الفصل التاسع: الْجَوْلَة الْأُولَى

1.6K 150 42
                                    

"أنتِ بتعملي أيه هنا الله يخربيتك!"

"داوود... I missed you so much 'لقد اشتقت إليكَ كثيرًا'."

قالت الواقفة أمامه بنبرتها اللعوب المميزة قبل أن تقترب بضع خطوات منه لتحاول عناقه لكنه أبعد يديها عنه على الفور وقد انتفض جسده وكأنه لُدغ من حية، ابتسمت هي بخبث قبل أن تقول:

"شكلي كده مش وحشاك زي ما أنتَ واحشني." تحدثت بحزن مصطنع وهي تلوي شفتها السُفلية، لقد كانت عيناها تلمع لمعة مميزة قادرة على جعل أشد الرجال يسقط صريعًا أسفل قدميها لكن داوود كان قد أعتاد عليها فلم تعد تؤثر به كثيرًا.

"العربي بتاعك أتحسن كتير."

"بتعلم علشانك."

"لا شكرًا مش عايز حد يتعلم علشاني ولو سمحتِ أتفضلي برا من غير مطرود."

"ليه كده يا داوود؟ You have always been a gentleman what happened to you 'لقد كنت دائمًا رجل نبيل، ماذا حدث لكَ'؟!"

"كيارا أرحميني أنا بجد مش ناقص أي مصايب جديدة remember what happened last time 'هل تتذكرين ما حدث في المرة الأخيرة'؟"
سألها داوود بإستياء واضح وكأنه يُلقي اللوم عليها بسبب ما حدث وقبل أن تُجيب هي عن سؤاله أقتحم جاسر المكان وهو يقول الآتي بهلع:

"داوود! أبوك هنا!"

"أبويا؟ أبويا ازاي يعني؟! أعمل أيه فيها دي؟" سأل داوود برعب بينما يُبعد يدها التي وضعتها عنوة على كتفه بإشمئزاز، ابتسم جاسى ابتسامة جانبية خبيثة وهو يغمز بإحدى عينيه قبل أن يسأله الآتي:

"السحلية دي تاني؟ أنتَ مبتحرمش!"

"مش وقتك انجز خدها خبيها في أي داهية وخليها تخرج من الباب بتاع الطوارئ قبل ما بابا يطلع."

"هو أنا كل مرة هداري على مصايبك؟ دي مبقتش عيشة... ولا مرة كان ليا نصيب في العسل." قال جاسر بغضب طفولي وهو يعقد ذراعيه أمام صدره ليُلقي داوود أحد الأكواب البلاستيكية نحوه والذي سقط أرضًا قبل أن يُصيب الهدف، تنهد جاسر تنهيدة طويلة قبل أن يقول الآتي:

"هداري عليك المرة دي وأمري إلى الله بس دي آخر مرة يا داوود علشان بجد أتخنقت من لعب العيال ده! تعالي يا مزة نخرج من هنا."

أومئت الفتاة بإعتراض قبل أن ترافق جاسر نحو الخارج وهي ترمق داوود بتوعد، توقف جاسر بمجرد أن غادروا المكتب قبل أن يجذب ساعدها بقليل من العنف للتأوه بآلم لكنه لم يُخفف من حدة يده بل تجاهل كل ذلك ونظر إلى داخل عيناها بحدة بينما يقول الآتي بجدية غير معهودة فيه:

"لو شوفتك هنا تاني مش هيحصلك كويس، إبعدي عن داوود أحسنلك." كان حديثه صارم، واضح وصريح لكنها عقدت حاجبيها وكانت على وشك أن تدعي عدم فهمها لحديثه لكنه سبقها قبل أن تُعلق مُضيفًا الآتي:

خَمسُونَ خطْوةً لِلاِنتقَام مِنَ الرَّجُل الخَائِنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن