الفصل السابع والعشرون

299 16 1
                                    


( الوادي /  قبل عدة ساعات  )

دخل ليث الى غرفته بعد عودته من العمل ليُنعش نفسه ويبدل ملابسه استعدادًا لعقد قرآن ابنة الحاج صادق الذي كانت تجمعه علاقة وثيقة بوالده رحمه الله فوجد ليالي تقف أمام المرآة بوجه مقلوب وتبدو كأنها على وشك الانفجار في البكاء وهي تحارب لإغلاق سحاب ثوب عسلي لامع بينما بطنها تحول دون ذلك .. !

تابع ليث معافرتها مع السحاب لعدة لحظات حتى انتبهت له فانفرجت ملامحها وكأنه قد أتى كنجدة من السماء ثم قالت بصوت محرج :

" السحاب لا ينغلق "

تحرك ليث نحوها وقد فهم ما تريد منه ورغم إدراكه لاستحالة انغلاق سحاب الثوب بسبب بطنها وزيادة وزنها بعد الحمل إلا أنه وجد نفسه ينساق إلى ما تريده منه بطيب خاطر فوقف ورائها ثم أمسك بخصلاتها السوداء وجمعها على كتفها متجاهلًا ذلك الشعور الذي داهمه فور أن استشعرت أنامله نعومة خصلاتها ليحاول مع السحاب بشكل ظاهري بينما ليالي تتمتم بلهفة حذرة :

" ببطء حتى لا ينقطع "

كتم ليث ابتسامته ثم أجابها محاولًا الحفاظ على ملامحه جادة قدر الإمكان ورائحة عطرها الخفيف تعبث باتزانه :

" السحاب ليس عالق يا ليالي بل إن وزنـ...... "

قاطعته برجاء مضحك :

" بالله عليك لا تكملها "

رفع رأسه فتقابلت نظراتهما في المرآة للحظة قبل أن تستطرد ليالي بثرثرة جديدة عليها :

" لقد وقعت في غرام هذا الثوب منذ أول مرة رأيته فيها وظللت انتظر قدوم أي مناسبة لأرتديه ، يا الله لا تتخيل كم كنت ابدو رائعة فيه حينما قمت بقياسه للمرة الأولى قبل الشراء "

عبس ليث حين انتبه لما تقوله ثم غمغم :

" مع الاعتذار لأحلام اليقظة خاصتك .. حتى لو انغلق السحاب أنتِ لن ترتدينه إلا اسفل عباءة تخفيه بالكامل أليس كذلك ؟!! .. فأنتِ بالتأكيد لم تفقدي عقلك بعد لتظني أنني سأتركك تتجولين هكذا "

نظرت له ليالي بصدمة في انعكاس المرآة فبادلها ليث النظرات  بجمود وحين تأكد من ظنه همهم بتعجب حقيقي بعد أن ترك سحاب الثوب في منتصفه :

" هل تمزحين ؟!! .. من اين خطرت لكِ فكرة أنني سأسمح لكِ بارتداء ما يفصل جسدك بهذه الطريقة ؟!! "

تورد وجه ليالي واضطربت نظراتها ثم تمتمت بخفوت حرج :

" ليس ضيقًا لهذه الدرجة كما أنني كنت سأرتدي شالًا فوقه "

ضحك ليث بعصبية ثم ردد ورائها :

" شال ! .. وليس ضيقًا لهذه الدرجة أيضًا ! "

ولما تلاقينا .. الجزء الثالث من سلسلة قلوب تحت المجهر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن