الفصل الرابع

392 20 1
                                    

نزل إمام من سيارته يتبعه آدم لتتوقف بعدهم السيارة التي تحمل عبدالحميد وولديه وعهد تليها سيارة جاسم ووصال وناهد وأخرى تحمل عمه وابنه
وما أن لمح ادم والدته تنزل من السيارة حتى ركضت عيناه عليها وهو شبه موقن مما سيرى .. !
وبالفعل نظرة صدمة تبعتها أخرى مزدرية لتنظر إلى ولدها الذي كان بانتظارها وعلى وجهه كل علامات التحذير من أن تفعل أي شيء قد تهين به صفية وعائلتها
ربت إمام على ذراع ولده ينبهه ليتحركوا جميعًا نحو المنزل الذي خرج أصحابه لاستقبالهم بحفاوة بينما تطلق السيدة ازهار والدة العروس الزغاريد بلا توقف
رمقتهم ناهد من بين اهدابها باستحقار حاولت جاهدة اخفاءه بعد تحذير ابنها المبطن ..
فهي لم تستعيد علاقتها معه بشكل جيد بعد وليست على استعداد لخسارته من جديد لكن .......
" يا اهلًا بالغالية والدة الغالي "
رمشت ناهد بصدمة حينما سحبتها ازهار والدة صفية إلى حضنها تقبلها عدة قبلات على كل وجنة بعفوية شديدة ولا كأن هذه المرة الأولى التي تراها فيها فقطبت ناهد بضيق مكتوم وابتسمت ابتسامة صفراء دون رد
دخلوا جميعًا إلى البيت البسيط المكون من طابقين ليطبق آدم فكيه بغضب حينما لم تحتمل والدته أكثر وانقلبت ملامحها فلونها الاستحقار بوضوح وهي تدقق في الأثاث البسيط والمفروشات بنظرة غير راضية جعلته يسب نفسه لأنه أنصت إلى توسلاتها واحضرها معهم على الرغم من رفض والده الذي وكالعادة كان له نظرة مستقبلية للأمر وتوقع ما بدأ يحدث أمامهم
انفصلت جلسة الرجال عن جلسة النساء فدعى ادم ربه أن يهدي أمه الليلة ولا تحرجه مع عائلة عروسه ثم ألقى نظرة إلى والده الذي بادله النظرة بقلة حيلة وكأنه يشاركه أفكاره ويشعر بالقلق هو الآخر .

________

" انرتِ بيتنا المتواضع يا حجه ام آدم "
غمغمت بها ازهار بنبرة ودودة متجاهلة نظرات ناهد غير اللائقة لكن الاخرى لم تكن منتبهة لها فلكزتها وصال بخفة تنبهها لمحدثتها بحرج فغمغمت ناهد بابتسامة صفراء :
" شكرًا لك "
لتستطرد بصوت خفيض لكنه ولسوء الحظ وصل لمسامع ازهار :
" بيتكم متواضع بالفعل "
أطلقت ازهار شهقة حانقة ثم لوت شفتيها وقالت بحاجب مرتفع وسط احراج البقية :
" من تواضع لله رفعه يا حجه ام آدم "
امتقع وجه ناهد بحرج لتتولى عهد الرد عليها قائلة برقة وهي تحاول إصلاح ما أفسدته والدتها بأول ثانيتين :
" ونعم بالله يا سيدتي .. المنزل لطيف للغاية "
كادت المرأة أن ترد عليها فتتدخل وصال بدورها قائلة بنبرة زائفة المرح وهي تمسك بإحدى المفارش :
" هل أنتِ من صنعتِ هذا المفرش يا حجة ؟!! "
نظرت لهن ازهار بصبر ثم قالت بزهو طفولي وهي تنظر لناهد بطرف عينها :
" بلى .. قمت بحياكتهم جميعًا بأفخر انواع الخيوط "
لتستطرد بمكر وخبث وهي تتطلع في عيني ناهد :
" المرأة الحقيقية يجب أن تترك لمستها في كل شبر في بيتها حتى لا يستطيع زوجها أو أبناءها الاستغناء عنها "
( رحم الله جبهتك يا عمتي )
ألقتها وصال سرًا بتفكه وهي ترى وجه عمتها الممتقع بينما تورد وجه عهد بحرج شديد لتتدخل مرة أخرى تسأل بصوت مكتوم :
" ألن نرى صفية ؟!! "
و مرة أخرى نظرت أزهار إلى ناهد ثم ردت بتفاخر :
" ابنتي الدكتورة صفية ستأتي في الحال ، مؤكد بدأت بتوزيع المشروبات على الرجال وستأتي الآن ، فهي ليست مدللة وتحب أن تفعل كل شيء بيديها وتكرم ضيوفها "
ردت عليها وصال مبتسمة بلباقة :
" واضح انها اخذت هذا الطبع منك يا حجة "
" ادعيني خالتي يا حلوة "
ضحكت لها وصال بخفة ثم ردت :
" هذا شرف لي يا خالة "
ضحكت أزهار برضا ثم قالت بطيبة :
" لقد دخلتي قلبي يا ابنتي .. أخبريني هل أنتِ اخت ادم ؟!! "
ضحكت وصال من جديد ثم أشارت نحو عهد وغمغمت بمرح :
" لا ، هذه هي أخته وانا ابنة خالهما "
نظرت أزهار إلى عهد الصامتة ثم ولت انتباهها لوصال من جديد وهي تغمغم ضاحكة :
" والله لولا رؤيتي لمحبس الزواج الذي بإصبعك لما تركتك اليوم إلا وأنتِ مخطوبة لولدي سعد "
ابتسمت لها وصال بمجاملة دون رد بينما استغفرت ناهد في سرها وهي تعد الدقائق حتى تنفرد بولدها الاحمق الذي وقع مع مثل هؤلاء الحثالة
اما أزهار فاستأذنت منهن ونهضت تاركةً إياهن مع اختها وبناتها ثم تحركت نحو المطبخ لتتابع مع ابنتها التحضيرات وهي تدعو الله أن يسيطر بركات أخيها على الوضع في مجلس الرجال ويربط ابنها الأحمق لسانه فلا يخرب زيجة أخته هذه المرة .

ولما تلاقينا .. الجزء الثالث من سلسلة قلوب تحت المجهر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن