عاد باكرًا ..للمرة الأولى يفعلها .. ولأجلها فقط !
لا يدري ما أصابه ..
شعور مبهم يسحبه إليها وهو لم يعد بقادر على مجابهته
شعور أقرب للسحر ألقى غلالته عليه فجذبه جذبًا إلى هنا
إلى بيته .. حيث عتبتها !
وهو أعلن خضوعه لسطوة ما يتملكه
رغم غرابته ، رغم استحالته .. ورغم جنونه !
للحظة تساءل .. وماذا عن صاحبة الخفقة الأولى ؟!!
فداء ..
أكانت وهمًا أم صورة جميلة تمنى القرب منها ؟!
والإجابة تجلت في كلمتين .. كانت حُلمًا !
حلمًا لم يكتمل واستيقظ منه
حلمًا كره واقعه لأجله ..
حلمًا جميلًا طاهرًا لكنه استيقظ منه وبدأ يبهت مع مرور الوقت
أما ( صاحبة الواقع ) فهي من نُقشت على صلابة أرضه
هي من خبأها وراء ظهره حين اشتدت عليهم الأيام رغم كل الموانع بينهما .. !
وهي من عاد إليها الآن لأجل أن يخبرها أنه آمن أن لا مفر منها إلا بين ذراعيها
" ليث "
تناديه والدته فيغمغم دون تركيز وهو يكمل طريقه نحو هدفه :
" فيما بعد يا أماه "
ثم يصل أخيرًا إلى غايته ( عتبتها ) ..
يفتح الباب بعنف ما يختلج بصدره لكن ما رآه جعل صدره ينقبض !
" ماذا تفعلين ؟!! "
يسألها دون حاجة لسؤال ..
" ماذا حدث ؟؟! .. لما تجمعين ثيابك ؟!! "
أخافت قربه في الصباح ؟!!
لا ، مستحيل .. لقد لوحت له بقرب أكثر !
لم تجيب ولم تتوقف عن جمع ملابسها ودموعها تنزل مدرارًا على وجنتيها فيمسك ليث بمرفقها وصوته يخرج خشنًا ، غاضبًا منها ولها :
" أنا اتحدث معك ، لما تجمعين ثيابك ؟!! "
جذبت مرفقها منه وهدرت بصوت جريح :
" أخلي لك المكان "
قطب ليث بعدم فهم تجلى في سؤاله :
" ماذا تقصدين ؟!! "
تزداد حدة بكائها وتهمهم لنفسها بصوت وصل له وهي تلقي ثيابها داخل الحقيبة بسخط وانفعال :
أنت تقرأ
ولما تلاقينا .. الجزء الثالث من سلسلة قلوب تحت المجهر
Storie d'amoreسقطت ولم انسكب .. اشتعلت ولم انفجر .. ظهرت بي الشروخ ولم اتهشم.