-تحمحَمتُ بخفوتٍ علِّي ألفتَ نظرهُ، تسلَّلت عيوني تهبطُ عليه مع الحفاظ على ملامحِي المُبهمة المعتادة، ثمّ دون تضييعِ ثانيةٍ أخرى قُمتُ واتجهتُ لغرفتهِ أحضِرُ دفترِي قبل أن أطبعَ خطايَ صوبَهُ.
على طرفِ أريكتهِ جلستُ في صمتٍ إلّا من صراخِ ما يشاهدهُ هو، لقد كان يونغي في أوجِ مراحِل تركيزِه، إلا أنه بدى غير مهتمًّا بِمَ يُعرَضُ حقيقةً..
تسائلتُ، هل أنا فقَط من يراكَ تعافِر للانسجامِ وسطَ أحداثِ البرنامج أم أنتَ تعيشُ في قلبِ الحدَث بالفعل؟ بدى منهكًا. وبالرغمِ من كونهِ كشَّر حاجبيهِ بامتعاضٍ متمتمًا بألفاظٍ معترضةٍ إثرَ لقاء أحدِ الأبطال مصرعِه، إلا أنني أستطيعُ الجزمَ بأنّه يخادعُ نفسه ليس إلّا.
«كاذب.» عجزتُ عن قمعِ لساني فأنبرتُ ساخرًا، ثمَّ اتَّخدتُ وضعيةً مريحةً فوق الأريكة وأخرجتُ قلمي الفضيَّ من جيبي، وانغمستُ في أمرٍ لَم أحسَب له حسابًا.
وكأنَّما أعصابي فقدَت حقها في التحكُّم بيدِي، فأضحَت أناملِي بعبثيَّةٍ منمَّقةٍ تخطُّ الملامحَ المليحةَ على الورَق، تمرَّدَت أفكارِي عليَّ وتفجَّرَت بداخلي تجبرني على طبعِ صورتِه على إحدى ورقاتِ دفترٍ لها الشرَف.
عدساتي أبدعَت في التقاطِ طلائعه، وأناملي -وبرجفةٍ- حرصَت على نسخها على اللوحة، أم أشُك أنه قلبي مَن قام بالدَورَين.
إنَّ يونغي شابٌّ وسيمُ الملمَح، ذو مقلتَين مسحوبتَين بمثاليةٍ وكأنما هو قطٌّ شيرازيٌّ، إلا أنه ليس قطَّ منازِل، بل يشبه الثعالِب ألى حدٍّ أكبر، مخادعٌ ومتلاعِبٌ لكنَّه جذَّاب.
وعلى صعيدٍ آخر، أحيانًا كثيرةً -وهي الغالبة- ما يعتلي وجههُ تلك النظرة الرقيقة، وتصبحُ عيونه وكأنما هي ثقبٌ أسود يجرني إليهِ دون مجهودٍ، وأهدابُه هي الأستارُ التي ألوذُ لأختبئ بها من دناءةِ الدنيا، يجرِّدُني من كلِّ زيفٍ وألمٍ ويكسوني بفراغ الفضاء، لكنَّ فضاءَهُ ليس بفارغٍ مطلقًا.
وهنالِكَ حاجبيهِ متقنا الشَّكل، وغالبًا ما يتحرَّكُ أحدهما أثناء تكذيب حديثي. قد يكون الأمر صادمًا، إلا أنني أرسمُ محجر عينيهِ وحاجبيهِ بشكلٍ متكرِّرٍ، دومًا، مرارًا وتكرارًا وكلّما سنحَت لي الفرصة، أخالني مهووسًا بهما.
ختامًا بفكِّه المحدَّد، وأنفٌ يتلائم مع تقاسيمه بشكلٍ ساحر، وشفتيهِ الرفيعةُ التي تحول بسمةً لثويّةً وضاءةً بحُسن لآلئ ثغرهِ، ناهيكَ عن تفاصيلِ حركتِه التي بتُّ أحفظها وكأنما هي منهجي، لذا نعم، أحيانًا قد يؤول فرطُ التفكير والملاحظة الدقيقة جُرمًا.

أنت تقرأ
حرِّرنِي، يُ.مِ.
Fanfic«أكون لكَ الدّبران فتكون لي الثريّا؟» - يونغي مين. - جيمين بارك. - شُرِّعت بالأول من الشهر السابع، للعام الثالث والعشرين بعد الألفين. - قيد الكتابة.