" Welcome back Silver "
( عودة حميدة فضة )
انتفضت للوراء وكأنها صُعقت ثم اقتربت من جديد وألصقت اذنها بالخشب ترهف السمع ، لا تصدق أن جنونه قد يصل به إلى اقتحام منزلها وشقيقها داخله .. !
" هل اخبرك سرًا ؟!! "
وبنطقه لهذا السؤال تحديدًا أيقنت فضة أن وجوده وراء شباك غرفتها حقيقة واقعة لا تقبل بجدال فلطمت وجنتيها وهتفت من بين اسنانها برعب غاضب :
" خرب بيتك .. من اين ظهرت لي الآن ؟!! "
وصلها صوت ضحكته المكتومة فأدركت أن صوتها وصل إليه خاصةً حينما جاءها صوته اقرب من قبل وكأنه التصق في الشباك بدوره :
" خرجت من دائرة افكارك سيلفر "
" اذهب من هنا "
همست بها فضة بصوت متشنج لتتسع عيناها بصدمة حين شعرت به يجلس أسفل النافذة براحة تامة فيما يتمتم بصوت متلاعب :
" أخبريني أولاً .. ما هو شعورك بعد اول عملية قتل لكِ ؟!! "
ارتجفت فضة حينما ذكر هذا الأمر ليتبع هو بإعجاب حقيقي :
" عليّ أن أعترف انكِ كنتِ مبهرة ... لم تهتزي ولو للحظة واحدة ، لم يرجف كفك ولم ترمش عيناكِ حتى "
ابتلعت فضة ريقها بتوتر داهمها قبل أن تجبر نفسها على الصمود فتشد جسدها بصلابة وتغمغم من جديد بصوت خافت لكنه حاد :
" ماذا تريد يا آل ؟! .. أخبرني ماذا تريد وارحل على الفور "
تنهد آل بصوت مسموع ثم قال بعد لحظات بنبرة لا مبالية :
" لا شيء ، اردت فقط التأكد من أن شعور الذنب العقيم لم يزورك "
لتتحول نبرته لأخرى وحشية وهو يستطرد :
" اياكِ سيلفر .. اياكِ أن تسمحي لشبحه بغزو روحك مجددًا ، وإياكِ أن تشعري ولو للحظة أن قتله ذنب .. فالحيوانات المسعورة نهايتها الموت "
لم تشعر فضة بنفسها وهي تجلس مثله ، تسند ظهرها على الحائط ، تنصت إلى صوته الهادئ ظاهريًا بينما بركان الغضب يسكنه :
" هل اخبرتكِ يومًا عن سيدرا ؟!! "
ظلت فضة على صمتها ليكمل هو دون اهتمام :
" إنها اختي ... ابنة زاهر من امرأة فرنسية لا اذكر شكلها كثيرًا لكنني وللمفارقة لا انسى ملامح سيدرا رغم شبهها الشديد بوالدتها "
تنهد من جديد ثم همس بخفوت وكأنه يُخرج هذا السر غصبًا من عمق روحه :
" كانت جميلة كنسمة دافئة وسط ثلج الشتاء ، هي الوحيدة التي سمحت لها باختراق حدودي التي فرضتها على نفسي قبل الجميع .. كانت كالفراشة تتطاير حولي وتتراقص فتجبرني على مراقبتها دون ملل "
أنت تقرأ
ولما تلاقينا .. الجزء الثالث من سلسلة قلوب تحت المجهر
Romantizmسقطت ولم انسكب .. اشتعلت ولم انفجر .. ظهرت بي الشروخ ولم اتهشم.