-
التفكير فيمَ آلت إليه الأمور لا ينفكّ يغادر رأسي، أبدو كأرض قد غادرها الجراد أخيرًا وما عادت قحلًا، بتُربتها قد غُرست بذور سحريّة من عالم آخر.
أفكّر بكيف لقلبهِ أن يتحمّل كلّ ذاك الأسى والإرهاق طوال هذه السنين، ومع ثقتي التامّة بأنّني لو كنت بمكانه لفقدتّ إنسانيّتي منذ زمن.
إنّ جيمين شخصٌ عظيم، ينتابني فخرٌ وانبهار به كلّما هوت أنظاري عليه، وينتهي بي الأمر أتأرجح بين عناقِه ومضايقته متفجّرٌ بالرغبة في وجودنا معًا.
لقد كان عهدًا أخذتُه على نفسي بألّا أتركه وحيدًا بتيّارات المعاناة، لست بمهتمٍّ إذا ما قاد الأمر كلينا للغرق، هو وفقط من يحوز على كامل اهتمامي.
منذ الأمس، أشعر أن رأسي يزن ألف طنّ وعظامي تحترق، يستحوذ على جلّ أفكاري إضافة لذلك الذي كان له يومًا خليلًا بالماضي، أبدو مثيرًا للشفقة كلّما تمنّيت امتلاك قدرة خارقة تنسيه كلّ آلامه كما لو أنها لم تكُن.
أفزعني صوت بوقٍ صاخب لسيّارة كادت تدهسني ريثما أعبر الطريق، لتوّي أنتبه كوني خارج المنزل، وحيدًا، مطرودًا.
منذ الصّباح لم يتشابك لسانه معي بحديث، حتّى صباح الخير لم تُقل، أعني، هذا ليس بالغريب عنه، لكنني اعتقدتُّ بأنّه سيكون رقيقًا كما كان بالأمس، هنالك نقاطٌ مفقودة.
شقيقي أصرّ عليّ أن أخرج لشراء ثيابٍ ملائمة لحفل تخرّجه بالغد، وأمي ثقبتني بنظراتٍ كما طلقات المسدّس تنهرني كوني لا أولي الأمر اهتمامًا وأردتّ فقط اللّحاق بجيمين ومعرفة لماذا لا يحادثني، لقد رفض مرافقتي بهزّة من رأسه حينما عرضتُّ عليه ذلك.
صحيح، حفل تخرّج جونغكوك غدًا، بتلك المدرسة، عليّ فقط التحمّل لأجله، لربّما تكون فرصة مناسبة لي لتخطّي الأمر بشكلٍ سويّ، ستكون الأمور على ما يرام.
وها أنا أعود لنقطة الصّفر، لماذا لم يحادثني؟
لمَ أبَت عيونه الالتقاء بعيوني بعد أن كان متشبّثًا بي طوال ديجور اللّيل بالأمس؟أخشى أنه قد شاركني أسراره مجبرًا، أو أنّ النّدم قد خالجه بعد أن فعل، أو أنني لستُ كُفئًا للاستماع إليه أو مواساته، أو أنه فقط لم يرغب بي يومًا.
المثير للسخرية أنني لم أتوقّع طوال حياتي أن يغزو أحدهم تفكيري بهذا المنظر، بل وأن يتسبّب في اهتياجٍ عواصيفٍ من الأسئلة برأسي الذي اعتاد أن يكون خاملًا، ماذا هو بفاعلٍ بي بعد ذلك؟
الأمور باتت واضحةً يونغي، لماذا لا تعترف بأنّك ترغب بأنظاره دومًا عليك، يمشّطك بعيونه التي تحتدّ تارةً وتتكوّر بلطفٍ تارةً أخرى، وأنّ فضوله نحوك -والذي قلّما يظهره- يروقكَ ويرضيك، وبأنّك ترغب بأن تكون النّجم الوحيد في دجنة دنياه.
أنت تقرأ
حرِّرنِي، يُ.مِ.
Fanfiction«أكون لكَ الدّبران فتكون لي الثريّا؟» - يونغي مين. - جيمين بارك. - شُرِّعت بالأول من الشهر السابع، للعام الثالث والعشرين بعد الألفين. - قيد الكتابة.