بعد مرور بضع أيام منذ زيارة داوود ووالده كان قد تحدد موعد لذهاب فيروز وأسرتها لرؤية ذلك المنزل الذي ستتخذ منه سكنًا هي وزوجها بصورة مؤقتة لحين الإنتهاء من تجهيزات منزلهم الخاص، مر داوود إلى مقر عمل فيروز وانتظرها داخل سيارته بطلبًا منها فهي لن تحتمل أن تراها أحدى زميلاتها وتُسمعها تعليقات ستحطم ما تبقى من كرامتها وكبريائها.
"أهلًا، متأخرة خمس دقائق بس مش مشكلة أستناكي العمر كله عادي." ألقى داوود التحية عليها وحاول ممازحتها لكنها لم ترد على أيًا ما قاله، جلست في الأمام بجانبه ووضعت حزام الأمان وانتظرت أن يتحرك لكنه لم يفعل لتُشير إليه بيدها بأن ينطلق.
"طب هو أنتِ اتخرستي كده ولا واكلة سد الحنك ولا مالك أنا مش فاهم؟"
"بص يا داوود، أظن باين أوي إني متكدرة بسبب الزيارة دي وجاية غصب عني، ودماغي هتتفرتك من كتر الصداع فياريت تتحرك وتخلصني."
"تشربي قهوة؟" كادت أن ترفض عرضه بسخافة لكنه سبقها وهو يمنحها كوب قهوة ساخن نسبيًا إبتاعه من المقهى المفضل لها.
"على فكرة كنت بقولك إنك اتأخرتي علشان القهوة كانت هتبرد مش علشان قاعد مستني."
"هو أنتَ ليه بتعمل كده؟"
"بعمل أيه مش فاهم؟"
"متستهبلش يا داوود... أنتَ بتحاول تحببني فيك، بتعرف الحاجات اللي بحبها وبتعملها، بتيجي لحد شغلي وتاخدني توصلني معاك مع إني معايا عربية عادي كان ممكن تبعتلي اللوكيشن وخلصنا."
"علشان أنتِ خطيبتي مثلًا؟ أيًا كانت الظروف وأيًا كانت أهداف كل واحد فينا في النهاية أحنا اتنين داخلين على جواز وأنا مش حابب تبقى في مسافة كبيرة بينا وحاجز نفسي يعني." وضح داوود وجهة نظره ولقد كان حديثه منطقيًا لطيفًا في ظروفًا آخرى لكن في هذا الوضع هي لم تستطع تصديق أي كلمة قد نطق بها حتى وإن كان هناك جزء ضئيل بداخلها يود أن يفعل.
"المهم إن أنا جاي النهاردة علشان أخدك زيارة في القصر زي ما اتفقنا علشان تشوفي المكان اللي هنسكن فيه بشكل مؤقت طبعًا وكمان علشان لو حابة نعمل فرحنا هناك في الجنينة مفيش مشكلة المساحة كبيرة."
"هو أحنا هنعمل فرح؟" سألت فيروز بإندهاش شديد فلقد ظنت أنه لا أحد سيهتم بتجهيز حفل زفاف من أجل كونها مطلقة وكونه مطلق هو أيضًا لكن على ما يبدو أن تلك لم تكن الخطة.
"أكيد طبعًا، هعملك فرح كبير وهنعزم الناس كلها فيه أنا مش عارف أنتِ عملتي فرح ولا لا بس بعد ما شوفت نظرة عينك دي حتى لو مكنتش ناوي أعمل فرح هصمم إننا نعمله."
لمس حديثه جزء من قلبها رغمًا عنها وشعرت لثانية بأنه حقًا يهتم، نمت ابتسامة صغيرة على ثغرها ودمعت عيناها لكنها سرعان ما أستردت تركيزها وأدركت من يكون والموقف بأكمله لذا تلاشت ابتسامتها على الفور وضمت حاجبيها بإعتراض واضح لم يفهم هو سببه.
أنت تقرأ
خَمسُونَ خطْوةً لِلاِنتقَام مِنَ الرَّجُل الخَائِن
Romanceوقفت تراقبه من مسافة بعيدة، لقد كان وسيم، جذاب، ثري، لبقَ و... خائن! إنه الضحية المناسبة لتطبيق ما جمعته من سنوات الخبرة والأفلام الأجنبية وبعض الروايات المبتذلة... الآن حان وقت تطبيق الخطوة الأولى من ضمن خمسون خطوة للانتقام من الرجل الخائن! اسْمُ ا...