-- السّرد على لسان جيمين.
-
أنيابُ الشرَّاهةِ تمزِّق أطرافي وكأنني حبَّةُ خوخٍ فاسدةٍ وقعَت أمامَ مُعدمٍ فما كانَ لهُ من الزَّاد إلَّاها.
دقَّت صوامِع جوفي منذرةً بقربِ هلاكٍ مُحتم، وكنتُ قد نويتُ الإذعانَ لضرباتِ الأجراس العالياتِ لولَا أن لاحَ طيفُه المليحُ لمرآي.
وكأنَّما انقشَع ضبابي الداكِنُ وبتُّ أشرِقُ بالسَّنا، وضربةٌ من زرقةِ الفرشاةِ نثرَت دفءَ فيضِها على صحارِيَّ فأزهرَ الحُبُّ بها وتفاقَمَ مغريًّا ناضجًا..
كسلاسةِ معزوفة حُبٍّ رقيقةٍ تخترقُ قلبي الأجوَف تنبثِقُ بسمتي، ورغمًا عن علوٍّ صوت الأجراسِ أُمسِي أصمًّا لا أستمعُ إلّا لأنفاسِه وأحرفه، ولا أبصِر سوى هيئتهِ، وكأنَّما تمثَّل الوطَن بهِ فلم أبتغِي الهربَ أبدًا.
لكنَّ الوطَن أحيانًا ما تغزوهُ الحرُّوب فتسدَّ كلَّ المخارِج سوى باب الهروب، أهربُ صائنًا نقاء روحِهِ عن دناسةِ نفسي، أحمِي حدائقها الغنّاء من لهيبِ قنابلي، وألوذُ إلى جبلٍ لا يعصِمُ ولا يحمِي ظنًّا منِّي بأنني قد نجوتُ من أمواجِهِ الساكنة وما أنا سوى مشرَّدٍ بلا مأوى.
كيف للمأوَى أن يثقلَ قلبي بالرهبةِ من البقاء بهِ؟
إنها ليست برهبةٍ منهُ، بل ذُعرًا عليهِ، وخوفًا من مستقبلٍ ضبابيٍّ مُخدَّشِ المعالمِ.إلهي، لقد نظرَ إليّ، وقعت أجرامهُ البرَّاقةُ على مآقيَّ التي تدعي اللامبالاة، وأنا واثقٌ بأنَّ ارتجافها الأبله قد أردَى بتكهنَّاتي الباطلةِ عن كوني لا أوليهِ اهتمامًا عرضَ الحائط.
لماذا..
لماذا يبتسمُ نحوي بهذه الطريقةِ، لماذا نظرتهُ إليَّ مجرَّدةُ من الأشواكِ ومترَّعةُ بالصبوةِ والحنوّ، ولماذا أنا ما زلت لم أقطَع هذا التواصل البصريَّ المُهلِك!
إنه الأسوء، يتعمَّد وضعي بمواقفٍ تتجلَّى بها سيطرتهُ على زمام جناني، وما ذنبي أنَّ النظر إلى محياه يسلبني لبي، وسوادِي وأنفاسي، ولا يبقى لي سوى الرغبةِ البليغة بالعناق.
لن أحادثه، قررت، سأتجاهله حتمًا هذه المرة.
«هيَّا لنساعد أمي في إعداد المائدة.»
سحقًا.
لماذا تمسِك بيدِي، ألا تبصِرُ كونها ملطّخةٌ بحُمرةٍ عفِنةٍ مقززةَ؟ بل لماذا تقترب مني، ولمَ أناملكَ الطويلةُ لا تكفُّ عن مداعبةِ خصلاتِي؟ أولستَ بمدركٍ لمدى بشاعتِي؟

أنت تقرأ
حرِّرنِي، يُ.مِ.
Fanfiction«أكون لكَ الدّبران فتكون لي الثريّا؟» - يونغي مين. - جيمين بارك. - شُرِّعت بالأول من الشهر السابع، للعام الثالث والعشرين بعد الألفين. - قيد الكتابة.