقعدها وتذهب لتبديل ثيابها لكي تذهب إلى العمل.
وصلت فيروز باكرة عن موعدها المعتاد ولقد فعلت لأن مديرها المباشر قام بتحذيرها بسبب تغيبها عن العمل لعدة أيام في الأسبوعين الماضيين كما أنها لم تعد تنجز أعمالها سريعًا وبحرافية كما كانت تفعل فالسابق فما يحدث في المنزل وأمر داوود قد شغل بالها للدرجة التي جعلت عقلها مشوش تمامًا.
أنت تقرأ
خَمسُونَ خطْوةً لِلاِنتقَام مِنَ الرَّجُل الخَائِن
Romanceوقفت تراقبه من مسافة بعيدة، لقد كان وسيم، جذاب، ثري، لبقَ و... خائن! إنه الضحية المناسبة لتطبيق ما جمعته من سنوات الخبرة والأفلام الأجنبية وبعض الروايات المبتذلة... الآن حان وقت تطبيق الخطوة الأولى من ضمن خمسون خطوة للانتقام من الرجل الخائن! اسْمُ ا...