الفصل الرابع: تَهْدِيد وَعِقَاب

3K 321 263
                                    

"باشمهندس داوود؟" أومئ بنعم وقد لمعت عيناه بثقة شديدة بينما يتحسس شفتيه بإهامه لكنه لم يكن يعلم أن ثقته تلك ستتحطم بين ثانية وآخرى حينما تصفعه على وجهه صفعة قوية تركت آثر على وجهه، كاد ثغره أن يلامس الأرض من هول الصدمة قبل أن يستقيم من مقعده والشرار يتطاير من عينيه بينما يضع يده في موضع ضربتها، لا تدري كيف أتتها الجرأة لفعل ذلك لكن كل ما تعرفه هو أن الركض نصف الشجاعة أو بعبارة آخرى:

'الجري نص الجدعنة'

ركضت فيروز إلى خارج المقهى بعد أن تركت مئة جنيهًا على الطاولة ثمن المشروب والكعكة، لحسن الحظ أنها استطاع أن تجذب حقيبتها في طريقها نحو الخارج قبل أن يستوعب هو ما يحدث ليتبعها.

كانت فيروز سريعة البديهة وقد توقعت أنه بكل تأكيد سيركض بسرعة مضاعفة عنها لذا كانت ذكية كفاية للإختباء وسط السيارات جاثية على ركبتيها، لكن سرعان ما سمعت نبرة صوته الرجولية ذات البحة المميزة وهو يتحدث إلى أحدهم قائلًا:

"في بنت لسه خارجة دلوقتي من الكافية لابسة ألوان عجيبة كده ملغبطة وشعرها كيرلي وطويل تقلبوا المكان كله عليها لحد ما تجيبوها!" كانت نبرته هادئة على عكس ما توقعت لكن ذلك زاد من توترها، ذلك المجنون يبحث عنها، إنها في عداد الموتى بلا شك!

انتظرت لدقيقة كاملة تقريبًا قبل أن تتجول بنظرها في المكان لتتأكد من رحيله، استقامت من جلستها القُرفصاء المُريبة تلك وقبل أن تلوذ بالفرار شعرت بأحدهم يجذبها بقوة من حقيبة ظهرها بينما يسألها الآتي وهو مازل ممسكًا بحقيبتها:

"أنا عايز أعرف بقى أيه الهبل وقلة الأدب اللي أنتِ عملتيها جوا دي؟!"

"بسم الله الرحمن الرحيم! أنتَ جيت أمتى؟" سألت بفزع وهي تحاول التفكير في خطة للهرب لكنه قبضته كانت محكمة، زفر بضيق قبل أن يقول بحنق:

"بت أنتِ بقولك أيه خلصيني أنا معنديش وقت أضيعه مع أمثالك!"

"أيه ده... أيه ده؟! أنتَ بتتكلم كده ليه يا بني آدم أنتَ؟ فاكر نفسك مين؟"

"هو أنتِ بجد ضربتيني بالقلم وخليتيني في نص هدومي قدام الناس ومُعترضة أني بهزقك؟ أحمدي ربنا إن أنا عندي مبادئ ومش بحب أمد أيدي على حد وخاصة بنت، مش أنتِ بنت ولا متنكرة ولا حاكيتك أيه؟" صاح داوود موبخًا إياها وكان الشرار يتطاير من عيناه، أتسعت أعين فيروز وهي تقول الآتي مُعقبة على حديثه:

خَمسُونَ خطْوةً لِلاِنتقَام مِنَ الرَّجُل الخَائِنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن