كان داوود يحمل في يده باقة من زهور الأوركيد الجذابة اللطيفة والتي لا تتماشى بتاتًا مع تعبيرات وجهه الصارمة المكفهرة وكأنه قد جاء إلى هذا المكان 'تحت تهديد السلاح' كما يقولون، ابتسم جاسر ابتسامة واسعة قبل أن يقول بمرح شديد:
"مساء الخير يا طنط مُشيرة وحشتيني." على الفور جذبت كلا الشابين بين أحضانها وإن كانت قد ضمت داوود بقوة أكبر لكنه لم يُبادلها العناق على عكس جاسر الذي تشبث بثيابها كطفلٍ صغير.
"وحشتوني أوي يا حبايبي، تعالوا أتفضلوا تحبوا نقعد جوا ولا في الجنينة؟" سألت بحماس شديد بأعين لامعة فهي لا تكاد تُصدق أن جاسر استطاع إقناع داوود بالقدوم إلى هنا بعد هذا الغياب الذي طال للدرجة التي جعلتها لا تذكر متى آخر مرة زارها فيها داوود لكنها تذكر جيدًا المرة الأخيرة التي زارته هي فيها وكان ذلك في عيد ميلاد ابنه الأول.
"نقعد في أي حتة مش فارقة معايا." أجاب داوود بلا مبالاة وهو يتأمل المنزل من حوله، منزل على الطراز العصري لطالما كان يُخبره والده أن والدته تختلف عنه كليًا حتى في أبسط الأشياء فمنزل والده كان طرازه كلاسيكيًا قيم بينما خاصة والدته كما يطلقون عليه Modern 'عصري'.
دعس جاسر على قدم داوود لسخافة نبرته ليرمقه الأخير بحدة وكاد أن يوبخه لولا أن قاطعت شجارهم الطفولي السيدة مُشيرة وهي توجه حديثها إلى جاسر قائلة الآتي بإستنكار شديد:
"يعني أنتَ عارف إن أنا بحبك تقولي يا مُشيرة من غير ألقاب في العادة يعني، ويوم ما تحط لقب تحط لقب غلط؟ طنط مين؟ أنا خالتك يا حبيبي."
"أصل خالتو دي غريبة أوي تحسي طنط أسهل عالعموم اللي تشوفيه يا مشمشة يا قمر أنتِ." مازحها جاسر وهو يُقبل رأسها ليُضيق داوود عيناه بإشمئزاز قبل أن يتمتم من بين أسنانه قائلًا:
"حاجة في منتهي ال Cringe 'شيء يسبب الشعور بالضيق أو الإشمئزاز' بجد."
"على فكرة حماتكوا بتحبكوا الغداء خلاص بيجهز، النهاردة طبخت محشي بكل أنواعه ومعاه ديك رومي ومكرونة بشاميل." أعلنت مُشيرة بحماس شديد ليرفع داوود أحدى حاجبيه بإعتراض واضح، لقد كان ذلك طعامه المُفضل وبكل تأكيد والدته تعرف ذلك جيدًا لكن من أين علمت بقدومهم لكي تقوم بإعداد كل هذا الطعام؟! حمحم جاسر بتوتر على الفور حينما طالعه داوود بحنق واضح.
"حماته بتحبه أيه بس؟ ده الست بقالها شهر قاعدة بتحسبن فيه." همس جاسر من بين أسنانه ساخرًا مُتحدثًا إلى نفسه قبل أن يسأل داوود بضيق:
"هو جاسر كان مبلغك إن أحنا جايين مش كده؟"
"داوود حبيب ماما مشكلتك الوحيدة إنك فاكر إنك الوحيد اللي بيعرف يخطط ويخلي الأمور تمشي على مزاجه، شكلك كده ناسي إنك وارث الموضوع ده مني أنا."
أنت تقرأ
خَمسُونَ خطْوةً لِلاِنتقَام مِنَ الرَّجُل الخَائِن
Romanceوقفت تراقبه من مسافة بعيدة، لقد كان وسيم، جذاب، ثري، لبقَ و... خائن! إنه الضحية المناسبة لتطبيق ما جمعته من سنوات الخبرة والأفلام الأجنبية وبعض الروايات المبتذلة... الآن حان وقت تطبيق الخطوة الأولى من ضمن خمسون خطوة للانتقام من الرجل الخائن! اسْمُ ا...