--صداعٌ ينخرُ رأسِي بلا رحمةٍ جعلني أغلِقُ كتَابِي،
هويتُ بجسدِي الذي تفشَّت به الرعشةُ فوقَ مكتبِي أنثرُ أنفاسِي المتأجِّجةُ، أعتقدُ أننِي مصابٌ بالحمَّىٰ.منذُ الصباحِ وأنا أشعرُ برغبةٍ في فعلِ اللّاشئ، وكأنَّما جسدِي ضريرٌ لا يقوَ على حملِي، لقد كُنت بخيرٍ رفقةَ رأس البرتقالةِ بالأمس، هل غزتنِي الحُمَّى ليلًا؟، ربمَا لأنني أغرقتُ جسدِي بالماء البارد قرابةَ الفجرِ، حتى أجتثَّ اليقظةَ من داخلي وأزرعَ الوسنَ بدلًا.
هذا ليسَ سببًا مُرضِيًا لأغلقَ المكتبةَ على كلٍّ.
فُتِحَ البابُ وولجَ زائرٌ، وقد أدركتُ هويَّته دون الحاجة لرفعِ رأسي عن المكتبِ.
لكنِّي صلَبتُ جذعِي جيِّدًا، أبصِره وهو يتجِّه صوبَ طاولتهِ يعتريهِ الصمتُ كما العادة، ليسَ وكأنه من أطعمني المثلجاتِ متبسمًا حدَّ انغلاقِ أجفانه بالأمس.
أقسمُ لم أرغَب بإزعاجهِ، ولم تكُن نيَّتي تقتضِي التحديقَ بهِ كما لو أننِي قاتلٌ متسلسلٌ يتربَّصُ بفريستهِ الأشهَى على الإطلاق؛ فلماذا نهضتُ من موضعِي صوبهُ أطبعُ خطواتِي بتناسقٌ إلى مقعدِه؟
لا أملِكُ أدنَى إجابةٍ.انقبضَ خافقِي وانعقدَ حاجبَاي، مِن قربٍ ها أنا اتفتَّلُ بأبصارِي بأرجاءِ وجههِ المتورِّم المزيَّنِ ببُقعٍ أرجوانيةٍ، وضمادةٌ تسدُّ باستماتةٍ الدِّماء التي تتقطَّرُ من جبينهِ، وكذا مثيلتهَا حول كفِّه الأيسرِ ومعصمهِ الذي يخفيهِ كمُّ القميص.
يدِي امتدَّت في رفقٍ تتلمَّسُ ذلك الجرحَ بجانبِ شفتيهِ، وقد كانت علَى وشكِ التقدُّمِ نحو جرحِ حاجبهِ الدَّامي لولّا أن يمناهُ دفعتها ساخطةً.
هل خاضَ شجارًا ما؟
لقد تركني وذهب بالأمس بعد أن أنهى مثلجاتهِ،
هل التقى بأحدٍ ما بعد ذلكَ وعنَّفهُ بهذا الشكلِ المُريعِ؟بدى مُرهقًا للغاية، يتنفَّسُ لأنَّ ما من أمرٍ آخر لفعلهِ غير ذلكَ، أو ربَّما هو لم يشأ التقاط أنفاسهِ حتَّى.
أرجَعتُ ظهرِي للمقعد، كتَّفتُ ذراعيَّ واعترَت الصرامة معالمِي، ونبرِيَ القاطِع تخلَّل أجواء الصمتِ الصاخبِ:
«ماذا حدَث؟»
لم يجبنِي؛ بل أنَّهُ لم يكفَّ عن تحريكِ قلمهِ الفضِّيِّ بين أناملهِ ذاتًا، وكأنَّه أصمّ.
زفرتُ أنفاسِيَ بهدوءٍ، وما لبثتُ أستقيمُ تاركًا إياهُ بمفردهِ، طبعتُ خطايَ تجاه الحمامِ وعدتُّ سريعًا أحملُ علبةً صغيرةً، علبة إسعافاتٍ أوَّلية احتفظتُ بها هناك دومًا.
أنت تقرأ
حرِّرنِي، يُ.مِ.
Fanfiction«أكون لكَ الدّبران فتكون لي الثريّا؟» - يونغي مين. - جيمين بارك. - شُرِّعت بالأول من الشهر السابع، للعام الثالث والعشرين بعد الألفين. - قيد الكتابة.